صفحة الكاتب : معمر حبار

حسن الأدب مع المصائب
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

زرته في بيته للمرة الثانية، وكان الاستقبال الحار، والضيافة العربية. وكل من يدخل بيته، يلمس طاعة الابن لأبيه، فهو لايقدم على أمر ، إلا بعد يستشير أباه، ولا يرد له طلب، ولاتسمع إلا .. أبي تفضل، أرجوك أبي، من فضلك أبي، سأعود أبي.

تبدو عليه ملامح العيش الرغد، من خلال مااحتواه البيت. ورغم ماأوتي من رتبة عالية تعلو كتفيه، ومكانة مرموقة في المجتمع، إلا أن الأدب العالي، والسلوك الغالي، يميّز أقواله وأفعاله.

دخلنا بيت الضيافة على حين غرّة، لأنه لم يكن ينتظر زيارتي، خاصة وأن المحمول كان معطل، وباءت كل محاولات إعلامه بالزيارة بالفشل.

 طفل في 14 من عمره، حين تراه ممدودا يخيّل لك لأول مرة، أنه في الثانية من عمره .. لايتكلم، ولا يتحرك، ولا يستطيع الابتسامة، يقول عنه الأب ..

أنفقت ثروتي من أجل شفاءه، ولم أستطع. وينقل عن الأم قولها، ياليته يتحدث كالأطفال. وكلما عرضت عليه فكرة أو رأيا ، بشأن علاج ابنه إلا وأجابك، لقد جرّبت ماقلته لي مرات عدّة. ثم يختم الجلسة بقوله .. لايوجد سبيلا إلا سلكته، ولا طبيبا إلا قصدته، ولا دواء من دواء العجم والعرب، إلا اشتريته واقتنيته.

بينما أنظر وأعيد النظر، للطفل العاجز عن الحركة والنطق والابتسامة، غلبتني دمعة، فأخفيتها عن الأب، وقلت يانفس .. يكفيه مايعانيه، فلا تزيدي الجرح دمعا.

وبعد أن استرجعت قواي، المتأثرة من المشهد، قلت للأب بلغة المؤمن الواثق ..

إن الله منحك ماتتمنى، جرّاء إعاقة هذا الطفل الممدود. واعلم أن المصائب التي كانت ستنزل عليك، وتدمرك وتدمر ماصنعته، وأفنيتك عمرك لأجل ماشيّدته، قد صدها ربك، بفضل هذه الأمانة الممدودة بين يديك، فحافظ عليها، وادع الله أن يوفقك، لأداء حقّها وحقّ من كلّفك برعايتها وصونها.

من أسرار البلاء، أن الله يعطي بعض عباده كل شيء، ويحرمهم شيئا واحدا، حتى أن العبد يدعو ربه .. اللهم خذ كل شيء، وأعطيني المفقود.

ويحرم بعض عباده كل شيء، ويعطيهم شيئا واحدا، حتى أن العبد يدعو ربه .. اللهم أعطني المفقود، وخذ كل شيء.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/03



كتابة تعليق لموضوع : حسن الأدب مع المصائب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net