صفحة الكاتب : سهيل نجم

التقيّد بتوصيات المرجعية الدينية
سهيل نجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الموقف الذي وقفته المرجعية الدينية في النجف الاشرف وخصوصا مرجعية السيد السيستاني لم يكن موقفا عابرا او كلاسيكيا نمر عليه مرور الكرام ولم نتعض منه خصوصا آلية التوازن التي اتبعتها في الحفاظ على دماء الناس منذ ان سقط النظام السابق وحتى اليوم والا كانت الفوضى الاجتماعية والسياسية هي السائدة في العراق لأن خوف المرجعية بالاعتبارات الوطنية الجامعة الشاملة لكل العراقيين مهما اختلف الدين او العرق والقومية هو الاساس الذي سارت توصيات مكتب السيد السيستاني عليه فكان هذا الاعتماد هو الحصن الرصين للمجتمع العراقي حتى بات المسلم السني والشيعي وغير المسلم من المسيحيين والايزيديين والصابئة يحتمون جميعهم خلف حصن هذه المرجعية لأنها شاملة وحافظة لكل العراقيين .

من هذا المنطلق فمن الواجب الوطني والديني والقيمي ان يلتزم ابناء الخط المرجعي ممن يعتقدون به اماما يقتدى به في العبادات والمعاملات لتبرئة دينهم امام الله تعالى من المذهب الشيعي وهذا الالتزام يتوجب تطبيقه من قبل السياسيين اولا الذين ينتظمون تحت سقف التحالف الوطني فهناك توصيات تصدرها المرجعية سواء بالعلن او بموجب مخاطبات عبر رسائل جانبية من اجل الحفاظ على الوضع العام في البلد وحسب ما تراه يصب في المصلحة العامة وخصوصا في تشكيل الرئاسات الثلاث فلا مصلحة ابدا من الوقوف بوجه ارادة المرجعية الدينية لأنها تنطلق من خلال الجماهير بكل مكوناتهم وقد لاحظنا تأثير الفتوى الجهادية التي اصدرتها المرجعية كيف انها احدثت نقلة نوعية في الواقع العراقي وهبت جماهير العراق تلبية لتلك الفتوى فلا يمكن لسياسي كائنا من كان ان يقف بوجه التعليمات التي تصدرها المرجعية من اجل الحفاظ على العراق وشعبه والدفع بعجلة الامن والاستقرار نحو التحقيق لهذا الهدف ، فالعناد والمخاتلة والتسويف ونقض الوعود والعمل خارج السرب الوطني امر لا بد من العدول عنه لأنه يسبب التعثر في التلاحم والتواد بين ابناء الشعب العراقي وما حصل يوم امس في البرلمان العراقي من تجاذب وتجاوز على قيم التفاهمات والاتفاقات المثبتة كان جرس انذار لكل العاملين خصوصا في التحالف الوطني لأن يعود الى رشدهم في التعامل مع الملفات السياسية بشكلها الصحيح ، فلا هيبة سياسية او قوة او سلطة مترسخة امام فتوى صغيرة تقلب موازين العمل السياسي بالكامل فالانتباه الانتباه من تلك الصدمات السياسية ونتمنى خصوصا من قادة الكتل والاحزاب المنتمين الى التحالف الوطني التقيد بتوصيات المرجعية كونها واجبا شرعيا وفقا لتطبيقات التقليد عند دخول الامر حيز الفتيا والدين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سهيل نجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/17



كتابة تعليق لموضوع : التقيّد بتوصيات المرجعية الدينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net