صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

الشراكة الوطنية إحدى( الطبخات الأمريكية ) فاحذروها
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إن سياسة أمريكا في المنطقة العربية يشكل خاص تقتصر على دفع نخبها السياسية دفعا لسلوك  المسارات الخاطئة والمميتة والقاتلة بعد أن تجعل لتلك النخب مصلحة أكيدة  في التمسك بتلك المسارات من خلال ضمان وجودها على الكراسي لأطول فترة ممكنة  ...إن جميع حكومات الأمم الحية تتقدم بشعوبها إلى الأمام أما حكوماتنا فإنها تتقدم بنا إلى الوراء بسرعة البرق لان ذلك هو الضامن الوحيد لبقائها في السلطة,, ويتم ذلك عادة تحت أرقى اللافتات من قبيل( حقوق الإنسان) او (حرية الرأي )او( الديمقراطية) المسلفنة التي قذفنا بها الاميركان على حين غرة ..وهكذا فان علينا الانتباه بان( للشيطان جنودا من عسل )...
إن بدعة (الشراكة الوطنية )التي وفدت إلى العراق مع الاحتلال من اخطر أطباق العسل الأمريكي المداف بالسم والتي فعلت فعلها في هذا البلد الجريح ونفثت سمومها في أوساط العراقيين منذ آن وطأت قدم راعي البقر الأمريكي بلاد ما بين النهرين ...إن مجرد القول بالشراكة معناها إنكم أيها العراقيون لستم شعبا وإنما مجموعة من الأجناس المختلفة والطوائف المتباينة وقد جمعتكم هذه الأرض من دون رابط وسيأتي اليوم الذي تنفض فيه هذه الشراكة وهذا احد أصناف السم الأمريكي الذي ابتلعه العراقيون مع عسلهم.
إن أمريكا تعلم علم اليقين بان أي شراكة بين رجلين عاقلين في كيس للخيار ستؤدي عند الاقتسام إلى شعور احدهما بالغبن لان حصته اقل جودة من حصة الآخر فكيف والمتشارك فيه بلد نفطي كالعراق...إنهم يعلمون بان الشراكة ستفضي في آخر المطاف إلى فضها وهذا ما يخططون له وهذا هو الصنف الثاني من السم في العسل الأمريكي
ولو أن تلك الشراكة انفضت سلما وعن طريق الحوار المتمدن ثم أدت إلى ظهور ثلاث او أربع او خمس دويلات متسالمة لرضينا وحمدنا الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ولكنهم يعلمون بأنها ستؤدي إلى فوضى عارمة ومواجهات أيسرها أن تتطاير الرؤوس والأيدي وقد تمتد حتى قيام الساعة او هلاك جميع الفر قاء ... وذلك ما يخططون له منذ عشرات السنين ...ان امريكا تطبخ مشاريعها على نار هادئة لا يحس بوجودها سوى العقلاء ...
إن أي عراقي يجد نفسه في موقف يشعر فيه بأنه ربما خدع او استغفل او وقع ضحية للاستغلال من قبل الآخرين ينتفض ويغضب ثم يعربد قائلا (قابل آني هندي )..
إذن تعالوا أيها العراقيون نتعلم من الهنود حيث تتعايش مئات الديانات والقوميات والأجناس والألوان في أرقى سلم أهلي إلى جانب القرود والكلاب والأبقار دون ان يزعج احد الآخر ..
إن العراق يكفي أضعاف إعدادنا اليوم وإذا كنا لا نطيق بعضنا البعض فإننا سنجد أنفسنا في يوم ما عبيدا للأمم الأخرى خاصة إذا بقينا بعقولنا الحالية التي تنتظر خيرا من القادمين من وراء المحيطات الذين لا يهمهم سوى أن تبقى منطقتنا فريسة للنزاعات والصراعات التي من خلالها يتحقق امن الدويلة العبرية ..

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/29



كتابة تعليق لموضوع : الشراكة الوطنية إحدى( الطبخات الأمريكية ) فاحذروها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net