صفحة الكاتب : علي مولود الطالبي

كانَ هذا الذي يبكي
أفقٌ على وجنتيكَ
بسمةٌ تطلُ من المدى تعانقُ خدّكَ
وكل المدى روحكَ
يا ... بُنيّ : هل كنتَ رداءَ البكاء ؟
أم كلّ الذين يموتون فوقَ الحقولِ
كلُّ الطرقِ فقدتْ لونها
وكلّ الكلماتِ تتقمصُ صوتَ الرّيح
قد تطلبُ الرحمةَ في الحلمِ الأخيرَ
تراودُ الوردَ والغيثَ لتصعدَ
ثم تتدحرجَ إلى الأسفل .....
يا ..... بُنيّ
لا تكنْ المقعدَ المركونَ في شرفاتِ الصمتِ
ولا الذي ينحني ليلتقطَ الخرابَ
لِمَ تبكي يا ولدي ...؟
كنْ زنابقَ الربيعِ النائمِ على كتفِ الوطن
يا أَبي هذا الدّمع فوق عيني الراعشة
والكفُّ والقيودُ توأمان
وهذه الحياة في كبوِ اشتعالي الأخير
بني لا تبكِ ؛ كان لإسماعيلَ الكواكب
ولصبرهِ إشعاع الذين مرّوا بظلمة القتل
سلمَّ نفسهُ لمعاريجها
إلى رائحةِ الترابِ
الأملُ يشرقُ في المغيبِ وفي الفيضِ راحةٌ
لِمَ تخشى انحراف الرّوح في العتمة ؟
والضوءُ كثيفٌ في الرّوح والوطن في شذى القلبِ يهيمُ
كيف للأرضِ أن تتركَ متّكأها بعينكَ
والغربة تغزو مداكَ ؟
خُذْ صوتكَ فوق خيولِ الألوانِ الشهيةِ
إلى أقاصي الغفلة
ربّما برق الخطوات أشهى من التيه ؟!
مثل أحجية السماء قلبكَ وراحة الجفون
لا تنحنِ ,,, لا تسقط
أنتَ حكايةُ اسماعيل وسنبلةٌ لا تميلُ إلى ظلٍّ يخونُ
أنا وأنتَ توأمان إنشادِ العصافير
لماذا ...؟ يعلو نحيبُ ضحكاتكَ
أسألُ فيضيعَ السؤالُ في عينيكَ
في تجاعيدَ الوجهِ وفي العشبِ الأصفر
قالَ يا ..... أنا : إنّما للضحكِ قوافلُ دخانٍ
وللقلبِ هزيمةٌ أعلنتْ عنها الحياة
لمَ تبكِ ...؟ تعبرُ الدموعُ في اللامنتهى
تستدرجُ زرقةَ البحرِ وتغسلُ غيمَ السّماءِ
لتتدلّى سحابةُ عشقٍ ونجماً في حوضِ النور ...
لِمَ البكاء يا ... أنا ؟ والأرضُ مُهرتكَ
لا شأن لكَ بالخيانات ولا صخبِ الشموع
لاشأن لكَ بالكلماتِ المريبةِ
ولا بذكرى تزوجتْ ماضٍ في الإنصراف
حبيبتُكَ وحدها تخيطُ قميصَ الليلِ
كي تغفو في الرموز
هل ستنامُ قليلاً ...؟
ها قد رتّبتْ لكَ ركبتها والحكاية
ستغفو وتنتصرُ يا بني
الحريةُ ناقوسكَ ...
لا تعلنْ اكتمالَ الألم
كُنْ شذا النّدى ونوافل النعناع
ستتذكرُ ذاتَ مساءٍ و تحكي .....
لنسائكَ أنّكَ كنتَ لذيذاً مثل البرق ،
وخاطفاً مثلَ الرشّفِ
ورحباً، رحباً مثل السماء
أنّكَ لقاحُ الحكايةِ
أنّكَ الرجلُ الوطن
أنّك آذانُ الطفولة
لا تبكِ يا بني ... لا تنحنِ إلّا لقطف وردٍ وصوفٍ عابر
يكفي نشيج , وكُنْ كما أنا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي مولود الطالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/14



كتابة تعليق لموضوع : مسافر فيك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net