صفحة الكاتب : فلاح السعدي

محمد باقر الصدر قدس سره ( الهدف هو الإنسان)
فلاح السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان مؤمنا عالما مقداما مفكرا فيلسوفا فكانت مصيبة فقده فقد مدرسة أنارت طريق العلم والتعلم والحوزات والثقافات فقد كان يشهد له أساتذته منذ نعومة أظفاره في مرحلة الدراسة الأكاديمية الابتدائية حيث نقل انه كان أحد الأساتذة يقول لو لا التدرج المرحلي في القانون الوضعي لما كان مكانه في الابتدائية بل في الجامعة (الكلية) وذلك لما يراه منه من العبقرية الفذة والفكر النير وهو في مقتبل العمر (قدس سره), في أوائل السنة الثانية عشرة من عمره درس كتاب "معالم الأصول" على يد أخيه إسماعيل الصدر فكان لفرط ذكائه يعترض على صاحب المعالم باعتراضات وردت في كتاب كفاية الأصول للخراساني. و من هذه الاعتراضات أنه ورد في بحث الضد في كتاب معالم الأصول الاستدلال على حرمة  الضد بأن ترك أحدهما مقدمة للآخر. فاعترض عليه الصدر( قدس سره) بقوله "إذاً يلزم الدور" فقال له إسماعيل الصدر "هذا ما اعترض به صاحب الكفاية على صاحب المعالم". وهو الذي جسد معنى الإنسان ومعنى التقوى والإخلاص في عصره, فقد بلغ عالما منذ بلوغة بل قبل بلوغه قال الصدر عن نفسه ( إني لم أقلد أحداً منذ بلوغي سن الرشد). وقد كان الصدر( قدس سره) في تلك الفترة قد كتب تعليقة على الرسالة العملية لخاله الشيخ محمد رضا آل ياسين المسماة بـ)بلغة الراغبين(,من شواهد تواضع الصدر(قدس سره) أن السيد المرجع كاظم الحائري (حفظه الله) قال: "حدثني ذات يوم: أنه حينما كتب كتاب فلسفتنا أراد طبعه باسم جماعة العلماء في النجف الأشرف بعد عرضه عليهم متنازلاً عن حقه في وضع اسمه الشريف على هذا الكتاب. إلا أن الذي منعه عن ذلك أن جماعة العلماء أرادوا وضع بعض التعديلات في هذا الكتاب وكانت تلك التعديلات غير صحيحة في رأي أستاذنا الصدر(قدس سره), ولم يكن يقبل بإجرائها فيه فاضطر أن يطبعه باسمه ( وقد كان الصدر منهجاً خاصاً في تحصيل العلم) إذ أنه كان يقرأ ويكتب ويفكر لمدة ستة عشر ساعةً في اليوم وأغلب الظن أن أكثر شيء يشتغل به هو التفكير.

وقد سمعت من أحد معاصريه أنه سُئِل كم ساعة تقرأ في اليوم فقال (قدس سره) ليس كم ساعة أقرأ في اليوم بل كم أكون مع الكتاب الذي أقرأه في اليوم, مكملا أكون مع الكتاب كل اليوم, وسمعت أيضا من آخر أنه كان يعيش لأجل الإنسان  كان هدفه الإنسان وضرب هذا الشخص مثلا فقال: ( حينما سفرت الحكومة الطلبة الإيرانيين فكر السيد (قدس سره) هل أنا حزين لأجل الحوزة وما جرى فيها من النقص أم أنا حزين لأجل تسير الطلبة قتنقص حلقة الدرس والطلبة الحاضرين لدي, فإن كان الثاني فيكون هدفي لغير الإنسان, وإن كان الأول يكون هدفي الإنسان), لا حظ هذا التفكير والدقة من محاسبة النفس وألفاتها إلى المصلحة العامة, وكان من بين ما ذكر أنه ذات يوم دخل أحد الأخوة من محافظات الجنوب وكان تاجرا كبيرا آنذاك وكان جالسا, وكان لا يعرف السيد (قدس سره) بشكله, وحين دخل السيد (قدس سره) قام هذا لرجل ونادى بصوته أنت محمد باقر أنت محمد باقر الصدر...!!!

فسلم عليه السيد وأجلسه وقال له ما الذي حصل..؟

فقال التاجر: أن كانت عندي غدة في بطني وقد راجعت كثير من الاطباء ولا نفع وقد كنت نائما وإذا في المنام أرى أحد الأئمة (صلوات الله عليهم) وهو يقول هل ذهبت إلى الطبيب محمد باقر الصدر ..؟ فقلت لا لا أعرفه فقال (عليه الصلاة والسلام) إن لم تعرفه أنا اأتيك به وجاء بك وانت عملت العملية وأعطيتني الغدة بعد قصها بيدى في قطعة قماش ... وها هي الغدة انا احملها معي والحمد لله شفيت.

فقال السيد الحمدلله

فقال التاجر الآن سيدنا أنا تاجر كبير واريد اخدمك, فبما اخدمك ...؟

فقال السيد(قدس سره) هل تصلي فقال نعم, فقال(قدس سره) هل أنت مخمس فقال لا...

فقال (قدس سره) إذن خمس أموالك.

فقال التاجر: أموالي أخمسها لكن أنا أريد أن أقدم لك شيئا.

فقال (قدس سره) شكرا لا أحتاج شيء لي.

فكان بعض محبي السيد موجودين فقالوا بينهم وبين التاجر ان السيد لا بيت ولا سيارة ويسكن في بيوت يؤجرها كالقبور..

فقال التاجر إذن سيدنا أنا اشتري لك بيت..

فقال السيد (قدس سره) إذا أردت أن تقوم بهكذا عمل كبير فلا بد أن تشتري لكل الطلبة في النجف...وليس فقط لي

فسكت التاجر وسلم وخرج والظاهر أنه لم يقتنع بطلب السيدات والسادة: فاشترى بيت وسيارة (أظنها مرسيدس) بأسم السيد وأرسلها .

فقال من كان مع السيد سيدنا هذا بيت وسيارة أرسلها التاجر فقال بيعوهم ووزعوهم على الطلبة...

هذا كان تعامله ومواساته

وكانت من صفاته أنه كان لا ينسى من يعرفهم بالأسماء وكان يسأل عنهم ويتفقدهم هذه الميزة التي فقدها اغلب... القادة اليوم فالقائد وخصوصا الديني لا بد أن يبتعد عن القول المنتقد (إن حضر لا يعد وان غاب لا يفتقد)...

وكان (قدس سره) يعمل من اجل إرساء الحق والحب والتضحية ومن هذا الجانب كان مقداما والمقدام لفظ وصفة ليس من السهل التجسد لأي شخص بمعناها الحقيقي حيث هو كان مقداما نحو الشهادة والتضحية والفداء لأجل رسالة السماء ونهج الأنبياء والأئمة والصالحين النجباء, قدم نفسه وتبرع بدمه لأجل إنطلاقة ثورة التغيير في عراق الجراح.

فسلام عليك يا سيد محمد باقر الصدر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث مخضبا بدمك 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/13



كتابة تعليق لموضوع : محمد باقر الصدر قدس سره ( الهدف هو الإنسان)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net