صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

إلى فخامة رئيس مصر عبد الفتاح السيسي:إحذر من السعودية
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منظومة الحكم في السعودية تشكيلة عائلية أعرابية تتبادل الحكم وراثيا ، تحمل تصورا سياسيا وفكريا ودينيا لا يتعدى حدود دائرة عقولهم المقفلة ، ولا يسمحون لأي نقطة ضوء أو نور يخترق حدود هذه الدائرة ، يحيط بهم طبقة من وعاظ السلاطين الوهابيين متحجري العقول الذين يطوعون الدين حسب أرادتهم ومصالحهم  يكفرّون المسلمين الآخرين ، ولا يقرّون بأي فهم يختلف عن فهمهم ، يصادرون حرية الإنسان  ، ويعدّون المختلف خارجا عن الدين يجب قتله .
هذه الطبقة من الحكام الأعراب في السعودية وقطر وغيرها من دول الخليج ومعهم شيوخ الفتاوى الشاذة ، الغارقون بمليارات من دولارات النفط العربي ، مرحب بهم من أعداء الإسلام لأنهم عناصر تشويه لدين الله ، وتخريب لمبادئه الإنسانية السمحاء  أعطى هؤلاء الأعراب والشيوخ المنحرفون صبغة عدائية دموية للإسلام وصوروه للعالم دينا يدعو إلى الأرهاب والتدميروالقتل وسفك الدماء ، ولأنهم بهذه المواصفات الشاذة والمشوّهة للدين ، أحتضنهم أعداء الإسلام والحركة الصهيونية العالمية وحموا أنظمة حكمهم الدكتاتورية الوراثية .
 اليوم نفس هؤلاء الحكام الأعراب بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل يدعمون حالة الفوضى التي خلقتها المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر وليبيا وتونس وغيرها من البلدان ، بحجة المطالبة بالحرية والديمقراطية لشعوب هذه البلدان ، لكن شعوبهم أبعد ما تكون عن الحرية والديمقراطية ، علاقة دول هؤلاء الحكام مثل السعودية وقطر طيبة مع إسرائيل ، وهم ينسقون معها لخلق الفوضى في البلدان العربية والإسلامية ، والتمهيد لتقسيم هذه الدول ألى دويلات صغيرة تتقاتل مع بعضها تلبية لرغبة إسرائيل ، وقد صرح المسؤولون الصهاينة بهذه النوايا علنا عندما دعوا الى تأييد مسعود البرزاني في دعوته لأعلان الدولة الكردية في العراق .
رحبت الحركة الصهيونية بالأسلام الوهابي دعمته وسهلت إنتشاره ، لأنها وجدت فيه إسلاما يخدم أهدافها ، أما إسلام الحرية والعدالة والإنسانية ومقاومة الظلم والظالم  فلا يروق للصهاينة وأعداء الإسلام الآخرين ، إذن يجب مقاومة هذا الإسلام الأصيل ومحاربته وتشويهه  لأنه يدعو لمقاومة الصهاينة في فلسطين ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني ، وبهذه المناسبة نشير إلى العدوان الصهيوني هذه الأيام على غزة ، إذ قصفت إسرائيل غزة ولا زالت مستمرة في عدوانها بواسطة الطيران الحربي  فاستشهد وجرح المئات من أبناء الشعب الفلسطيني تحت مرأى ومسمع أنظمة الحكم الوراثي العربي الذين يقيمون أحسن العلاقات مع إسرائيل في السرّ والعلن .
أنتج الفكر الوهابي التكفيري العشرات من المنظمات الإرهابية ، كالقاعدة وداعش والنصرة وأنصار الإسلام وأنصار السنة ومسميات أخرى ، تختلف في العنوان لكنها تتوحد في الأيدولوجيا ، وجميعهم متفقون على معاداة المسلم الآخر ويدعون إلى قتله  لأن مصدر ومنبع جميع حركات التكفير هو المذهب الوهابي الذي ترعاه العائلة الحاكمة في السعودية وهو مذهب إنحصاري إقصائي ، لقد تنوعت مصادر التمويل لهذه المنظمات الإرهابية التكفيرية ، لكن الداعم الأكبر لها هي السعودية وكذلك قطر  ومؤسسات تدعي أنها دينية خيرية ، إسلام هذه المنظمات الإرهابية التكفيرية مرحب به من الحركة الصهيونية ، وكذلك من أمريكا وجميع دول المحور الأمريكي ، وقد ساعدت إسرائيل والدول المعادية للإسلام على إنتشار هذا الفكر الوهابي المتطرف  وسمحت له بتشكيل العشرات من ألمنظمات الإرهابية التكفيرية المتفرعة عنه لتعمل بحرية في الساحات العربية والإسلامية تحت عناوين شتى ، وذلك لإنّ هذه الحركات الإرهابية هدفها قتل المسلم الآخر كهدف مركزي ، وهذا يتوافق مع الهدف المركزي للصهيونية ، التي تهدف إلى خلق فوضى وحالة من الصراع الدائم بين المسلمين على إساس طائفي لإضعافهم وإشغالهم عن إسرائيل . 
عدو التكفيريين والمنظمات الإرهابية هو المسلم الآخر الذي لا يتفق معهم في ألفكر  وكذلك المسيحي العربي ، أما اليهود الصهاينة المحتلون لفلسطين فلا يجوز قتلهم لأنهم أصحاب كتاب ، هكذا يدعي مشايخ التكفير في السعودية ، هنا نرى إشتراك الوهابي مع الصهيوني في معاداة المسلم والمسيحي العربي ، والسبب معروف لأن كلاهما يدعو لتحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية من الصهاينة في فلسطين ، هذا الفكر المتطرف الشاذ المحسوب على الإسلام ظلما ، تتبناه الحكومة السعودية الوراثية بشكل رسمي ، وفي السنوات الأخيرة وخلال أحداث ما سمي ( الربيع العربي ) بدأت تشارك السعودية حكومات أخرى وتتنافس معها في دعم الإرهاب والتقرب من أسرائيل مثل حكومة قطر .
السعودية ترحب بالدعم لكنها ترفض أن ينافسها الآخرون على دورها في قيادة هذا الفكر وفي توجيه المنظمات الإرهابية ، السعودية تريد أن تبقى المنظمات الأرهابية تحت سيطرتها ومشورتها ، وهي تخشى من أي منظمة أرهابية تخرج عن طاعتها وتريد السعودية أن تبقى ممثلة للإسلام والناطقة باسمه في جميع المحافل الإسلامية والدولية ، ولا تقبل أن ينافسها أحد على هذا الدور حتى لو كان المنافس يدين بنفس الفكر التكفيري ، لهذا السبب جاء موقفها السلبي من قطر في سعيها لإدارة بعض المنظمات الأرهابية والحركات والأحزاب الدينية ، وموقفها السلبي أيضا من حركة الإخوان في مصر للغرض نفسه ، وتأكيدا لهذا الدور السعودي دعمت حراك الشعب المصري ضد الإخوان ، ودعمت الجيش المصري بقيادة ( عبد الفتاح السيسي ) لإبعاد الأخوان عن السلطة ، وعندما جرت الإنتخابات في مصر لاختيار الرئيس قدمت السعودية دعما ماليا وإعلاميا وغير ذلك من صور الدعم ، لإزاحة حكومة الإخوان من السلطة ، وبالفعل فاز السيسي وحصد الكثير من الإصوات ، وبعد الفوز وانتصار السيسي أستمرت السعودية في دعمها له ، واعتبرت فوزه إنتصارا لها ولسياستها ، وخسارة إلى قطر التي دعمت حكومة الإخوان ، والتي تنافس السعودية في السنوات الأخيرة لاستلاب دور القيادة للحركات الإرهابية منها .
سلاح السعودية في الدفاع عن فكرها وعن مواقفها هو المال ، تشتري الآخرين ومواقفهم بدولارات النفط السعودي ، لأن العائلة الحاكمة في السعودية تتصرف بأيرادات النفط وكأنه ملك شخصي لها ، تصرف ملايين بل مليارات الدولارات من غير رقيب أو حساب ، ومن يعترض من أبناء نجد والحجاز على حكام السعودية يُقطع رأسه ، بسلاح المال هذا دعمت السعودية السيسي في حركته ضد الإخوان  وبعد الإنتخابات في مصر وفوز ( عبد الفتاح السياسي ) برئاسة مصر ، قدمت دعما ماليا أيضا إلى حكومة مصر الجديدة ، لكن لا مال من السعودية بلا ثمن !
فما هو الثمن الذي تريده السعودية من مصر؟ 
لا نشك في وطنية وإخلاص وحرص الرئيس المصري الجديد (عبد الفتاح السيسي ) على مصر وشعبها ، لكن في نفس الوقت عليه أن يقرأ النوايا السعودية ، فهي لن تقدم المال لوجه الله تعالى ، ولا تدفع من دون ثمن ، على الرئيس المصري أن يحيط علما بالنوايا السعودية ، فهي تقدم المال لكنها في نفس الوقت تريد ثمنا لذلك ، نتمنى أن لا يكون الثمن غاليا بحيث يجبر الرئيس الجديد ليضحي بمصالح مصر ، أو يكون أسير الإرادة السعودية ، التي من مهامها في المنطقة تطويع البلدان العربية والإسلامية من خلال المال المدفوع ليسيروا بتوجيهاتها وإرادتها ، وهذا ما تفعله في لبنان والبحرين ودول أخرى في المنطقة ، ندعو الرئيس السيسي أن يكون على بينة من النوايا السعودية ، وأن يكون أكثر حذرا منها ، لأن البلدان العربية تنظر إلى مصر باهتمام كبير، فهي واجهة مهمة للبلدان العربية ، ولا تتمنى الشعوب العربية أنْ تقع مصر أسيرة الإرادة السعودية بسبب الأموال التي تدفعها إلى مصر .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/11



كتابة تعليق لموضوع : إلى فخامة رئيس مصر عبد الفتاح السيسي:إحذر من السعودية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net