صفحة الكاتب : جاسم محمد كاظم

ويا عبد الكريم قاسم .......... ردا على هشام حيدر
جاسم محمد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 \\\" يوم انتصف العبيد من الاسياد \\\"
جدي رحل منذ زمان بعيد واورثني مذياعة القديم الحامل لماركة \\\" فيليبس \\\" الذي سمع بة بيان تموز الظافر وخرج ببندقيتة\\\" البرنو \\\" هاتفا بثوار تموز وهو يرسم حدود ارضة التي وهبها لة اولئك الثوار من براثن الاقطاع البغيض لانة من يحرثها ويزرعها . ومذياع جدي لازال يعمل بنفس الكفائة مثل كفائتة قبل نصف قرن ولازال مؤشرة الاحمر متوقفا على نفس التردد الذي حمل بشائر تموز لان جدي كان قانعا حد اليقين ان الزمن سوف يغير خطة المتعرج ويضع قدمية من جديد على نفس المسار ويعيد لبستانة الاخضر ثمارا أخرى . لان ذاكرة جدي محشوة بمرارة زمن صعب لاتتناسى بسهولة صور العبيد من السود غليظي البشرة والملونين في بيوت الاقطاعيين وكم هي اعدادهم وهم يعملون عبيدا لدى سيدهم الاقطاعي مع نسائهم .ودائما ما اعاد لنا جدي كلمات وايمائات تلك المراة غير المفهومة وكيف سرقت من عائلتها التي تعيش تحت الاشجار في مجاهل افريقيا ثم بيعت في اسواق نخاسة البصرة لسيدها الاقطاعي في بيت يشبة الحصن وقلاع اوربا بزمنها الوسيط .وكيف ياتي الاقطاعي بالمسلحين والسراكيل لياخذ مايشاء من اغنام جدي ويضيف بلكنة متعالية انها من ضمن املاكة .
لم اصدق حكايات جدي برغم انها تفوق روعة . سحر ومرارة الف ليلة وليلة في زمن منتصف القرن العشرين ان تكون هناك عبوديات في ارض ميسوبوتاميا الحافلة بالعبوديات لاني لم اقرا في كل ماكتبة مؤرخي وعلماء اجتماع ارض ميسوبوتاميا  ان هناك عوالم من عبوديات في نسيج التركيبة الاجتماعية لهذة الارض وان هؤلاء العبيد عانوا حتى من فقدان شرف زوجاتهم في احضان مغتصبهن البغيض الفاقد للشرف قسرا كما كان يقول جدي بمرارة لان كل هذا كان من المسكوت عنة في تاريخنا المتعفن لان هذة العبوديات المقيتة كانت مباركة من حاخامات الدين .دهاقنتة ولصوصة باعتبارها ملك يمين وان هؤلاء المؤرخين وعلماء الاجتماع كانوا من نفس بيوتات وطبقات المالكين ونخاسي العبيد . ولم يحرك دينهم البدائي ساكنا لتحرير هؤلاء العبيد من تلك المرارة وفقدان الانسانية حتى جاء الزعيم الخالد وملكهم صك الحرية مثل ما وهب ابراهام لنكولن عبيد اميركا قبل ذلك بقرنين كاملين واصبحوا مواطنين كاملي المواطنة حين حل الانسان محل الشيطان في حكم العراق .
جدي رحل مع حكاياتة ولم يسمع صوت الزعيم وبيانة مرة ثانية وكانت كل كلمات جدي صادقة حين انفتح الزمن وعثرت على بعض مادونة المستشرقين اولئك الذين فككوا لنا حتى تركيبة ديننا البدائي ومصادرة الاولية فكتب \\\" ماليبارد\\\" الصحفي الهولندي الذي جاب كل اصقاع العراق في عام 1951 في مذكراتة التي تحمل عنوان \\\" نواعير الفرات \\\" ترجمة الدكتور حسين كبة عن هؤلاء العبيد المملوكين عند الشيوخ مانصة (\\\" وبعض هؤلاء العبيد من من النوبيين وهم الذين اميل الى الصفرة في الوانهم وبعضهم من السودانيين المشربين بالحمرة الغامغة والبعض الاخر من ابناء العبيد السود الذين ينتمون الى اعراق اجناس السود وجائوا بهم من اقصى بلادهم وتوالدوا عندهم \\\") 1
\\\" ويضيف ماليبارد عن هؤلاء العبيد الذين يعملون في قصور الشيوخ المتنفذين \\\"المتاجرين بكلمات الشرف \\\" وهم يعرضون أجساد الفتيات لخواجات اوربا في قصورهم (\\\"\\\" وكانت الفواكة الطرية اخر ماحملت بة المائدة وهي في الحقيقة لذيذة الطعم والنكهة اذا كانت تحتوي على رطب جني وبرتقال وليمون ورمان قد وضعت جميعها في صحن كبير تحملة ثلاث فتيات عاريات وحينما اقتربت منها امعن فيها النظر وجد ت العجب قد اخذ مني ما اخذة ان هذة الفتيات الثلاثة اللاتي قد صنعن من الفضة كن عاريات لم يرتدن غير ثوب شفاف اظهر مفاتنهن \\\"\\\" )2
رحل \\\"ابا حاتم \\\" عن تربة وطن حررة من عبوديتة ولم يمن علية هذا الوطن كما منت بعض الاوطان على محرريها بتخليد اسمائهم بمدن عملاقة لن يتناساها الزمن وهو الذي لايختلف ابدا عن ماسبقوة من المحررين ك \\\"سيمون بوليفار\\\" الذي تحمل \\\" بوليفيا\\\" اسمة الخالد او جورج واشنطن اميركا . بل ان هذا الوطن البغيض سلبة حتى اسم تلك المدينة التي انتشلها من قاع الحضيض مثل مايقول ماليبارد في مذكراتة وهو يدون لبؤساء العراق ومعدمية (\\\"\\\" وها نحن نرى اليوم هذة الاكداس من البشر قد حطوا رحالهم في الاراضي المحيطة بمدينة بغداد والبصرة وهم الاف مؤلفة من عائلات الفلاحين وقد اتخذوا لهم فيها اكواخ من الطين يأؤون اليها ويحاولون ان يعيشوا فيها باي شكل من الاشكال .............. وتقع اكواخهم في اراضي منخفضة تكاد تكون مجمعا لمجاري المدينة القذرة قد تشبعت بالعفونة حتى لكانها ترى وسط جيف تعبث بها المايكروبات وتنبعث منها الروائح الكريهة .................... وترى وجوههم تعلوها صفرة تنبا عما تنتاب اجسامهم من امراض الملاريا والبلهارزيا والتراخوما وغيرها .............. انهم يسيرون في حياتهم الى الحضيض كلما سار بهم الزمن \\\")3 حتى كانت تموز الخالدة التي ساوتهم بالاسياد والمتنفذين وملكتهم اصقاعا في عاصمة الرشيد ربما لم تراود مخيالهم في عالم احلامهم المليئة بالكوابيس المنغصة .
جدي لم يصدق ابدا ان الزعيم قتلة رصاص اللصوص لان المحررين عندة لايموتون وان قتلة شباط شبة لهم غير الزعيم مثل اليهود حين التبس عليهم شخص المسيح الحقيقي من غيرة وظل جدي يردد و يخبر الاخرين بسرية ان الزعيم سيعود يوما ما ودائما ماكان ينام في بستانة لعلة يلتقي بذلك الزعيم المحرر لان جدي تتملكة العواطف ولم يخالط فكرة البسيط ان ثورة تموز لم تكن ثورة فكر شامل مثل ثورة \\\"روبسبير\\\" او ثورة \\\" لينين\\\" وانها كانت منقوصة الهدف والحزب القائد والطبقة التي تستند اليها لذلك انهارت تحت اول ضربة وتعرضت الى كل العراقيل التي وضعت امامها من قبل دهاقنة الدين بعد ان فقدوا اتاوات الجباية من الاقطاعي البغيض وتحركت ضدها كل المسميات والمنظومات الفكرية العتيقة ولم يستطيع الرابع عشر من تموز ان يقف صامدا مثل ماوقفت تموز الفرنسية او \\\"اكتوبر\\\" الخالدة بوجة قوى الثورة المضادة .
جدي وان رحل راضيا لكنة لن يصدق ابد مهما اخبرتة في عالم خلودة السرمدي ان الزمن قد يتغير ويعود الى الوراء وان بستانة الاخضر قد يعود من جديد الى املاك الاقطاعي البغيض وان العبيد المحررين لن يكونوا وحدهم هذة المرة مباعين في اسواق نخاسة المالكين الجد د كعبيد ابيض ولو سمع جدي هذا في حياتة البائسة لما تواني عن حمل تلك \\\"البرنو\\\" الصدئة ليموت في بستانة الاخضر .
جاسم محمد كاظم

1- \\\"نواعير الفرات\\\" تاليف الصحفي الهولندي \\\"ماليبارد\\\" ترجمة الدكتور حسين كبة مطبعة الرابطة _ بغداد 1957 ص 150
2- نفس المصدر ص 156
3- نفس المصدر ص180

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم محمد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/30



كتابة تعليق لموضوع : ويا عبد الكريم قاسم .......... ردا على هشام حيدر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : هشام حيدر من : الناصرية ، بعنوان : ؟ في 2010/09/03 .

مقال جميل....لكني لم اجد مايعني هشام حيدر ومقاله فيه !






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net