صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

تجارب بسيطة ذات قيمة عالية
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة |المرأة هي نصف المجتمع وهى التي تربى النصف الأخر وهى ألام و الأخت و الزوجة و الابنة و مصدر الحنان و العاطفة في الحياة وقد جعلها الله سكن للزوج وجعل بينهما مودة ورحمة ...كما كرم الله ألام ووصى بها إحسانا في القرآن فإذا صلحت المرأة صلح المجتمع كله

 إن المرأة ريحانه وليست قهرمانة

هي ريحانه تعطر جو أسرتها بشذى إدارتها لدفة البيت بالتعاون مع الزوج والأب والأخ فهي كما وصفها أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: ((لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليست قهرمانه )).

بقوله هذا عليه السلام فقد وصف المرأة بأجمل وأرق الأوصاف حين مثلها بالريحانة والتي تعني الرحمة بكل ما تشتمل عليه هذه اللفظة من معان براقة ولطيفة وجميلة، بخلاف القهرمانة التي تختص بأمور الخدمة والعمل فحسب .

فالإسلام أراد للمرأة أن تكون مناراً فكرياً وتربوياً، وحضناً دافئاً في هذه الحياة، لا إجبارها على تحمل ما لا يطاق من المهام والمسؤوليات التي تكلفها ما لا تطيق؛ لأن مهمتها كأم ومربية للأجيال وزوجة وإسهامها في تكوين أسرة ناجحة تتطلب منها جهدا غير هين. 

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) . (وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ) المجادلة / 8 .

أعطى الإسلام المرأة قيمة إيمانية تعبدية، فضلا عن قواعد تنظيمية حياتية تحقق مصالح المجتمع، فأمر بالسمع والطاعة للأم، حيث جعل الله طاعة الوالدين وبرهما والإحسان إليهما مقرونا بطاعته وعبادته

 فالأم والأخت والزوجة سر السعادة في القلوب والحبيبة التي تلوذ بك وتلو ذبها في السكون والليل الطويل .

هل تعودت حينما تدخل بيتك أن تلقي السلام على عائلتك؟

إن لم تكن متعودا فعود نفسك بالسلام على أهلك حينما تدخل بيتك.فليس إلقاء السلام على الأجانب فقط . وأن هذه آداب متوارثة إنسانية فكانت مثلاً في الجاهلية يقولون : أنعم صباحاً ، وفي المساء أنعم مساء، وكانت هي تحية جاهلية ، فأنزل الله : (وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ) المجادلة /8 فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : " لقد أبدلنا الله بخير من ذلك ، تحية أهل الجنة : السلام عليكم ".

 لقول الإمام الباقر عليه السلام :  " إذا سلم أحدكم فليجهر بسلامه ، لا يقول سلمت فلم يردوا علي. وفي مشكاة الأنوار : نقلا من المحاسن ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سلام عليكم فهي عشر حسنات ، ومن قال : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فهي ثلاثون ".

هل عودت نفسك شكر عائلتك وأبنائك؟؟ على ما يقدمونه من خدمات منزلية؟ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس".  وروي الترمذي : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من صنع معه معروف ، فقال لفاعله : جزاك الله خيراً فقد أبلغ الثناء". إذن فلماذا لا نوجه الشكر للزوجة عندما تقدم لنا الطعام أو أي خدمة أخرى من خدماتها الثرية ، وبهذا الشكر يطبع الأثر الطيب على قلبها ونفسها .

فلماذا لا توجه شكرك لزوجتك إذا قدمت لك طعاما أو أي خدمة أخرى والذي له الأثر الطيب على قلبها ونفسها .

وأذكر البعض حول هذه المثل لسعادة بيتك وحياتك :ــ

 

1 ـ توجه شكرك لزوجتك إذا قدمت لك طعاما أو أي خدمة أخرى .

2 ـ الزوجة في المنزل إذا جلب زوجها حاجات للبيت ومستلزمات العائلة مع أن هذا من واجباته ـ لكن أن تشكره وتدعو له بطول العمر والسعة في الرزق فإن هذا الأسلوب له تأثير كبير على

الطرفين وعلى الأبناء الذين سيجنون ثمرة هذه العلاقات الطيبة بين الوالدين والتي من أهمها الاعتياد على شكر من أحسن إليهم . وكذلك الإحسان إلى والديهم.هذه العادات والتجارب البسيطة على الإنسان أن يعتاد عليها لأنها من الخير وكما قال أمير المؤمنين  (الخير عادة ).

لقول الإمام السجاد عليه السلام في رسالة الحقوق بحق الزوجة :

Rights of the Wife

(وأما حق رعيتك بملك النكاح ، فأن تعلم أن الله جعلها سكنا ومستراحاً وأنساً وواقية ، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما أحببت وكرهت ما لم تكن معصية ، فإن لها حق الرحمة والمؤانسة وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لا بد من قضائها وذلك عظيم .ولا قوة إلا بالله .

ومنها يقول الإمام بحق النفس ـ

Rights of the Soul

 ويقول مؤكداً : وأما حق نفسك عليك فإن تستوفيها في طاعة الله . فتؤدي إلى لسانك حقه وإلى سمعك حقه وإلى بصرك حقه  وإلى يدك حقها ، وإلى رجلك حقها وإلى بطنك حقه ، وإلى فرجك حقه ، وتستعين بالله على ذلك .

زمن هذه الحقوق حق اللسان :ـ

Rights of the Tongue

ويقول بحق تعويد اللسان :

وأما حق اللسان فإكرامه  عن الخنى وتعويده على الخير وحمله على الأدب وإجمامة إلا لموضوع الحاجة والمنفعة للدنيا وإعفاؤه عن الفصول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها وبعد شاهد العقل والدليل عليه وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه ،ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وأن كل هذه الأحاديث هي ثروة لنا ويجب أن نعمل بها ونستقيم

وعن جابر رضوان الله عليه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبة حجة الوداع : " فاتقوا الله في النساء ".

وفي السنَّة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء " . رواه البخاري ( 3153 ) ومسلم ( 1468 ).

وحقوق الزوج على الزوجة من أعظم الحقوق ، بل إن حقه عليها أعظم من حقها عليه لقول الله تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) البقرة/228 .

السكنى : وهو من حقوق الزوجة ، وهو أن يهي لها زوجُها مسكناً على قدر سعته وقدرته ، قال الله تعالى : ( أسكنوهنَّ من حيث سكنتم مِن وُجدكم ) الطلاق/6

وأذكر لكم بعض الأحاديث التي تحث الزوجة للعدول إذا كان زوجها بخيل في إدارة شؤون البيت : ـ

قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة  - زوج أبي سفيان وقد اشتكت عدم نفقته عليها - " خذي ما يكفيكِ وولدَكِ بالمعروف ".

عن عائشة قالت : دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني إلا ما أخذت من ماله بغير علمه فهل علي في ذلك من جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك . رواه البخاري ( 5049 ) ومسلم ( 1714 ).

تصحيح لمفهوم خطأ

ليس صحيحا أن يبرر الإنسان لنفسه قوله "أن هذا من طبيعتي فماذا أصنع ".

فإن الإمام علي عليه السلام  يقول: (لا تسرعن إلى الغضب فيتسلط عليك بالعادة) ويقول أيضاً ـ لا تطعمن نفسك فيما فوق الكفاف فتغلبك بالزيادة . ويقول ـ لا تتمسكن بمدبر ولا تفارقن مقبلا. و يقول ـ لا تتكلمن إذا لم تجد للكلام موقعاً . فإذا عودت نفسك تصبح أسيرا لتلك العادة .

وأيضا ورد عنه : (تخير لنفسك من خلق أحسنه فإن الخير عادة وتجنب من كل خلق سوأه وجاهد نفسك على تجنبه) وعنه : (عودوا أنفسكم الحلم ).

وورد إن لم تكن حليما فتحلم، حاول أن تعود نفسك على الحلم بالسيطرة على أعصابك ولا تنفعل حينما يكون هناك ما يسيء إليك ويزعجك .

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال:طلاقة الوجه بالبشر والعطية وفعل البر وبذل التحية داع إلى محبة البرية . وقال عليه السلام : عليك بالبشاشة فإنها حبال المودة ولا تنسى عندما تدخل السرور على أهل بيتك وخصوصاً زوجتك التي تعمل وترتب وتطبخ وتتهيأ لتغمرك بالسعادة وهي تمدك بالبهجة والنفحة التي تتمناها ولو لساعة في الشهر أنظر ما هي قيمة المرأة الصالحة والحبيبة المبدعة ! ويد بيداً للتعاون والتآخي وشد أواصر المحبة فيما بينكم والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/01



كتابة تعليق لموضوع : تجارب بسيطة ذات قيمة عالية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net