صفحة الكاتب : ا . د . حسن منديل حسن العكيلي

حرب المراقد والمساجد بين التصعيد الطائفي والتكفير العقائدي
ا . د . حسن منديل حسن العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   لقد تعرضت المزارات والمقامات الشريفة في المحافظات الساخنة الى عدوان من قبل المجاميع الارهابية من" داعش" ومن التحق بهم استهدفت مقدسات المسلمين بالاعمال الارهابية ، وما هي الا دليل فجور وفسوق المجاميع التي قامت بها. والكشف عن نواياهم الخبيثة ومنهجهم المنحرف الممتلئ غيظا على الاسلام والمسلمين ، اذ انّ ما تتعرض له المزارات اليوم والأضرحة المقدسة من استهداف منظم هو صراع واضح المعالم بين الحق والباطل الذي يستمد جذوره من الفكر التكفيري المتطرف الذي أصاب جسد الامة وهنا لابد لنا من العمل والسعي الحثيث والمشترك لإبطال هذا المنهج ومحاربته والإعداد السليم والمنظم وفقا لآية واعدوا لهم ..وكما قال امير المؤمنين  وعليكم بنظم امركم.

     ويمكننا تقسيم المزارات التي وقعت في دائرة الصرا ع الحالي الى ثلاثة اقسام تبعا للصورة الواقعية لما يجري من احداث على ارض الواقع:

القسم الاول:  مزارات قد تعرضت للهدم والتفجير بالكامل وهذا ما كان واضحا في المزارات: في تلعفر وديالى وصلاح الدين  .

وهي بلا شك انما واجهت ذلك نظرا لسيطرة الفكر التكفيري على جغرافية هذه المزرات. وهنا لابد من القول ان هذه المزارات تقع تحت الاحتلال "الداعشي" وهنا لابد من توجيه ادوات الاعلام بشدة نحو الجرائم التي ترتكب من قبل هذه الجماعات وايصال اكبر قدر ممكن من المعلومات والصور الواقعية لما يجري من تلك العمليات الارهابية وخاصة الى الرأي الدولي وما في اقسامه الاعلامية المهمة.

القسم الثاني: مزارات تتعرض بين الحين والحين الى هجمات ارهابية متنوعه  ضرب بالهاونات هجوم لعصابات وغيرها وهنا لابد ان تكون لنا قاعدة معلومات واضحة ودقيقة عن حجم الاضرار والمساعدة العاجلة لتلك المزارات وامدادها بالعدة والعدد الكافيين لدرء الخطر عن تلك المزارات.

القسم الثالث: مزارت اصبحت حاضنة لكثير من العوائل المهجرة والعديد من المتطوعين وافراد القوات المسلحة. وهنا لابد من عملية اتصال دائمة وكثيرة مع تلك المزارات ولاسيما اذا اخذنا بنظر الاعتبار بان هذه المزارات أصبحت ساحات للتدريب ومخازن لجمع التبرعات وغيرها، لذا لابد من انشاء لجان متخصصة تكون لها الاولوية بالاتصال والمتابعة والامداد من قبل الجهات المعنية.
 
     من خلال التقسيم السابق فانه يمكننا وضع استراتيجية واليات واضحة ومميزة وسريعة تعالج اهم المشاكل وتضع الحلول السريعة والمناسبة لتلك المشاكل مع الاخذ بنظر الاعتبار وضوح وسهولة الاليات المتبعة في عملية الانجاز ويمكن ان نلخصها بما يتناسب معه الحديث كما سيأتي:

1 . وجوب تشكيل غرفة عمليات مشتركة يمكن من خلالها تذليل كافة الصعوبات والمشاكل الطارئة التي تظهر هنا وهناك في مزار او عتبة او مسجد او حسينية وغيرها واعطاء الحلول بشكل اسرع نظرا للتنسيق المسبق بين كافة الجهات المعنية.
2. كلنا على علم بان الاستهداف اليوم اصبح واضحا لذلك يجب ان يتناسب حجم ما نقدمه للناس كافراد وجماعات مع حجم الاعداد الغفيرة المتطوعه والنازحة وحتى افراد الجيش العراقي البطل وبما يتناسب مع فتوى المرجعية الرشيدة المباركة واهمية وقدسية هذه الاماكن في نفوس المجتمع العراقي بالخصوص والرغبة والاندفاع العالي الذي ابداه الموالون والقواعد الجماهيرية وحجم التضحيات المقدمة لذا علينا ان نوازي بما نقدمه من خدمة ذلك العطاء وان نعتقد بانه لايصل الى مستواه لكن علينا ان نشعر القواعد الشعبية باهمية هذا التواصل والامداد حتى نكون على خط واحد من العمل.
3.ترتيب الاوليات بحسب الاهم والمهم في اطار المساعدات والتنسيق المتبادل بين كافة الجهات المشاركة في الدعم.
4. تشكيل فرق من المتطوعين من مختلف تشكيلات الهيئات العاملة مهمتها تمثيل الاستراجيات والمهمام التي يتفق عليها في اللجنة المشتركة ويتم اعطاء التفرغ التام لهؤلاء المتطوعين لهذه الخدمة واستثنائهم من الغياب واعطاء المحفزات لهم ولاسيما الاخوة الذين يتواجدون في الاماكن الساخنة.
5. لابد من اجراء مسح عاجل من قبل الاخوة المتخصصين في هذا المجال ممن ترشحهم الهيئات كافة لكل ماهو مطلوب وواقعي ووضع خطط عاجلة لمعالجة هذه المشاكل حتى تقوم الهيئة المشتركة لتنفيذها دون الاستغراق لوقت طويل لاجراء عملية التقييم والاحصاء.
6. لابد ان تنشأ لدينا قاعدة اعلامية موحدة في هذا الظرف الراهن لكل الفعاليات مع مجموعة من المراسلين الذين ينقلون الاحداث الخاصة بهذه المشاكل ومنها تفجير المزارات والتهجير وابداء الدعم والمساعدات وبالتالي فأن الجميع سوف يسير بعجلة واحدة وسرعة واحدة.
7. علينا ان ننوع وسائل المساعدات فلا نكتفي بالجانب السكني والغذائي فربما تطول الازمة وتستغرق وقت اطول وعلينا البحث عن وسائل ومساعدات اكثر فاعلية واكثر فائدة امثال الامور الطبية والنفسية ومساعدة النازحين في الجانب المعنوي وارسال المبلغين والمحاضرين لاعطاء الدروس والمحاضرات والندوات والتي تهون على الاخوة المؤمنين محنة فقد الاهل والمال والسكن وتقوية الروح الايمانية والصبر واشعارهم بقرب المرجعية منهم ومراكز القرار وتفهمهم لمعاناتهم والوصول للوسائل التي تقضي على هذه المعانات.
8. البحث عن اليات ووسائل لاستيعاب الاعداد الكبيرة من الطلبة والاطفال الذين يكونوا قد فقدوا الاب او الام او الاهل او تركوا مدارسهم وغيرها والبحث بالوسائل الممكنة من استيعاب هؤلاء بمدارس واماكن مؤقتة تنسيهم الم ومعانات التهجير والامور العظيمة التي عانى منها هذه الشريحة المهمة الذين هم احباب الله واحباب رسوله.

  ومهما يكن من أمر  فإن حرب المراقد والمساجد لها جانبان: سياسي وعقائدي. فهناك جماعات لا تؤمن بمراقد مهما كانت منزلة أصحابها، ومن أولويات برنامجها السياسي هو تصعيد الفتنة الطائفية حتى الذروة، وأصبح هناك نمط من الجرائم التي يجري تنفيذها في خدمة العقيدة التكفيرية التي ترى في عباد الله الصالحين من أهل بيت النبوة وفي قبورهم مجرد أوثان يتعين هدمها وتطهير الأرض منها ولذا  فالجريمة هي عمل عقائدي ذو بعد سياسي أكثر من كونها عملا سياسيا ولا شك أن لائحة السوابق الإجرامية من هذا النوع تطول وتطول...كما إن تفجير بيوت الله والهرب هو عمل إرهابي جبان بصفاته الفاشية أي قتل الناس شعوبا وجماعة وأفراد.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ا . د . حسن منديل حسن العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/02



كتابة تعليق لموضوع : حرب المراقد والمساجد بين التصعيد الطائفي والتكفير العقائدي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net