صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

من قتل الإمام الحسين عليه السلام؟! ومن قاتل معه؟ حقائق مُغيّبَة تكشف الهوية العقائدية والجغرافية للفريقين ( 4 )
جسام محمد السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كيف شارك قـَتـَلة الإمام الحسين عليه السلام في جيش الإمام الحسن عليه السلام ضد معاوية؟!
جيش الكوفة في عهد الإمام الحسن عليه السلام لم يكن أفضل حالاً من عهد الإمام علي عليه السلام، فلم يكن أغلبهم شيعة في كلا الحالتين، إذ أن من كان يعتقد بإمامة الإمام الحسن عليه السلام أقلية في الكوفة آنذاك، وكانوا ضمن جيشه لا بعنوان كونه إماماً مفترض الطاعة، بل بكونه خليفة للمسلمين اختاروه كأي خليفة، وذكر التنوع العقائدي لجيش الإمام الحسن عليه السلام، كلاً من الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد والعلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار بقوله: « وسار معاوية نحو العراق ليغلب عليه، فلما بلغ جسر منبج (25) تحرك الحسن عليه السلام وبعث حجر بن عدي يأمر العمال بالمسير، واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه، ثم خفوا [و] معه أخلاط من الناس بعضهم شيعة له ولأبيه، وبعضهم مُحكِّمة (26) يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة، وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنائم، وبعضهم شكاك، وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون إلى دين »(27).
 ومن هذه الفئات، يكون الشيعة واحدةٌ منها لا الوحيدة، فضلاً عن أن تكون الأغلب، بدليل عموم التثاقل وعدم النصرة للإمام الحسن عليه السلام من جيشه، إذ أنها حصلت من الأكثرية لا الأقلية، فلو كان المناصرون أكثريةً في الجيش لكان قرارهم غالباً على الأقلية، ولكن العكس قد حصل، وهذا دليل على كون الشيعة في الجيش كانوا أقلية، فتأمل.

ما حقيقة عقيدة من أرسل الرسائل للإمام الحسين عليه السلام ؟!
بعث آلاف الناس من سكان الكوفة الرسائل إلى الإمام الحسين يستنهضونه للقدوم إليها، وذلك ليكونوا تحت قيادته للثورة على حكومة يزيد وظلمها الذي عم العالم الإسلامي، وما عملته في الأمة الإسلامية من تغيير للفرائض الإلهية والسُنن النبوية، وقتل ونهب وغمط للحقوق، وبالتالي النهضة بالأمة من سباتها.
وكان من كتب إلى الإمام الحسين عليه السلام بالقدوم إلى الكوفة على صنفين من حيث العقيدة:
1.    الشيعة، وهؤلاء كانوا أقلية، وكلهم وفوا بوعودهم، ولم يخذل أو يغدر أحداً منهم الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته، فمنهم من استشهد معه بكربلاء، ومنهم من اعتقل في قضية مسلم بن عقيل، أو طورد وشرّد قبل قدوم الإمام عليه السلام.
2.    الخوارج والنواصب من الحزب الأموي وأعداء أهل البيت عليهم السلام، ومعهم غير الشيعة من أهل المصالح من الفئات الأخرى التي سنناقشها في الفصل الخامس بالتفصيل، وكل هؤلاء ممن كتب للإمام الحسين عليه السلام بالقدوم لكنه قد خذله.
وإنّ للباحث أن يستنتج أنّ هناك خطّة مرسومة من معاوية وأعوانه في الحجاز، بالتواطؤ مع أنصاره من الفئة الثانية أعلاه، بأنْ يُدعى الإمام عليه السلام من قِبل هؤلاء ويضيّق عليه، ويُطارد من داخل الحجاز من قِبل عمّال بني أُميّة، حتّى يُقبل نحو الكوفة، فيحاصَر في الطريق، فلا يصل إلى الكوفة ولا يرجع إلى الحجاز، بل يُقتل في الفلاة(28).
حيث ظلت الهواجس تراود أولئك الذين كاتبوا الإمام الحسين(عليه السلام)، إذ طلبوا منه المجيء إلى الكوفة لحلحلة الوضع المتأزم، نتيجة الخروقات الأموية الخطيرة التي ضربت بأطنابها كل ما يمت بالشأن الإسلامي والأخلاقي، باعتبار أن الإمام هو الراعي للأمة بعد الرسول، وهو الامتداد الطبيعي للرسالة، بيد أن هشاشة إيمان القوم قد بدد أحلامهم وفتت هواجسهم، وبين عشية وضحاها حوّل البطش الأموي كتبهم إلى سيوف مسلطة على أعناق رواد الحركة الإصلاحية، الإمام الحسين والثلة المؤمنة الذين دافعوا عنه، ذلك الدفاع المستميت حتى نالوا الشهادة في سبيل الدين والأخلاق والعقيدة.
وبدأ العد العكسي في انتكاسة القوم عندما ولّى يزيد بن معاوية ولاية الكوفة لعبيد الله بن زياد وكان واليا على البصرة فضم إليه الكوفة، وبعث إليه بعهده إلى الكوفة مع عمرو الباهلي، وأقبل ابن زياد إلى الكوفة، ومعه مسلم بن عمرو الباهلي، وشريك بن الأعور الحارثي، وحشمه وأهل بيته، حتى دخل الكوفة وعليه عمامة سوداء، وهو متلثم، والناس قد بلغهم إقبال الحسين عليه السلام إليهم، فهم ينتظرون قدومه فظنوا حين رأوا عبيد الله، أنه الحسين عليه السلام فأخذ لا يمر على جماعة من الناس إلا سلموا عليه، وقالوا: مرحبا بك يا ابن رسول الله قدمت خير مقدم، فرأى من تباشرهم بالحسين ما ساءه، فقال مسلم بن عمرو لما أكثروا: تأخروا هذا الأمير عبيدالله ابن زياد.
وسار حتى وافى القصر بالليل ومعه جماعة قد التفوا به، لا يشكون أنه الحسين عليه السلام فأغلق النعمان بن بشير عليه وعلى خاصته، فناداه بعض من كان معه ليفتح لهم الباب، فاطلع عليه النعمان وهو يظنه الحسين فقال: أنشدك الله إلا تنحيت، والله ما أنا بمسلِّمٌ إليك أمانتي ، وما لي في قتالك من إرب(ظاناً انه الإمام الحسين عليه السلام)، فجعل لا يكلمه، ثم إنه دنا وتدلى النعمان من شرف القصر، فجعل يكلمه فقال:
 افتح لا فتحت فقد طال ليلك، وسمعها إنسان خلفه، فنكص إلى القوم الذين اتبعوه من أهل الكوفة، على أنه الحسين عليه السلام، فقال: يا قوم ! ابن مرجانة والذي لا إله غيره، ففتح له النعمان، فدخل وضربوا الباب في وجوه الناس وانفضوا(29).
عندها عرف النعمان والناس أنه عبيد الله بن زياد، ثم نودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فخرج إليهم، وصعد المنبر وخطب فيهم خطبة شديدة اللهجة، أوضحت سياسته المتشددة جاء فيها:
(فأنا لمحسنكم ومطيعكم كالوالد البر، وسوطي وسيفي على من ترك أمري، وخالف عهدي) (30).

 ما عقيدة أهل الكوفة في عام 61هـ عندما قامت نهضة الإمام الحسين عليه السلام ؟

كان سكان مدينة الكوفة عاصمة العراق في عام 61هـ، بعد عمليات التطهير العرقي والعقائدي والتغيير الديموغرافي التي قام بها معاوية بن أبي سفيان ضد العراق عموما والكوفة خصوصاً، كانوا منقسمين من حيث العقيدة إلى الأقسام التالية:

1.    شيعة أهل البيت عليهم السلام
 وهؤلاء كانوا أقلية في الكوفة، بعد عمليات التهجير والتغيير العقائدي للأغلبية الشيعية والتي قام بها معاوية سنة 51هـ، وكما سنرى دليله في الفصل الثالث، وهؤلاء القلة المتبقية وفوا بوعودهم لأهل البيت عليهم السلام، ولم يخذل أحدٌ منهم الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته، حين كاتبوه بالقدوم الى العراق، وكان أولئك الشيعة على قسمين:
أ‌-    الكوفيون العراقيون الشيعة أنصار الإمام الحسين عليه السلام الذين خرجوا معه، وقاتلوا معه واستشهدوا بين يديه، وهم كانوا العدد الأكبر الأغلب في جيشه عليه السلام(مع أصحاب معدودين من بلدان قليلة أخرى)، وكما سنرى دليله في الفصل الرابع، وقد وصف الإمام الحسين عليه السلام أصحابه بقوله: (فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعاً خيراً)(31)، وذكر هذا الحديث أيضاً الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام (32).
ويمكن الاستدلال من هذه المقولة العظيمة على إن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام هم أفضل من أصحاب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في بدر وأصحاب الإمام المهدي عليه السلام، إلا ما خرج منهم بدليل كأمير المؤمنين عليه السلام، ويُستفاد من هذا الحديث ان أصحاب الإمام الحسين عليه السلام، أفضل من الأولين والآخرين من خلال الرجوع إلى سادة البيان وعدل القران أهل البيت عليهم السلام، إذ أنهم خير واقدر من يستطيع القيام بمهمة تعريف البشرية بهذه الكوكبة الفذة الفريدة من أنصار الحق.
وهذا القول على إطلاقه(لا اعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي) صادر عن الإمام المعصوم الذي وهبه الله علم ما كان وما يكون إلى قيام الساعة، فمفاد هذا النص الشريف إذن هو إن أنصار الإمام الحسين عليه السلام من أهل بيته وصحبه الكرام على مرتبة من الشرف والسمو ورفعه المقام بحيث لم يسبقهم إليها سابق ولا يلحق بهم لاحق.
ويؤكد منزلة هؤلاء الشهداء ومنهم الأصحاب، ما ورد عن أبي عبد الله عليه السلام فيما رواه عن أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: (خرج أمير المؤمنين عليه السلام يسير بالناس حتى إذا كان من كربلاء على مسيرة ميل أو ميلين تقدم بين أيديهم حتى إذا صار بمصارع الشهداء قال: قـُبـِض [قـُبـِر] فيها مائتا نبي، ومائتا وصي، ومائتا سبط شهداء بأتباعهم، فطاف بها على بغلته خارجاً رجليه من الرِكاب وأنشأ يقول: مناخ ركاب ومصارع شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحقهم من كان بعدهم)(33).
ولا يخفى أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحاب الأئمة عليهم السلام، كانوا يرجون أحد مطلبين، إما النصر أو الشهادة، إلا أصحاب الإمام الحسين عليه السلام، فقد كانوا على علم بعدم النصر المادي، فلم يطلبوا إلا الشهادة.

ب‌-    الكوفيون الشيعة العراقيون الذين سُجنوا أغلبهم أو أجمعهم قبل قدوم الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق(راجع الفصل الثالث)، وهؤلاء كانوا مستعدين للقتال معه، وحال بينهم وبين نصرة إمامهم الحسين عليه السلام، السجن والطاغية عبيد الله بن زياد الذي جاء من الحجاز بأمر يزيد ليتسلط على الكوفة، حيث أنه لما اطّلع ابن زياد على مكاتبة أهل الكوفة للإمام الحسين‏ عليه السلام ومبايعتهم حبس أربعة آلاف وخمسمائة رجلاً من شيعة وأصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وأبطاله الذين جاهدوا معه، منهم إبراهيم بن مالك الأشتر، وعبد الله بن الحارث، وسليمان بن صرد الخزاعي والعديد من الأعيان والأشراف الموالين، وأمر أن يطلب المختار الثقفي وعبد الله بن الحارث فأُتيَ بهما وحبسهما، وقتل ميثم التمّار الذي كان له منزلة خاصة عند أهل البيت عليهم السلام(34) وذكر البعض أن ابن زياد قام بحملة اعتقالات واسعة النطاق في صفوف الشيعة الكوفيين فاعتقل منهم فيما ينقله بعض المؤرخين اثني عشر الفاً من الكوفيين الشيعة(35).
ت‌-     الأقلية من الشيعة العراقيين في الكوفة ومعهم الكثيرين من مدن مختلفة كالبصرة، ممن لم يستطيعوا اللحاق بالإمام الحسين عليه السلام في كربلاء بسبب ما قام به عبيد الله بن زياد من جعل المراصد والعيون لمراقبتهم ومنعهم من الوصول إلى الإمام الحسين (عليه السلام) ونصرته، وربما إلى ذلك يشير الإمام الصادق عليه السلام عند الحديث عن محاصرة خيل أهل الشام لجده الإمام الحسين عليه السلام في ملحمة الطف، حيث يقول: وَأَيقَنوا أَن لا يأتي الحُسَينَ عليه السلام ناصِرٌ وَلا يُمِدَّهُ أَهلُ العِراقِ بِأَبي المُستَضعَفُ الغَريبُ (36) وسنأتي على تفصيل ذلك لاحقاً.


2.    شيعة آل أبي سفيان
وهؤلاء كانوا أكثرية في سكان الكوفة في تلك الفترة، كما سنشاهد في الفصل الثالث بعد التغيير الديموغرافي لسان الكوفة من قبل زياد بن أبيه بأمر معاوية.
جاء اسمهم هذا من قول للإمام الحسين عليه السلام، فحينما قدم جيش الباطل إلى كربلاء يوم عاشوراء لقتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، خاطبهم بصفتهم العقائدية (شيعة آل أبي سفيان)، ولما هجموا على خيامه خلال المعركة قال لهم:
«ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إنْ لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إنْ كنتم عُرباً كما تزعمون» (37).
فمن هم (شيعة آل أبي سفيان)؟
ينقسم هؤلاء إلى الصنوف التالية، التي لا تختلف كثيراً عن فئاتهم في زمن خلافة الإمام الحسن عليه السلام، كما ورد في التأريخ (... وسار معاوية نحو العراق ليغلب عليه، فلما بلغ جسر منبج (بلد من بلاد الشام) تحرك الحسن عليه السلام وبعث حجر بن عدي يأمر العمال بالمسير، واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه، ثم خفوا [و] معه أخلاط من الناس بعضهم شيعة له ولأبيه، وبعضهم مُحكِّمة (يعنى أصحاب التحكيم وهم الخوارج) يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة، وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنائم وبعضهم شكاك، وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون إلى دين...) (38) :
أ‌.    النواصب: وهم أتباع خلفاء بني أمية غير الشرعيين، والذين اُسكنوا الكوفة بعد استقدامهم من الشام بأمر معاوية قبل ملحمة الطف بتسع سنوات، وكان هؤلاء هم النسبة الأكبر ممن قاتل الإمام الحسين عليه السلام مع أهل بيته وأصحابه عليهم السلام في ملحمة الطف الخالدة.

ب‌.     الخوارج: وهؤلاء هم الذين قاتلوا الإمام علي عليه السلام، وكانوا يعتبرونه كافراً!!! وكانوا يسكنون الكوفة.

ت‌.    المنافقون: وهم أهل النفاق الذين يضمرون الكفر والعداء للنبي وأهل بيته صلوات الله عليهم، ولكنهم يظهرون الإيمان بهم، لمصالح سياسية أو قبلية أو شخصية، وقد دعوا الإمام الحسين عليه السلام للقدوم مضمرين قتاله.

ث‌.    الجُهّال: وهم ليسوا أعداءً لأهل البيت عليهم السلام، وليسوا شيعتهم في نفس الوقت، إذ انهم لا يرون أن الإمامة منصب إلهي منصوص عليه من الله للأئمة من أهل البيت عليهم السلام, ولا يعترفون بأن الإمام الحسين عليه السلام ثالث الخلفاء الإثني عشر الذين نصبهم رب العالمين بعد النبي صلى الله عليه وآله على المسلمين، بل يعتبرونه فقط، صحابياً عادلاً ابن صحابي عادل، جديرٌ بأن يحكم المسلمين بدل يزيد وآل أمية، ليخلصهم من الظلم الذي حاق بهم من هؤلاء.
 وأولئك الجُهّال كانوا بين مُغررٍ به، وبين همج رعاع ينعق مع كل ناعق، وبين طامع بمغنم من حاكم، أو متجنبٍ لمغرمٍ من ظالم، وكلهم كانوا يشتركون بشيء واحد: يعتبرون الخلفاء غير الشرعيين الظالمين، هم فعلاً خلفاء النبي صلى الله عليه وآله الشرعيين!!! ويعتبرون سنتهم هي سنته، وإن خالفته!!!.
 وهؤلاء الجُهّال كان منهم من بايع الإمام الحسين عليه السلام في أول الأمر وأرسل له الرسائل، لأنهم يحبون أهل البيت عليهم السلام, ويعتقدون بالتولي لهم دون التبري من أعدائهم, ولذا هم ليسوا شيعة بالمعنى الذي أوضحناه في بداية هذا الفصل.
 وهكذا عندما هدد الحاكم الأموي للكوفة عبيد الله بن زياد أهلها بالقتل والسجن إن هم ظلوا على بيعتهم للإمام الحسين عليه السلام، وأرادوا نصرته، تنازل هؤلاء الجُهّال عن البيعة والنُصرة من باب توخي السلامة وتجنب التنكيل بهم وبعوائلهم, بسبب عدم اعتقادهم بكون الإمام عليه السلام مفترض الطاعة، وكونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، كما نصت تعاليم  الشريعة الإسلامية، فمن الطبيعي أن يصيروا ضمن جيش عمر بن سعد ضد الإمام الحسين عليه السلام، في إطار الخوف من القتل والسجن، أو الطمع في المكاسب المادية، فلا تحكمهم المبدأية والفكر، حتى نقول انهم نواصب أو خوارج أو منافقون، بل تحكمهم المصالح، فلما رأوا أن الإمام الحسين عليه السلام سيخلصهم بثورته من ظلم بني أمية بايعوه، وعندما ظهر لهم خطر بيعته على أنفسهم وأموالهم تركوه، ومن الخطأ الظن أو الاعتقاد بكونهم شيعة لأهل البيت عليهم السلام وخانوه، ، لأن الفرد الشيعي يعتقد بالتبري من أعداء أهل البيت عليهم السلام كما يعتقد بالتولي لهم، ولا ينفصل هذان الأمران في هذا الفرد، بينما هؤلاء الجُهّال لا يعتقدون بالتبري، لذا فهم ليسوا بشيعة بل هم محبين فقط.
 

يتبع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/01



كتابة تعليق لموضوع : من قتل الإمام الحسين عليه السلام؟! ومن قاتل معه؟ حقائق مُغيّبَة تكشف الهوية العقائدية والجغرافية للفريقين ( 4 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مرتضى المتيم ، في 2015/11/14 .

كلام من ذهب




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net