الأمــــل من جديد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رغم تخمة الشعب العراقي بالآلام والجراحات، والمعانات الكبيرة التي تعرض لها ولفترات طويلة، إلا انه استطاع ان يفرز شخصيات دينية وسياسية ووطنية...الخ،، على مر الازمنة، وكانوا بمثابة الراعي الحقيقي لهموم ومعانات شعبهم، وينقل لنا التاريخ العديد من المواقف المشرفة لهؤلاء العظماء، والتي لا يتسع المجال هنا لذكرها. إلا انه للأسف الشديد لا زال هناك البعض ممن لا يعي فلسفة الرموز وكيفية الوفاء لهم، وبالتالي الاستفادة من هديهم، والطامة الكبرى إننا نجد قسماً لا بل يتعمد بأن لا يرى الحقيقة حتى انه لا يتفاعل معها وذلك لغايات ما مكنونة في سرائرهم! وهي غالباً لا تعدو إلا كونها حسداً أو بغضاً وفي الحالتين النتيجة واحدة، فالضحية بالدرجة الأساس هي الأمة! وذلك لحرمانها مما تأمله وتنشده من أرث وتركة هذا الرمز أو ذاك، إضافة إلى ذلك يعد هذا الأمر مظلومية كبيرة للمعنيين بالقضية، خصوصاً انهم ليسوا بالاعتياديين ولا يمكن الاستغناء عنهم أو تعويضهم بسهولة، فما بالك ان كانوا يمثلون جزئاً أساسياً ومهماً في تغير واقع حال امة بكاملها. . واليكم مثلاً شخصيتان قياديتان دينية وجهادية قارعتا الدكتاتورية المقيتة منذ الأيام الأولى لسطوتها على رقاب ومقدرات البلاد، وأسهمتا بتقويض مخالب البعث الكافر وديمومة حكمهم وبالتالي الإطاحة بعفلقهم، وهذا لم يأتي من فراغ، بل جاء نتيجة تضحيات جسيمة تسلسلت بكوكبة من الشهداء، واستمرت تلك القافلة حتى بعد تحرير العراق من الزمرة الفاشية، وأخرها كانا "هما" من دفع ثمن ضريبة الحرية التي ينعم بها اليوم عموم العراقيين. نعم لقد جادا الفقيدين "شهيد المحراب وعزيز العراق (قدس سرهما)" بأقصى غاية الجود، ولم يبخلوا على وطنهم وشعبهم حتى بمهجهم، ليلتحقوا بالرفيق الاعلى فيغيبوا عنا جسداً لكنهم تركوا فينا فكراً ومنهجاً، حيث لا يمكن لمنصف ان يتجاهل فظلهم الكبير على العملية السياسية الوليدة، ودورهم الرئيسي والمؤثر في إرساء دعائم أركان الدولة العراقية الحديثة، وما قاموا به من انجازات كبرى تعد هي الأولى من نوعها على مستوى العراق بل والمحيط الاقليمي، مثل كتابة الدستور بأيادي عراقية، والتصويت عليه من قبل الشعب، وإجراء اول عملية انتخابية كانت للشعب فيها كلمة الفصل بمطلق الحرية، مما بددوا بذلك كل المخططات الرامية الى جعل الحكومة العراقية معينة من قبل الاحتلال. وتحقق ذلك خلال الضغط المستمر على الجانب ألأمريكي والأمم ألمتحدة والأطراف الدولية المؤثرة، وبالتنسيق مع المرجعية الدينية العليا، كما لاننسى تدخلهما الشخصي في حلحلة كثير من القضايا المهمة والخطيرة التي تخص الشأن العراقي، كملف الديون الخارجية وطائلة البند السابع، وسعيهم الحثيث على رفع مخلفهات صدام المقبور، وانعكاس دورهما بالإيجاب على المشهد العراقي بصورة عامة في تلك الفترة لإشاعتهم روح التسامح والألفة والمحبة بين مكونات الشعب الواحد، واصرارهم على وجوب اشراك الجميع في ادارة شئون البلاد وعدم سماحهم شق وحدة العراقيين إلا خير دليل على نهجهم المعتدل.. وفي الختام عبرة وحكمة، من استطاع اسلافه بالأمس، ان يرص جميع مكونات الطيف العراقي في مزهرية واحدة كباقة الورد، وفي احلك الظروف... فخلفهم الصالح اليوم السيد"عمار الحكيم" قادر على ان يرسم للعراق الامــل من جديد. والسلام..حيدر المهناوي الحسيني

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/03



كتابة تعليق لموضوع : الأمــــل من جديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net