يخرب بيتك أمريكا

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقولون، أمريكا تحركت عندما شعرت بخطر محدق بالأكراد بعد تقدم داعش نحو عاصمة الإقليم من جهة الموصل، وهذا غير صحيح فأمريكا تحركت عندما شعرت إن بغداد بخطر، ثم توقفت عندما تأكدت إن مشروع داعش لإجتياح العاصمة مؤجل حتى إشعار آخر، وأرسلت مستشارين قيموا الأوضاع على الأرض وقالوا، إن المدينة آمنة، وهناك قوات كافية. طبعا هذا حقيقي مرحليا فأمريكا تدرك وجود قوات نخبة ومجموعات شيعية قتالية مدربة وكتل بشرية هائلة من بينها مجموعات  مؤهلة تماما حتى لو لم تكن واشنطن راضية عن ظروف تشكيلها، وإذن فواشنطن تحركت عندما شعرت بخطر على بغداد، وتوقفت عندما أدركت إن داعش ستبقى تتحرك مؤقتا في مساحة المناطق السنية وهو ماحصل بالفعل، فداعش اليوم موجودة في محافظات الموصل وديالى وصلاح الدين والأنبار وأجزاء من كركوك، ولم تتقدم فعليا بإتجاه مناطق الشيعة بإستثناء بعض الأماكن التي تعتقد بإمكانية إستثمارها في وقت لاحق كملاذات، أو كحواضن في بغداد ومدن أخرى محاذية لكربلاء وبابل، ومناطق في البصرة وجنوب بغداد.

يثبت ذلك إن الأمريكيين قد يتحركون ليوجهوا ضربات جوية لداعش في مناطق غرب، وجنوب، وجنوب غرب العاصمة العراقية لتتمكن من تأمين الأوضاع ومساندة الجيش العراقي مع وجود إشارات بإمكانية تشكيل حكومة جامعة، يجري ذلك بموازاة توجيه سلاح الجو الأمريكي ضربات لداعش في أماكن تواجدها الذي يهدد كردستان، لكنها لم تتحرك لتوجيه ضربات مماثلة لوجود مسلحين في الأنبار وصلاح الدين والموصل! لماذا يحدث ذلك وهل هي إنتقائية أمريكية في التعامل مع التطورات على الأرض العراقية؟ يبدو واضحا إن داعش لم تعد تنظيما سنيا متطرفا وحسب، بل هو تنظيم مفعم برغبة أمريكية لتنفيذ أجندة خبيثة مؤداها أن تسيطر مجموعات دينية شرسة على المناطق السنية الرافضة للوجود الشيعي، والثائرة ضد حكم المالكي لإستثمار السخط الشعبي على وحدات من الجيش العراقي في مدن السنة، وبالتالي الحصول على مقبولية سنية ولو مؤقتة لحين تثبيت وجودها، ومن ثم تشرع بالتخريب وتفقد دعم السنة رويدا ماسيؤدي الى نشاط سياسي وعسكري سني بالتوازي مع تحركات أمريكية لتشكيل جيش من السنة مهمته طرد داعش التكفيرية المخربة برعاية السفير بيكروفت، وضمان سيطرة المجموعات السنية المسلحة على مناطق الموصل وصلاح الدين والأنبار وإعلان إقليم مستقل عن بغداد، وتكريس مبدأ تقسيم البلاد الذي تعمل عليه واشنطن وتل أبيب، وهو طموح يتحرك بإتجاه معظم البلدان العربية كمصر واليمن وليبيا والسعودية وسوريا ولبنان وتحويل الأردن الى وطن بديل للشعب الفلسطيني في المستقبل، خاصة بعد فشل القاعدة في تحقيق مطامح الأمريكيين والإسرائيليين مايحتم ولادة داعش العنيفة المرعبة التي تحدث الفوضى والإنقسام وهو مايتصاعد حتى اللحظة، وصار الكل يتوسل أمريكا للتدخل، ويريد فعل أي شئ حتى لو كان التقسيم من أجل الهروب من واقع العنف والنزوح المر والتخريب والفوضى التي زرعها مقاتلون أجانب لايعرف لهم أصل ولافصل سوى إنهم يتلقون المال من أجهزة مخابرات في المنطقة تعرف ماتريد، أو تريد أن تجاري نزواتها، وحتى الأحقاد التي تحكم نفوس من يحكم دولا بعينها في الجوار.يخرب بيتك أمريكا فقد زرعت تنظيما قذرا يواصل العرب في مساجدهم الصلاة والدعاء لهم ليل نهار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/11



كتابة تعليق لموضوع : يخرب بيتك أمريكا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net