صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

منهجهم الإنتقائي ومنهجنا الغبائي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الإنتقاء : الإختيار.
التنقّي : التخيّر.
 
ما نسميه إنتقائية إنما هو سلوك منضبط مدروس , وفقا لبرامج الخطط الفاعلة والمعمول بها في مراكز إدارة المصالح وتحقيق الأهداف المرسومة , وإقامة الأنظمة المطلوبة اللازمة لتحويل الهدف إلى طاقة إيجابية لصالح المُستهدِف.
 
وقد كتبنا كثيرا عن الوجيع العربي وليس الربيع العربي , كما أريد تسميته لضخ الناس بشحنات إنفعالية عالية لأخذهم إلى وديان التلاحي والخسران , بالوصول إلى إقامة الأنظمة الفاشلة الضرورية لصناعة الفراغات المطلوبة , لترعرع الإضطرابات وبؤر الفوضى والصراعات  , المعززة بالطاقات العاطفية المتأججة المُسعّرة بأحداث لها القدرة على تحويلها إلى جحيمات سقرية لهّابة.
 
والمشكلة ليست في إرادة الدول والقوى الساعية وفقا لبوصلة مصالحها , وإنما في المجتمعات والشعوب التي تحقق لها مصالحها , وتبلع الطُعم بعد الطُعم.
 
ففي العراق تحقق إحتلاله بدعوى القضاء على أسلحة الدمار الشامل , التي تملكها عشرات الدول غيره , ولما تعرّت الفرية وإنكشفت الخدعة , رُفِعت لافتات الدعاوى الديمقراطية  , ووضع في الدستور المكتوب أصلا أو المُعد مسبقا , طُعم المحاصصة  فابتلعته جميع الأطراف وتفاعلت  بعنفوان على هداه , مما أوصلها إلى ما هي عليه الآن من تداعيات وإضطرابات وإنهيارات شاملة.
 
وهذا يعني أن ما نسميه بالإنتقائية يلقى أذنا صاغية من المجتمع المُستهدَف , أو أن المجتمع يوضع في مواقف تجبره على الإذعان للقرارات المطلوبة والسياسات المفروضة المبرمجة.
 
وما يتحقق في شمال البلاد يُسعِد أصحاب المكان , ويزيدهم عزما على الوصول إلى أهدافهم وغاياتهم , وهذا يشير إلى توافق الأهداف والمشاريع.
 
وما يجري في وسط البلاد وغربها وجنوبها يخدم المصالح الخارجية تماما , فلماذا يتدخلون وقد تأهل الناس أجمعين لتحقيق مصالح وأهداف هذه القِوى من دون أن تبذل أي جهد يُذكر , وما يدور في سوريا أعظم إنجاز وهدية يُقدم لأعداء الأمة.
 
فبربّك , لماذا نلوم الآخرين  ومصالحهم تتحقق وأهدافهم تتأكد , أ نريدهم أن يتدخلوا لإعاقة إنجازاتهم وضرب مصالحهم؟!!
 
نحن الذين علينا أن نتدخل في شؤوننا ونصلحها ونشذب عقولنا ونطهرّها من الأفكار السلبية السوداء , ونضع مصالحنا الوطنية المشتركة فوق خزعبلات ما نرى ونتصور ونعتقد ونتوهم. 
 
فالعيب فينا  وفينا , ولا يمكننا أن نغض الطرف عن عيوبنا ونرمي باللائمة على الآخرين , الذين يدينون بمصالحهم وبعضهم يدّعون بأنهم يحملون رايات الدين والعقيدة.
 
فالمجتمعات مصالحها فوق كل ما تتصور وتعتقد وترى , فالدين عندها ليس أولا , ونحن نبقى ندور في طاحونة الخداع والتضليل , ونحسب الدين أولا وأولا , وما أنجزنا شيئا يُذكر بل قتلنا الدين بالدين.
 
إن المجتمعات التي تجهل الرؤية الوطنية , ولا تزن أهدافها وفقا لها , لا يمكنها أن تكون ذات سيادة وصاحبة قرار , وإنما تابعة مستعبدة وضحية , بل ومُضحكة!!!
 
فهل سننقي نفوسنا وعقولنا من شوائبها ونصنع إنتقائيتنا , التي تتحكم بإتجاهاتها بوصلة مصالحنا , وهل لدينا القدرة على أن ننتصر على ما فينا من المساوئ والسيئات؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/30



كتابة تعليق لموضوع : منهجهم الإنتقائي ومنهجنا الغبائي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net