الحكومة المرتقبة والتغيير المنشود
جاسم الحلفي

بتكليف السيد حيدر العبادي، طويت صفحة أزمة "الكتلة الأكبر" المعنية بتشكيل الحكومة، بالرغم من تشبث السيد المالكي مع عدد من مواليه بـ"حقه في التكليف"، منتظرا حكم المحكمة الاتحادية العليا، التي لم تبت لغاية الان في الشكوى التي تقدم بها السيد المالكي أخيرا، ضد تكليف العبادي من قبل رئيس الجمهورية.
فالتأييد الواسع الذي حصل عليه تكليف رئيس وزراء جديد من القوى السياسية العراقية، إلى جانب الترحيب الدولي والإقليمي، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وتركيا وإيران والسعودية، يتضمن في معانيه رفضا واسعا للولاية الثالثة، ووضع نهاية لحقبة حكم المالكي.
ومن أجل أن يتحول الدعم لرئيس الوزراء المكلف، إلى دعم حقيقي لجهود تشكيل الحكومة المزمع عرضها أمام مجلس النواب خلال شهر، منذ تاريخ التكليف كما نصت الفقرة ثانيا من المادة "76" من الدستور، لا دعما لمجرد معارضة الولاية الثالثة، لابد من الاستفادة من التجربة المريرة للسنوات الماضية، حيث تبددت الإمكانيات هباء، وخسرنا أرواحا غالية، دون أن يتحقق برنامج الحكومة المنتهية ولايتها.
أن التحدي الأمني لا يزال ماثلا، ويشكل أولوية ملحة بعد أن سيطرت عصابات "داعش" على مساحات واسعة من العراق واستباحت مدنا عديدة، اقترفت فيها جرائم هزت الضمير الإنساني، ومن بينها جرائم إبادة جماعية، وإجبار أتباع الديانات الأخرى على اعتناق الإسلام بنسخة "داعش" الظلامية، واستمرارها بتهديد مراكز المحافظات وضمنها العاصمة الحبيبة بغداد.
كل هذا وغيره، يفرض فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية واسعة التمثيل، تبتعد عن منهج المحاصصة الطائفية الاثنية الذي رسخته الكتل المتنفذة وشمل الوزير وصولا إلى "البواب".
وبالتأكيد، فأن التغيير الحقيقي المنشود يكمن في عادة بناء العملية السياسية باتجاه دولة المواطنة التي يعيش في ظلها المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات، أما تغيير الوجوه، فاهمتيه تكمن في ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، في بلد لازالت مؤسساته الرسمية والسياسية والمدنية هشة وغير مكتملة البناء.
كما ويشكل العمل من اجل إيجاد مخارج للازمة العراقية، مدخلا مناسبا للإصلاح الشامل، الذي لا بد أن ينطلق من رؤية وطنية موحدة، تحقق الإرادة الوطنية وتفعل الإرادة الشعبية، عبر تحسين العلاقات بين الإطراف السياسية، وبين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، وبين الأولى والحكومات المحلية في المحافظات، وان تسود الاجواء الطبيعية العلاقة السليمة بين السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، على وفق مبدأ الفصل والتعاون بين السلطات، بحيث تلتزم كل سلطة بوظيفتها، بما يؤمن سير النظام بشكله الطبيعي.
ومن اجل تأمين التأييد الشعبي وتحقيق الإرادة الشعبية، التي بدونها يصعب تحقيق أي خطوة تقدم عليها الحكومة، ينبغي تفهم دور المجتمع المدني والإعلام الحر والالتزام باحترام حقوق المواطن وحرياته، وكما كفلها الباب الثاني من الدستور، وضمان تقديم الخدمات له وتامين الضمانات التي تؤمن العيش الامن والكريم.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم الحلفي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/14



كتابة تعليق لموضوع : الحكومة المرتقبة والتغيير المنشود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net