صفحة الكاتب : صالح المحنه

ما أجهلُ مَنْ يَتَجاهلْ دورَ المرجعيةِ الدينيةِ العليا
صالح المحنه
لاأعتقد أن المنصفَ وصاحبَ الوجدان سواء كان في العراق أوخارج العراق مسلم كان أو غير مسلم سنيٌّ كان أم شيعي ينكر الدور الأبوي للمرجعية الدينية العليا المتمثّلة بشخص سماحة آية الله العظمى السيد علي السستاني وموقفه الواضح مما يجري في العراق منذ سقوط النظام الصدامي والى يومنا هذا...هذا الرجل الصابر يحملُ بين جنبيهِ قلباً يسع العراقيين جميعا على إختلاف مذاهبهم وقومياتهم وأديانهم ...تحمّل الطعنات من القريب والبعيد ... كتم حزنه وصبر على دماء قومه طالما أن هناك ومضة أملٍ في الحلِّ والتصالح ...كان حرصه ولازال على وحدة العراقيين ..كحرص الوالد المشفق على أبناءه ...مع عقوق بعضهم وتمرّدهم عليه حد الظلامة.. لكنّه صبر...وصبرَ طويلاً...حتى إذا بلغ الخطرُ أشدّهُ وأصبحت حياة العراقيين كُل العراقيين مهددة مِنْ قبل عصابات الكفر والضلال التي تُطلق على نفسها داعش ،إنتفضَ على الصبر ...وأطلق دعوته الكريمة للعراقيين كافّة بضرورة التصدي للإرهابيين والدفاع عن العراق وشعب العراق ومقدسات العراق ...لأنه أدرك أن هذا العدو ليس عراقيا وأدرك هدفه الإجرامي الذي لم يُخفه وهو تخريب وحدة العراق وبث الفرقة بين أهله وتدمير ثرواته وهدم مقدساته... فقال قولته الكبرى التي أنزلت الرعب في قلوب الأعداء وحجّمت دورهم وقوّضت خطرهم ...أفتى بمحاربتهم وردِّ كيدهم ...فكانت هذه الفتوى طود نجاة للعراقيين جميعاً حكومة وشعباَ ... وساحات القتال التي مُلئت بالمجاهدين الذين لبّوا نداء المرجعية تشهد على ذلك ...والأمر لايحتاج الى تفصيل لأننا لازلنا نعيش في صلب تفاصيله..ولكن علامَ يتجاهلُ بعضُ السياسيين الذين أنقذتهم فتوى المرجعية من الحرج والإنكسار ...هذا الدور التاريخي للمرجعية ويتعاملون معها على قدر ماينتفعون ...؟ يصمون آذانهم كأنّ فيها وقرٌ ولايستمعون الى نصائح المرجعية التي فيها مصلحة الشعب والوطن ؟ وعندما يشتدُ عليهم الإرهاب وتضيق عليهم الأرض تتوجه أفئدتهم وأبصارهم صوب المرجعية الدينية ... يعيشون إزدواجية في المواقف وأفعالهم تناقض اقوالهم ...عشر سنوات يخطئون والمرجعية تنصحهم ولا يستمعون أو يستمعون ولايطيعون ! ولكن هل يعلمْ هؤلاء الذين تمادوا وأعرضوا وتجاهلوا أمر المرجعية وتناسوا دورها.؟ أن الشعب ومن خلال فشلهم المتراكم ولسنوات عدة قد فهم مايريدون وعلم ما يسعوْن إليه فلا طاعة لهم اليوم مالم يلتزموا ويتبنوا نصائح المرجعية الدينية العليا ...ولانجاة لهم ولنا جميعا مالم يأتمروا بأوامرها فهي أدرى بمصلحة الأمة ...بل واحرص على أرواح هذا الشعب المبتلى ..وهي المفصل السليم والصحيح المتبقي في الجسد العراقي الذي يجتمع عنده العراقيون...وهذه الحقيقة قد أدركها الشعب العراقي وهو الآن يحتمي بظلّها ...وأما بالنسبة لبعض السياسيين الذين صرّحوا من خلال شاشات بعض الفضائيات العربية والعراقية وهم يعتبون على المرجعية الدينية ويتهمونها بعدم إستنكار جرائم داعش ضد مكوناتهم سواء كانوا من الأيزيديين أو المسيحيين ..أقول لهم وهل هناك إستنكار أبلغ من أن تصدر المرجعية الدينية فتوى بمحاربة الإرهابيين والدفاع عن كل العراقيين ؟ أرجو أن تراجعوا مفردات الفتوى بدقة وستعلمون كم هو واضحٌ موقف المرجعية الدينية (الشيعية) كما أسميتموها بتصريحكم من داعش . وراجعوا خطابها الأسبوعي وتوصيات المرجع الأعلى لكل العراقيين بدون إستثناء ...مع أن المرجعية الدينية لاتمتلك قوةً عسكريةً وليس لها وزارة أمنية ولا شراكة في حكم الدولة سوى موقعها الديني الذي يجلّه ويحترمه الشعب العراقي ...وبدورها وظّفت هذا الموقع وهذه المكانة الروحية التي تميّزت بها لخدمة الشعب العراقي من خلال توجيهه ونصحه والدفاع عن مصالحه ...أختم خاطرتي بمطْلعها (ماأجهل مَنْ تجاهلَ دور المرجعية الدينية العليا)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/10



كتابة تعليق لموضوع : ما أجهلُ مَنْ يَتَجاهلْ دورَ المرجعيةِ الدينيةِ العليا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net