صفحة الكاتب : علاء كرم الله

ماذا يريد العراقيين من رئيس الوزراء القادم؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يبدو أن عقدة أختيار رئيس الوزراء للعراق  ولحد كتابة هذه السطور لازالت عصية على التحالف الشيعي! بأعتبار أن منصب رئيس وزراء العراق هو من حصتهم حصرا!!، ليس لكونهم يعتبرون الكتلة الأكبر حسب! بل لكون نظام المحاصصة الطائفية المتفق عليه بين قادة الأحزاب والكتل السياسية!! الذي ومع الأسف صار عرفا سياسيا ثابتا لألية الحكم بالعراق نص على أن يكون رئيس وزراء (رئيس الحكومة) من حصة الشيعة!!!. وبغض النظر أن كان التحالف الشيعي سيحسم أمره بتكليف (المالكي)! ويكون ذلك لولاية ثالثة له، او سيرشح بديلا عنه الدكتور (أحمد الجلبي) أو الدكتور( عادل عبد المهدي) أو (باقر جبر صولاغ) أو غير هؤلاء، فالعراقيين لا تهمهم الأسماء أو الشهادات العليا، بل الذي يهمهم في رئيس الوزراء القادم هو أن يكون: عراقي الأصل، شرب من ماء دجلة الخير وفراتها العذب، وأكتوى بنار الألم والظلم، ليحس بنا ونحس به، يعرف كل آلامنا وأوجاعنا، ويعرف كيف يداويها ويشفيها ، يكون بيننا صباحا ومساء في نفسه وروحه(لا على شاشات التلفزيون والفضائيات وباقي وسائل الأعلام الأخرى)، يعطف علينا  ويحبنا بكل صدق، فأننا اكثر الشعوب التي تحتاج الى الحب والحنان والرعاية بعد الذي جرى ويجري علينا منذ الحرب العراقية الأيرانية (أي منذ 34 عام) ولحد الآن!، لا يضطهدنا ولا يظلمنا بلا سبب، حتى وان تجرأنا وتكلمنا عنه بشيء لا يحبه وبلحظة غضب وفورة عراقية!، يقيم العدل بيننا بالحق حتى وأن كان على نفسه وعلى أي مسوؤل في حزبه ولا تأخذه بالله لومة لائم، يضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين والسارقين الذين أمتلئت بطونهم بالسحت الحرام من خير هذا الشعب، يساوي بيننا جميعا كل حسب أستحقاقه، ينظر الى جميع العراقيين ويحبهم كما ينظر ويحب عائلته، يكون العراق عشيرته وأهله وناسه، لا يجعل من أبنائه وأخوانه وأقربائه وحوشا كاسرة علينا، لا تدني نفسه الى أمرأة حرة عراقية يأخذها من زوجها أو خطيبها لنزوة عابرة، يصون الأسرة العراقية كما يحب أن تصان أسرته وعائلته، يشعرنا بصدق بعدم طائفيته وأنحيازه الى هذه الطائفة دون تلك، يغرس بنا ويعلمنا بأن الدين لله والوطن للجميع، يعمل جاهدا على أن يبعد عن العراق الشرور والمشاكل ويعرف كيف يحمي العراق وشعبه بعقله وذكاءه وفطنته ، لا بالدبابة والطائرة فكفانا لغة الحروب التي لم نجن منها غير الدمار والهلاك والضياع، يلتفت الى العمران ويبني المساكن ويوفر للشعب رغيف الخبز ويؤمن لهم الضمان الصحي والأجتماعي اللائق، يعمل بصمت مع طاقم وزارته ليوفر لنا حياة كريمة هانئة تبعدنا عن السياسة وثرثرتها الفارغة والتي باتت لغة الجميع، يقتص من الظالم ويأخذ حق المظلوم، يرفع عنا كل تراب وغبار وعذابات السنين الماضية، يبعد عنه الشعراء والمداحين ووعاظ السلاطين فأنهم خراب ودمار كل والي وخليفة وأمير ورئيس، لا يسكن القصور الخرافية كأنها قصور السلاطين والأباطرة ويترك غالبية الشعب يعيش العشوائيات بسبب أزمة السكن، لايهتم ببناء الجوامع والحسينيات زورا وبهتانا  بل يركز على بناء المدارس والكليات والجامعات لأنها أساس العلم والمعرفة والأيمان الصادق والحقيقي فأن عبادة الله مستجابة حتى وأن كانت في  صحراء قاحلة أذا خلصت النوايا وطابت النفوس وصفت من كل شائبة،لا يساوي بين الجاهل والعالم، يجعلنا أن نحس ونشعر بأن خير العراق عاد و صار لأهله فقط لا لغيره من الجيران والأغراب، يوفر العمل لكل الطاقات الشابة ، يعيد للعراق بهجته ورونقه وأسمه ورمزه وهيبته بين كل دول العالم بلغة من التحضر والدبلوماسية ، يحافظ على هويتنا وتاريخنا الوطني، يجعلنا أن نشعر أن المواطن العراقي هو في الدرجة الأولى في الأول والآخر ولا شيء يعلو عليه  ألا الله والقانون، لا نريده ان يكون علمانيا يضرب الدين عرض الحائط ولا نريده بنفس الوقت رجل دين يلقي علينا المواعظ صباحا ومساء حتى يصل بنا الى حد البكاء والعويل، وعليه أن لا ينشر ويدس عناصر امنه ومخابراته وباقي أجهزته  الأمنية لتحسب وتعد علينا أنفاسنا وخطواتنا، يعلمنا بأعتباره هو الرئيس كيف نتعامل مع الديمقراطية والحرية بالسياقات الصحيحة لأنهما أساس نجاحنا وتقدمنا ومستقبلنا، يعيد بناء الشخصية العراقية علميا وثقافيا ودينيا ورياضيا وصحيا وأدبيا وحتى فنيا!، يعيد لنا أنتمائنا الوطني الصادق الذي أفتقدناه وحب الوطن الذي نسيناه بعد أن هجره الكثيرين، يجعلنا ان نحبه بصدق بلا كذب أو تزلف أو خوف أو نفاق ومن قلوبنا في السر والعلن، أن يتمسك بالدستور وبفقرات الدستور لا أن يحاول الألتفاف على هذه الفقرة اوتلك بشيء من الضبابية لغاية في نفسه، لا يتمسك ويلتصق بكرسي الحكم ولا تغره مذاق وبهرجة السلطة ويتخيل بأن العراق صار ملكا عضوظا له ولأقاربه الى أبد الآبدين، وعليه ان يعرف أن الدنيا لو دامت لغيره لما وصلت أليه، وعليه أن يحرص كل الحرص ويعمل بكل جد وثبات وصدق ونزاهة بأن يترك في مكانه وردة وذكرى طيبة عندما تحين موعد تركه السلطة بالأنتخابات حسب ما نصه الدستور وأن يسلم السلطة لمن يأتي بعده بأبتسامة وفرح كما أستلمها ، والأهم هو أن نتمنى ان يكون رئيسنا القادم أبن خير ودلال ونعمة عرفها منذ نعومة أظفاره وبطن شبعانة  حتى لا يغريه قصر منيف ولا السيارة الحديثة ،لا يجعلنا ننظر أليه والى كل طاقم وزارته  كنظرة الأيتام على موائد اللئام، يتكلم معنا بلغة بسيطة بعيدة عن التكلف والتصنع والتمثيل ، يعرف الله ودينه حق المعرفة سرا وعلانية ، لايقول شيئا ويعمل نقيضه، يكون صادقا مع الله ومع نفسه ومع الشعب ولاتحجبه عنه اسوار وقلاع محصنة وأبراج عاجية ومناطق خضراء وصفراء، وعلى الرئيس القادم ان يعرف أن كل ما نتمناه وطلبناه ليس بالأمر الصعب والمستحيل!!!، فقد سبقه الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم فعلى الرغم من أن أرضاء الناس غاية لا تدرك ألا أن الزعيم قاسم استطاع أن يرسخ حبه وذكراه في قلوب غالبية العراقيين وسيظل هكذا لأنه كان الأقرب الى الشعب وعمل من أجل الوطن والشعب فترة حكمه التي لم تتجاوز الخمس سنوات!، فعلى الرئيس القادم أن يحرص على رضا الله أولا ورضا الشعب وحبه ثانية. أخيرا نقول: لقد صبر الشعب العراقي كثيرا ونتمنى ان تكون نهاية صبرنا خير وسعادة ورفاه، وليس بعيد بذلك عن أرض العراق المعطاء الولادة أن تأتي لنا برئيس وزراء كما نريده ونتمناه ، فهي ارض الأنبياء والأئمة الأطهار والرجال الصالحين عليهم جميعا أفضل السلام، وهي أرض الخير والبركة والنماء التي طالما حبلت بالخير. وكما قال شاعر العرب الأكبر (الجواهري) رحمه الله ( صبرا فأم الخير في بطنها توأم، وأم  الشر في بطنها حيض) وللعراق رب يحميه.     
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/09



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يريد العراقيين من رئيس الوزراء القادم؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net