صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

صورتان لتشوه عقلي واحد
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تكاد لا تجد شيعيا واحدا يجهل اباحة الماء لمعسكر معاوية بن ابي سفيان في عورة المسلمين الصغرى (معركة صفين) . ففي الروايات الموثوقة ان جيش البغي سيطر على الفرات لمنع جيش الامام علي "ع" من الشرب لقتله عطشا من دون اشتباك ، ليكفي الله المؤمنين القتال !!! بعد معركة خاطفة استعاد جيش الامام السيطرة على الماء فأباح لاعدائه اخذ كفايتهم منه ولم يقابلهم بالمثل لان عليا هو علي و معاوية هو معاوية وشتان بين التبر و التبن . ولاعجب في ذاك ، فأبو الحسن هدية رسول الله للبشر ولا تتوقع منه الانسانية اقل من هذه الفتوة الاسطورية . ومعاوية هو رذيلة هند الاموية التي جرّت وتجر علينا الويلات الى يومنا هذا . بعد ذاك التاريخ بنحو ربع قرن وقف الحسين بن علي "عليهما السلام" باكيا على قوم سيرِدون الحامية بجريرة قتله الظالم . وقبلهما معلمهما الاول النبي محمد "ص" ضرب لنا في علو النفس ورفعتها المثل الاعلى حتى نقل عنه قوله الشريف "اياكم والمثلة ولو بالكلب العقور " . كل هذا يعرفه القاصي والداني وربما يعرف تواريخه وشخوصه بدقة اكثر من ماكنة البحث گوگل ، لكن عندما يحين الوقت لِتمثُل هذا النفوس الرفيعة ، نسقط في اول اختبار ، حتى كأن " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة " كانت تخاطب الجن والملائكة ولا علاقة لها بالانس . في كل يوم تطالعنا وصلات فديو عبر الفيس بوك و يوتيوب منفرة تكشف لنا بشاعة ما وصلنا اليه من سقوط وانهيار ورذيلة وانحطاط لا تعرف الحدود . فالكل يتفنن ويتسابق في اظهار الظلمة الموحشة التي وصلت اليها القلوب . افهم عندما تنشر شراذم تكفيرية متوحشة وصلات فديو خارجة من عمق كهوف التاريخ ، لكنني لم ولن افهم كيف لشخص او مجموعة تتسمى بعلي والحسين والعباس ، ثم تتباهى بنشر كل ما يغضب الله والضمير وعليا والحسين والعباس (عليهم السلام) . الفتنة الكبرى ليست فيمن ينشر ويتبادل هذه المقاطع . الكارثة فيمن يرتكب مثل هذه الجرائم وهو منتسب لكيان عريق مثل الجيش العراقي ، الذي يفترض فيه الترفع على مثل هذه الصغائر . آخر رذيلة وصلتني متضمنة تهديدا باخراجي من الملة مالم انشرها ، عبارة عن مقطع فديو يصور جنودا عراقيين يقطّعون برصاص بنادقهم اربا اربا جثة لداعشي مزعوم بعد ان علقوه - فيما يبدو - على سبطانة دبابة . الانكى من كل ذلك ان صفحة البطولة والفداء هذه تنتهي باهزوجة - هوسة - " سيد وابن السيد ... كل احنه جنودك " ، في اشارة واضحة لفتوى المرجع الاعلى السيد علي السيستاني الاخيرة التي دعا فيها الى الجهاد الكفائي ... يا انتم ، في اي موقف وضعتم من يدافع عن بطولاتكم و تضحياتكم ؟ ها انتم نسخة طبقة الاصل لمن ارتكب ويرتكب اشنع الجرائم بحق الانسان والانسانية ولا ترف له جفن ، فما فرقكم عنهم اذن ؟ ونحن نعيش شهر شهادته الخالدة اوصى الامام علي "ع" ولديه البارين وهو مطعون في غرته بان يعامَل اشقى الاشقياء ضيفاً . ومن ظن ان هذه الوصية محصورة في الامامين الحسنين فقد اضل وضل السبيل ، انها نهج عام ودرس عملي قدمه الشهم ابن ابي طالب للخاصة والعامة وهو معلق بين الحياة والموت . هل تعلمون الان اي هدية نقدمها على اطباق من ذهب للدعش والداعشيين ؟ صياما مقبولا
 IRAQHAMID@GMAIL.COM

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/06



كتابة تعليق لموضوع : صورتان لتشوه عقلي واحد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net