صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أغبط البرازيل!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الغبطة هي تمني نعمة الغير والحسد تمني زوال نعمة الغير , ولأول مرة أشعر بالغبطة!!
 
البرازيل بطلة العالم بكرة القدم خمسة مرات , هزمتها الموهبة الألمانية الكروية في عقر دارها , وكانت النتيجة خمسة صفر في نصف الساعة الأولى من الشوط الأول , حتى أصبحت النتيجة سبعة واحد في نهاية المبارات , ويبدو أن الفريق الألماني أحجم عن تحقيق الإذلال الأقسى فتوقف عن هز شباك خصمه.
 
وكانت أكبر هزيمة أو نكسة في تأريخ الفريق البرازيلي مع أوروغواي في نهائي عام 1950 
, والتي أصابت البرازيل بتداعيات صعبة لم تتعافى منها بسهولة , ولا يُعرف بماذا ستتسبب هذه الهزيمة القائقة الغير متوقعة لأنها فاجأت الجميع , فقد حسبتُ المبارات ستنتهي بضربات الجزاء , لكن الدهشة أحفّت بالمكان وأنا أرقب اللعبة.
 
وأمام مشهد الدموع البرازيلية والحزن والألم والشعور بالإنكسار والهزيمة النكراء , شعرت بأني أغبط البرازيل , إذ تمنيت أن تكون همومنا وأحزاننا كروية , وأن تسيل دموعنا لخسارتنا مباريات كرة القدم , لا لخسارة الوطن أرضا وسماءً وقيمة ووعاءً للتفاعل الإنساني المشترك!!
 
أغبط البرازيل على هذه النعمة الوطنية والروح الرياضية الإنسانية الجامعة , المساهمة بإلتحامهم جميعا أمام فريق كرة القدم الذي يفرحهم ويحزنهم بضرباته , وهزّ شباك خصمه أو شباكه!!
 
البرازيليون يضحكون ويحتفلون عندما يسدد أحد اللاعبين ضربة تصيب شباك الخصم , ويتألمون إذا حصل العكس , أما هزيمة فريقهم , فأنها من الضربات الموجعة التي تتسبب في شعورهم بالأسى والحزن الشديد , فأحزان البرازيل كروية , وأحزاننا دموية غرائبية ذات تراكمات أضاليل وأساطين بهتان وخداع وتجهيل.
 
أغبط البرازيل لأنها إكتسفت ما يجمعها ويوحد جهودها ويرتقي بها , ويحقق وجودها المعاصر ويمنحها هوية ذات قيمة رياضية , ومعاني من التحدي والتنافس الحضاري , والإصرار على الفوز والتألق البديع.
 
بكى البرازيليون ويا ليتنا نبكي مثلهم , ونفرح بفوزنا على التحديات التي حققنا أفظع الخسائر أمامها.
 
بكى البرازيليون , لأن فريقهم الذي منحهم البهجة والفخر والكبرياء قد خسر مباراته , ونحن نبكي ولا نعرف وقتا للسرور والمرح , لأن أيامنا ناعور أحزان وينابيع آهات وحسرات!!
 
أغبط البرازيل , ولا يوجد مَن يغبطنا في هذا العصر , لأننا الخاسرون أبدا؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/18



كتابة تعليق لموضوع : أغبط البرازيل!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net