صفحة الكاتب : حميد الموسوي

يوم كان المجلس الاعلى الكتلة الاكبر
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


  في التجارب الديمقراطية الفتية يتم التغاضي عن الكثير من الامور،وتقديم الكثير من التنازلات ، والقفز على الكثير من الاستحقاقات ،ومن ضمنها بل في مقدمتها الاستحقاقات الانتخابية، بغية ترطيب الاجواء مع الاطراف المشاركة، وتخفيف الصدمة، وتبسيط حجم التحول المفاجئ  في حياة المجتمع ،والانقلاب الهائل في مراكز الطبقة  المحسوبة على السلطة البائدة والتي فقدت كل امتيازاتها نتيجة هذا التحول  .ولضمان سير العملية الديمقراطية ريثما تترسخ قواعدها ويشمخ بناؤها وتصبح واقعا معاشا، وحالة محببة تضمن للجميع حقوقهم وتحدد لهم واجباتهم .وقد تكون التجربة الديمقراطية العراقية من اعقد التجارب الديمقراطية في العالم ، بل هي  اعقدها على الاطلاق لأسباب تتعلق بتركيبة المجتمع العراقي الاثنية والدينية ،وعقدة الطائفية التي جذرتها حكومات التسلط الدكتاتوري لعشرات السنين ،وافرازات المعادلة الظالمة التي جثمت على صدور العراقيين منذ تأسيس الدولة العراقية بعد سقوط الاحتلال العثماني .وقد كان المجلس الاعلى التنظيم الوحيد  - من بين التنظيمات التي شاركت في معارضة السلطة السابقة واسهمت في اسقاطها – الذي وضع جميع التداعيات والاسباب المارة الذكر في الحسبان ،ولذا صار ( ام الولد ) في كل محطة توقفت عندها عجلة المسيرة الديمقراطية ، تنازل عن ربع مقاعده البرلمانية لمن تردد في دخول العملية السياسية وعزف عن المشاركة في انتخابات الدورة البرلمانية الاولى جبرا للخواطر وتحقيقا للاخوة العراقية الصادقة وهي سابقة ما حصلت ولن تتكرر في عالم التنافس الانتخابي ، وتنازل عن استحقاقه لمنصب رئاسة الوزراء بجدارة وسلمه لحزب الدعوة الذي حصل على ربع المقاعد التي احرزها المجلس الاعلى ، وتنازل عن استحقاقه كنائب لرئاسة الجمهورية فاستقال السيد عادل عبد المهدي حين تشبث الاخرون بمناصبهم ،وهذه الامور يعرفها القاصي والداني واولهم السياسيون المشاركون في البرلمان والحكومة ولا ينكرها الا جاهل معاند ،سقناها لنذكر الاخوة في دولة القانون المتشبثين بحجة الكتلة الاكبر في ظرف تقف فيه العملية الديمقراطية على شفا حفرة من الانهيار ،ويقف العراقيون عند ميدان حرب تظافرت فيها دول اقليمية واجنبية مصممة على ابادة هذا الشعب وتقطيع اوصال العراق وتقسيمه امارات متناحرة .   

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/27



كتابة تعليق لموضوع : يوم كان المجلس الاعلى الكتلة الاكبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net