صفحة الكاتب : رفعت نافع الكناني

أهل الموصل هل استوعبتم الدرس جيدا ؟
رفعت نافع الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    اليوم تكشفت النوايا وبانت عورات الذين صدعوا رؤوسنا ، بان هناك ثورة رجال عشائراو انتفاضة سنة مظلومين ، سمها ما شأت ، قام بها اهل الموصل الاصلاء يساندهم ابنائهم البررة من المجاهدين وبزعامة شيوخ عشائر وامراء قبائل وضباط ميامين هدفها اعادة الكرامة ورفع الظلم وفضح كل من عمل على تهميش اهلنا في الموصل والمناطق الغربية ، ورفضا للاقصاء الذي اصابهم طوال عقد من الزمان . اذن كانت هناك بوادرلعصيان ( ثورة شعبية ) وبيع للموصل واهلها بانت ملامحه منذ فترة ليست بالقصيرة خطط لها وانضجها قادة سياسيون ومن داخل العملية السياسية وبعض الحكام المحليون ( مجلس المحافظة ) متمثلة بشخصية محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي الذي كان حريصا على مصالح اهلة وناسة في المحافظة لتسليمهم بكل امانة لوحوش ومجرمي العصر خلفاء الدولة الاسلامية الموعودة !! وعمل كل ما بوسعة لتخليصهم من مطرقة الحكومة الاتحادية وسندان الشيعة الصفوية ، وضغوط جيش المالكي الذي كانت مهمته أصلا فرض الامن والنظام والدفاع عن اهل الموصل وممتلكاتهم واعراضهم وعدم السماح لمنظمات الارهاب من العبث بأمن المدينة والحفاظ على التماسك الاجتماعي  واللحمة الوطنية بين مكوناتة المختلفة .

هذة الثورة الشعبية الظافرة والتي رفع راية الدفاع عنها وتأييدها رجال دين بقيادة الشيخ السعدي  والرفاعي  ووو ، طبخت وخطط لها منذ فترة ليست بالقصيرة ، حيث اشترك بالاعداد لها اضافة للمنفذين في الداخل العراقي اعداد كبيرة من الخبراء والقادة العسكريين ورجال مخابرات بامكانيات رفيعة المستوى من التدريب من جنسيات مختلفة ، اضافة لدعم مالي هائل وغير محدد من قبل دول عربية خليجية واقليمية ودولية . والحقائق على الارض اظهرت لاعبين جدد ( قدامى ) كان الاعتقاد السائد بأنهم اصدقاء العراق وملتزمين معهم باتفاقيات الدفاع الاستراتيجي والتعاون الامني والعسكري سواء كان المقصود الخارجية الامريكية ام  وزارة الدفاع ام CIN ام هيئات ومراكز اخرى . فهل يعقل ان الاعداد لهكذا عمل كبير ومنذ فترة ليست بالقصيرة يمكن ان يكون خارج المراقبة والترقب والتوجس الامريكي !! ام ان اللاعبين بمختلف مسمياتهم يمكن لهم من لعب هكذا سيناريو كبير وبهذة السهولة من دون علم ومباركة الامريكان ؟  ام ان الخطة التي نفذت بها العملية وبهذة السرعة الخاطفة لم تحسب او تتحسب من حجم القوات المرابطة بالموصل من حيث العدد والعٌدة ،  كقوات الحكومة الاتحادية بفرقها وقوات الشرطة المحلية بعديدها وقوات البيشمركة الكردية بخبرتها ؟  ام ان الحدث خطط لة ليكون مدخلا لفوضى جديدة يجتاح المنطقة ويقوض استقرارها الهش !!

مما تقدم يمكننا ان نؤكد ان جميع الخطط مدروسة وجاهزة وكانت تنتظر التنفيذ وتوقيت ساعة الصفر ، وان هناك قوات مدربة خارج الحدود ومجهزة باسلحة نوعية  ومعدات حديثة وجديدة ، يضاف اليها اجهزة ومعدات اتصال الكترونية وليزرية معقدة استعملت في العملية لغرض تأمين الاتصالات والاستمكان والتشويش واستراق المعلومات من الجهة المقابلة . وان تلك القوات ( النخبة ) تحركت وعبرت الحدود باعداد ليست كبيرة وبخفة ورشاقة ودون ترهل نحو اهدافها المرسومة وبمساعدة  (جيوش ) جرارة في داخل الموصل والمناطق المجاورة لها تمثل الثقل الاكبر والحشد البشري الجاهز لمسك الارض واشغال المناطق الاستراتيجية كالمطارات ومخازن الاسلحة والمعسكرات والمباني الحكومية المهمة والسيطرة على العقد الاستراتيجية في تقاطعات المدينة والطرق المؤدية لها للتحكم بمداخل المدينة من عدة جهات . في عملية سريعة ومنسقة تنم على ان المهاجمين والقوات الساندة لها من مختلف الخلايا النائمة المسلحة كانت على اتصال دائم للتنسيق وتبادل المعلومات وتبني الخطط لكل موقف او حدث او طارئ غير محتسب ، اي ان ساحة المعركة كانت مهيأة بشكل نموذجي لاتمام الصفحات التالية من مخطط امساك المدينة واخضاعها بصورة كاملة .    
                   
 اذن العامل الحاسم في سرعة السيطرة على المدينة لايمكن ان نعزية فقط بهروب قادة الميدان من الجيش والشرطة والقوى الساندة بصورة سريعة ومباغتة ومثيرة ، بل الى تلك المليشيات  والقوات التي كانت تعمل تحت الارض او فوقها ومن زمن طويل وبتنسيق ومباركة الادارة المحلية في المحافظة متمثلة بجهود المحافظ أثيل النجيفي ومن يعمل معة في نفس الاتجاة . فهذا المحافظ  الهارب والممثل البارع يريد ان تبقى ولاية الموصل تحت وصاية آل النجيفي دون غيرة ، ولم يدع فرصة او مناسبة او حدث أمني وسياسي الا وتعرض لقوات الجيش المرابطة للدفاع عنة وعن اهل الموصل بفيض من المؤامرات والتصريحات المعادية والمستفزة  لقوات الجيش وقادتة ، بل وصل الامر بطلب سحب تلك القوات من المدينة لاعتبارها قوات غير شرعية وغريبة  في نسيجها  وفكرها ولاتمثل توجهات وتطلعات اهل الموصل . بل نعتها بشتى عبارت القذف والشتم والتشكيك ، بالرغم من اغلب قادة الفرق العسكرية والضباط والمراتب والوحدات المرابطة هناك هي اصلا من اهل الموصل وما حواليها من مناطق . اذن عائلة النجيفي سجلت مأثرة جديدة ثانية في تاريخهم خلال المئة سنة من تاريخ العراق والموصل وان كانت سنة 1926 سلمية ، فان 2014 كانت سنة دم وفرقة وتهجير وانتهاك حقوق وكرامات وان خسائرها جسيمة جدا ونتائجها تكتب تاريخ جديد للعراق .

حكومتنا الموقرة بكل اعمدتها ، تسمع وتبلع تلك الاهانات والاستفزازات والانتهاكات وكأنها لاتستقرء الاوضاع المستقبلبية التي يخطط لها اعداء العراق والتي قلبت كل التوقعات . وكتب تاريخ جديد للخيانة في 10 حزيران 2014 مؤرخ على صدور بعض السياسيين الذين كانوا الذراع السياسي لمختلف العصابات الارهابية  مدافعين عنهم ومموليهم وكانوا محطات استخبارية تمدهم بالمعلومات وحركات الجيش والقوى الامنية والمسؤولين بل انهم وقفوا بكل قوة ضد تسليح وتطوير قدرات جيشنا البطل . احتلت الموصل  وهرب الكثير من اهلها ، وبدأت عمليات التصفية الجسدية لاعداد كبيرة من الضحايا ، وتركزت عمليات التهجير والقتل والتنكيل لجميع الاطياف الساكنة في المدينة والتي تكُون نسيجها الاجتماعي المتآلف ابتداءا من الشيعة والتركمان والشبك والمسيحيين والايزيدين وبقية الاثنيات التي تعيش متاخية منذ مئات السنين . ويوما بعد يوم تستعبد الشباب والضباط السابقين للعمل معها في المعارك والمواجهات .  وبدأت العصابات المسلحة بمسح الهوية العراقية للمدينة وتنشر غسيلها القذر بعد ان استقرت بعض الوقت وتوهمت انها ماسكة تلك الارض لمدة طويلة وتحلم بالتمدد نحو المناطق الاخرى من العراق والبلدان المجاورة . فكل يوم تطلعنا الاخبار باغرب التعليمات والتوجيهات الشرعية الواجبة التطبيق من اهل الموصل ابتداءا من لبس القناع والنقاب المسمى زورا الاسلامي الى ما يسمى ختان النساء سيئ الصيت الى فرض الجزية والاتاوات على الاخوة المسيحيين الى منع التدخين والنركيلة ولبس الكاوبوي والشورت واغلاق صالونات الحلاقة للرجال والنساء الى شرعنة البغاء بمسميات اسلامية كجهاد النكاح وامكانية مضاجعة المراة المتزوجة للمجاهدين وهدمت مراقد الانبياء والاولياء وسويت الجوامع والحسينيات والاديرة بالارض وفجرت التماثيل وحرقت المكتبات  ومسح كل مظهر من مظاهر المدنية والتمدن والرقي  والبقية تأتي  وحسب شريعتهم المجرمة . 

                                                                                                        اذن يمكن الاستنتاج بان احتلال الموصل كان تجربة مفيدة لاهل المدينة الذين كفروا بالتعايش مع جيشهم العراقي الوطني ومع اخوانهم اهل الوسط والجنوب وتعاونوا مع الاغراب لاستعبادهم واذلال انفسهم وبخدعة من قبل ممثليهم السياسيين والدينيين والقوميين الذين اتهموا الغالبية من العراقيين بأسوء النعوت والاتهامات وحرموا على انفسهم من العيش الآمن مع اخوانهم اهل العراق الاولين ملح الارض وزادها . كما انة درس بليغ لكل الذين رفعوا شعاراتهم الباطلة في ساحات الاعتصامات في بعض محافظاتنا الغربية وبتحريض من علماء الفتنة والغدر ، من ان نار الحكومة مهما كانت ساخنة فهي اهون من ذل واستعباد الاجانب شذاذ الافاق من باكستانيين وشيشانيين وافغان واتراك وفارقة والمخنثين العربان الخليجيين الذين باعوا شرفهم بابخس الاثمان وارتموا كالعبيد تحت اقدام الاسرائليين والاتراك والحركة الماسونية ... انهم وقود لا شعال الحرائق في بلدانهم وعواصمهم وبتخطييط خبيث من الصهيونية والقوى الغربية التي تريد المنطقة خاضعة خانعة ذليلة متفرقة متحاربة جاهلة بمستقبلها جاهلة بقوتها جاهلة بتراثها !! والايام بيننا وبين الارهاب ، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقية للمتقين .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رفعت نافع الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/25



كتابة تعليق لموضوع : أهل الموصل هل استوعبتم الدرس جيدا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net