صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

سنوات القحط المالكية
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هناك أيام, لا يتمنى المرء, أن يعتبرها جزءاَ من حياته, ربما فقد في أحدها عزيز, او طرق أبواباَ أجبرته الظروف على أن يطرقها, رغم أن أهلها ليسوا كراماً بل لئام, تلك ألايام مهما حاول المرء أن ينساها أو يتناساها, لن يتمكن من ذلك, أيام سوداء, حالكةٍ كليل مظلم غاب فيه القمر, وأختفت من سمائه النجوم.

أيام حملت في جعبتها ألازمات, حتى وصلنا فيها إلى درجة التمزق, وكادت البلاد أن تغرق في بحور من الدم, على حد رغبة مستشارة رئيس الوزراء, السابق مريم الريس, وعلى وفق ما صرح به الرفيق السابق, علي الشلاه, بعد أن أنهى المالكي خطابه, الذي تنحى فيه لصالح العبادي, حيث أشار الشلاه, ألى أن قادة عسكريين أرادوا أن يحسموا موضوع المنصب لصالح المالكي بالقوة, لحماية الناس من أنفسهم الأمارة بالسوء الراغبة في التغيير!

تلك ألايام نتمنى أنها ما كانت ولن تكون, رغم دعوات الخيرين الى طي صفحة الماضي, وألقاء مآسي تلك ألايام في مزابل التاريخ, لكن لا يجب أن نترك تلك الأيام تذهب سدىً, ولابد أن نأخذ منها عبرة, حتى لا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى, كي لا يمتطي أبطال من ورق مرة أخرى, أحصنة الخشب, ويخوضوا معارك وهمية, تكتبها أيادي المتملقين, من حاشية السلاطين, لنكتشف بعد فوات ألاوان, حجم الكذب والأدعاءات التي تتبدد كظلمة الليل حين ينبلج الفجر, لندرك بعدها أن السلطان الموقر, ليس ألا فزاعة تحركها أيادي العابثين.

يجب أن لانترك من وضع , العراقيين بين مطرقة الجوع, وسندان الأرهاب, نعم نسامح, ونطوي صفحة الماضي لكن هذا لا يعني أن نترك من أعاد العراق خلال ثمانية سنوات, ألف سنةٍ الى الوراء, ويبقى أصحاب سنوات القحط يسرحون ويمرحون, هم ومن طبل وزمر لهم من أبطال الفضائيات, وكلاب السلطة, وسراق المجد, ليأخذوا أماكنهم مرة أخرى في الحكومة الجديدة, بأشكال وصفات جديدة.

رغم إن حكم الأخوان المسلمين لم يتجاوز العام الواحد, ألا أن الشعب المصري, جعل من فترة حكمهم تلك, عبرة أتعظوا منها حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى, رغم أن جراحاتهم طفيفة لا يتجاوز عمرها السنة, فكيف ننسى جراحاً عمرها ثمانية أعوام, بعد أن أستبشرنا خيراً بعودة العراق, إلى الحياة بعد عام 2003, لتلتف بعد ذلك أيادي الدكتاتورية, محاولةٍ أزهاق روحه, لولا أن تداركه العقلاء, ختام القول, نأمل أن يعتبر الجميع, بسنوات القحط المالكية المنصرمة, فالسعيد من أتعظ بغيره, والشقي من أتعظ بنفسه. 

كما يعرف الجميع, ان حكم الاخوان في مصرة لم يتعدى السنة الواحدة,


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/20



كتابة تعليق لموضوع : سنوات القحط المالكية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net