صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

الازمة السياسية ترى بصيص من النور
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 اجبرت الضغوط الداخلية والخارجية ,  على السيد نوري المالكي  بالتراجع والرضوخ , بالتخلي والتنازل عن التشبث بالمنصب , لصالح السيد حيدر العبادي , وانقشاع الغيوم التي تراكمت , بجلب الشؤم والعواقب الوخيمة والخطيرة للعراق , بسبب العناد والاصرار على التمسك بالمنصب , مهما كانت الاحوال والضغوط , مما سمح لبعض الصقور من الحاشية المقربة والمحيطة له , ان تستخدم لغة التهديد والوعيد , بأيام مشؤمة وسوداء  بالفوضى , وبحور من الدماء في بغداد , اذا تنازل المالكي عن منصبه المقدس , لكن تحت ضغط التأييد الشعبي والسياسي العارم والواسع , لتكليف السيد حيدر العبادي , وكذلك من المرجعية الدينية , التي لعبت دوراً هاماً وحيوياً , لصالح التغيير الجديد , وضغطت بقوة على المالكي في سبيل  تسليم المنصب , دون عرقلة وصعاب , ودون تحجج , مما افقد المالكي عوامل مهمة في , التمسك بعناده واصراره  , وكذلك اسهمت في  افشل كل المخططات , التي كان ينوي القيام بها , وهي في حقيقتها    تسهم في عرقلة التطور الجديد , ودفع العراق الى المجهول والفوضى , وتعقيد الاوضاع السياسية الى اكثرخطورة , ان الدعم الكبير والمساند من كل الكتل السياسية , الى اختيار العبادي لتشكيل الحكومة قادمة برئاسته , افقدت المالكي حليف يستند اليه , في معركته الخاسرة والفاشلة , وكما لعبت بقوة الاطراف الاقليمية والدولية , التي ناصرت بقوة التغيير الجديد , فقد سحبت البساط من اقدام المالكي , في الاستمرار بتعنته وتمسكه بالمنصب , فقد اصبح يغرد خارج السرب والمنطق والواقع , وصار معزوفة نشاز ومستهلكة وفاسدة  , غير صالحة للبقاء , امام هذا الزخم الكبير والعارم , الداخلي والخارجي , المؤيد لتطور الذي حصل في العملية السياسية , والذي يصب في انقاذ العراق من الانهيار والخراب , لذلك وجد التغيير الجديد , ارضية قوية وصلبة عريضة ومتماسكة , من القبول والموافقة من كل الاطراف السياسية والشعبية والدينية , , وهذا يشكل علامة ايجابية مهمة , في مجابهة تنظيم داعش المجرم , ومجابهة التحديات الخطيرة التي تواجه العراق , وبذلك ابعدت العراق من الخطر الوقوع في حبائل الفوضى , حتى يستغلها تنظيم داعش الارهابي , في المزيد من عمليات القتل والاجرام والخراب  . ان التغيير الجديد يصب لصالح العمل الديموقراطي السليم , البعيد عن الافعال المتهورة والمتشنجة والمتسرعة , دون روية ودراسة , والتي تزيد اثقالاً في تعقيد الاوضاع السياسية , نحو اقصى درجات الخطر . لذلك يعتبر التحشيد الضخم من القادة السياسيين والمجتمع الاقليمي والدولي , في اعتبار تكليف حيدر العبادي , خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح , في معالجة الازمة السياسية , شكل هذا الاسناد الواسع , الزخم الهائل  في انجاح التغيير الجديد , واسكات الذين مازالو يحلمون في تحقيق الولاية الثالثة , وانتزع منهم مبادرة التحرك المضاد المحفوف بالمخاطر القصوى , ان التطور الذي حصل في العملية السياسية , بانه فتح الابواب التي كانت مغلقة , في وجه التفاهم والتواصل والحوار البناء , الذي يخدم مصالح الشعب والوطن , وحل الصراعات السياسية والطائفية , تحت خيمة الوطن , الذي يخدم مكونات الشعب ونسيجه الوطني , اذا استخدم بشكل صحيح وسليم , ويشكل في نفس الوقت ضربة قوية لتنظيم داعش المجرم , وينزع منه الكثير من الاسلحة , التي كان يتعكز عليها ويتذرع بها , لذا فان التطورالايجابي , باختيار بديل المالكي في منصب رئيس الوزراء , له دلالات كبيرة لصالح الوطن , وانتزع ما كان يخطط المالكي من نوايا شريرة وخطيرة , باشعال الفتن وحرائق النارفي العراق , وكما صرح احد مقربيه المجانين ,  بجعل بغداد  بحور من الدماء , اذا تنازل المالكي عن المنصب , ان الامور انتهت بخير , رغم الدس والوعيد بالويل والثبور , فقد حفظ الله بغداد بان تكون بحور من الدماء , واسكت الاصوات الشؤم , من الغربان المسعورة , التي وجدت نفسها محاصرة , بسيل من الاستهجان والاستنكار والادانة , وها هو مختار العصر , يستسلم ويرفع الراية البيضاء , ويخسر المعركة المقدسة للولاية الثالثة , ان افشال هذه المخططات الشريرة وخنقها في المهد , يشكل علامة مضيئة , ويتطلب من الاطراف السياسية تكملة المشوار , بقدر كبير من المسؤولية , التي تخدم مصالح العليا للوطن , من خلال الاختيار الصائب والسليم لتشكيلة الوزارية القادمة , والتي يتطلع ويترقب الشعب لها , بان تكون معايير الكفاءة والخبرة , والقدرة على تحمل الواجب الوطني بمسؤولية رشيدة , حتى تعالج بشكل واع وناضج , التركة الثقيلة من المشاكل العويصة , والاخطاء الجسيمة , التي تركت بصماتها الثقيلة , في كل زاوية من العراق , ان الفريق الحكومي يجب ان يكون قادراً على اصلاح العطب في الحياة السياسية والخدمية والامنية والحياتية , وان يحافظ على المصالح الوطنية , وليس الطائفية والحزبية الضيقة , ان العراق يجب ان يرى بصيص الامل والنور , بالتوافق الوطني الحقيقي , وارجاع الهوية العراقية , التي فقدت طيلة ثماني اعوام عجاف

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/16



كتابة تعليق لموضوع : الازمة السياسية ترى بصيص من النور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net