وقفة مع القصف الامريكي لداعش

القوة العسكرية الأميركية تحمل معها سمعتها التدميرية الهائلة بحكم خبراتها وتطورها التكنولوجي، فهي كقوة عظمى لا تصمد أمامها الجيوش، وتتحول الجماعات المسلحة الى أشلاء متناثرة فيما لو استخدمت طيرانها وصواريخها.. لانقاش في ذلك ولا تشكيك. وعندما وعدت بتوجيه ضربات لتنظيم داعش لحماية الاقليات في العراق، فان الجماعات التكفيرية تدرك معنى ذلك، وهي التي خبرت المعارك على مدى هذه السنوات، وصارت تعرف كيف وأين ومتى تشعل معاركها أو تنسحب منها.

وفي ضوء التهديد الأميركي، فان تنظيم داعش بكل تأكيد سيدرك أن تحركه باتجاه أربيل ومدن كردستان، سيكون فاشلاً، وستكون الخسائر مدمرة، فيما يسعى هو الى تحقيق انتصارات سريعة على الأرض ليتمدد على اكبر مساحة ممكنة في العراق وسوريا.

الإعلان الأميركي الذي اطلقه أوباما، له وجه آخر لا يبشر بخير، فلقد حدد الرئيس الأميركي التدخل العسكري لقواته بمنطقة كردستان، وهذا يعني أنه يدفع الجماعات الإرهابية الى التخلي عن مهاجمة المناطق الشمالية، والاتجاه نحو وسط وجنوب العراق. فكردستان ستكون محمية بالقوة الأميركية، أما مناطق الشيعة فهي خارج نطاق الحماية هذه.

لا يمكن التعامل مع إعلان أوباما بهذا التحديد الدقيق المشفوع بتسمية المناطق، على أنه جاء من دون الأخذ بعين الإعتبار هذا الاحتمال، أي تحول داعش نحو الوسط والجنوب، وترك المجازفة باتجاه كردستان.

فمن غير المعقول أن دولة كبرى بحجم الولايات المتحدة، لا تدرس كل الاحتمالات من كل الوجوه، عندما تتخذ قراراتها القتالية.

الولايات المتحدة كانت متسامحة الى حد فاضح، في الهجمات التي شنها داعش على الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى، ولم تتخذ أي خطوة في دعم الجيش العراقي في مواجهة الجماعات التكفيرية، بل أنها أعلنت اكثر من مرة بأنها لن تتدخل في القتال في ظل بقاء الوضع السياسي متأزماً في العراق.

الموقف الأميركي يجب ان يتعامل معه قادة الشيعة، بواقعية بالغة، فالحماية لا تأتي من الخارج، إنما بناء الوضع الداخلي وتعزيز تماسكه، هو ضمان الحماية الأكبر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/08



كتابة تعليق لموضوع : وقفة مع القصف الامريكي لداعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net