نداء المرجعية ومؤامرات المنافقين
عبد الامير الخرسان

  لقد استطاع مراجعنا العظام بكل مراحل الحياة التاريخية ان يحفظوا للأمة كرامتها وهيبتها ووحدتها وتلاحمها . ويصونوا لها التشريع السماوي وعطاؤه الثر الذي لا ينقضي الى يوم القيامة من التحريف والتشويه .

لقد كان للمراجع العظام والعلماء الاعلام دورا أساسيا ورئيسيا في توجيه المجتمع والامة توجيها انسانيا في حفظ كرامته وعقائده وتراحمه وتكافله وحمايته من الانحراف والاعتداء خصوصا من الطامعين الغزاة .. لقد كان للمراجع دورا رياديا في تربية المجتمع وهدايته ورعايته بالكلمة الطيبة والخلق الانساني القويم والسلوك والسيرة الحسنة والعلم الرباني , مرة يقوموا بهذا العمل النبيل بأنفسهم يواجهوا المجتمع ليقولوا كلمتهم الصادقة لينتفع منها كل المجتمع ومرة يبعثوا من ينوب عنهم ليستطيعوا ان يتواصلوا مع الامة ليرفدوها بما تحتاج اليه من العلم والهداية وحلول قضاياهم الانسانية والمبدئية وحتى على مستوى المشاكل الاجتماعية مهما بلغت .

لو استقرأنا التاريخ الاسلامي وغير الاسلامي لوجدنا ان للمراجع دورا رئيسيا في حماية المجتمع من اعدائه وصونه من الانحراف ومنهم المرجع الخواجة نصير الدين الطوسي (رضوان الله عليه) الذي استطاع ان يحتوي هولاكو التتري الذي احتل بلاد المسلمين وعاث فيها فسادا وقتلا وتدميرا .

وانبرى له المرجع الخواجه نصير الدين وتصدى له بالكلام الرشيد العقلائي الذي جعل هولاكو يبدي ارتياحه له وجعله مستشاره الخاص في كل قضاياه الدولية والمصيرية الكبرى وهكذا احتوى ولديه وصارا مسلمين , وأنقذ الامة الاسلامية من شروره وكيده وطغيانه . وكذلك في زمن الدولة الصفوية وحكومتها التجأت الى المرجعية التي سمحت لهم بالحكم الاسلامي في بلاد فارس آنذاك .

والتزمت اوامر المرجعية في منهجهم الحكومي والدستوري والقضائي , فنجحوا في ايام حكومتهم .. لقد استمر حال العلماء والمراجع الى يومنا هذا بقيادة المسيرة الاسلامية والانسانية السلمية وحمايتها من الاعداء والغزاة الطامعين .

لقد أطل علينا في هذه الايام العصيبة التي يمر بها العراق وشعبه المرجع الامام السيستاني (ايده الله) بالنداء الانساني الذي طرحه بعد دراسة عميقة لما يجري على الساحة الاسلامية بصورة عامة والساحة العراقية بصورة خاصة , وقد علم ان هذا الغزو الصهيوني الاستكباري له حواضنه من الدول الاستكبارية والصهيونية والدول العميلة للصهيونية المتآمرة معها التي تسانده بالاموال والسلاح والرجال .

ليقتلوا شعبا كاملا ويحتلوا ارضه ويغتصبوا نسائه , ويقتلوا روح الانسانية التي يعيشها ويقضوا على دينه ومبادئه ومقدساته , فهي حرب ابادة للمسلمين اولا والقضاء على الاسلام ثانيا وهذه مبادئ معاوية وابيه وابنه يزيد لعنهم الله الذين قالوا في العراق ( انه بستان بني امية لعنهم الله ) . ولازال خطهم المنحرف يحيك المؤامرات والانقلابات ضد الاسلام والمسلمين وخصوصا ضد ابناء العراق الغيارى .

لقد رأى الامام السيستاني سكوت الامة الاسلامية وغفلتها وجمودها عن ما يجري في العراق لهو منكر كبير يؤثم عليه الجميع , خصوصا عندما لم يجد رادع يردعهم ولا ضمير يوخزهم ولا ينكر عليهم احد وكأن الامة تعيش في سبات عميق .. والنقطة الاخرى لم يجد دليلا وحجة لهؤلاء الغزاة القتلة لقتلنا وقتل مقدساتنا وكرامتنا , لان الشعب العراقي لم يعتدي عليهم ليردّوا عليه الاعتداء , لكنهم اصروا على الاعتداء والهجوم البربري الشرس على الشعب ونهب خيراته واغتصاب كرامته وعرضه .

اما المسألة المهمة التي رآها الامام السيستاني (ايده الله) ان الحكومة العراقية لا تستطيع مواجهة هذا المد العدائي والتخطيط الشيطاني الرهيب .. وبكل أسف اطياف الحكومة والكتل السياسية لم تتفق على رئاسة الحكومة ولم تتفق على اقرار الميزانية ولم توافق على تقديم الخدمات الاجتماعية والمنشآت الصحية ولا على بناء البنية التحتية , وبقي المواطن يعاني من آلامه وقهره , لم تتوفر له لقمة العيش بسهولة فكيف يستطيع الشعب المواجهة على هذه الشاكلة البائسة .. لقد رأى الامام السيستاني(رعاه الله) ان الوضع خطير ويحتاج الى دفع معنوي وجهادي من اجل توحيد الشعب والحكومة ايضا ليقف وقفة واحدة ضد هذا العدو الصهيوني الداعشي الارهابي , ويحمي نفسه بنفسه ولا يحتاج الى مخاطبة الدول الجارة وكلها تعاني كما نعاني .

وشعبنا البطل الابي الكريم لايحتاج الى دعم خارجي انه يستطيع ان يستمد دعمه وعونه وامداداته من الله سبحانه ونحن نقرأ في الدعاء(لااله الا الله وحده وحده وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده فله الملك وله الحمد .. ) .

نعم جائت الاحزاب تحمل احقاد الماضي وأطماع الحاضر وأهواء الشيطان وانتهاك الحرمات واغتصاب الاعراض يريدون بدين الله وبنا كيدا وقتلا وتدميرا .. لقد رأى الامام السيستاني لا بد من دعم الشعب العراقي وتخفيف الوطأ عنه وتوحيد الكلمة وشد اللحمة والاخوّة العراقية بكافة اطيافها لا فرق بين مسلم وغير مسلم عربي وغير عربي ما دام ينتمون لهذه الارض وهذا الوطن , على الجميع الوحدة والاتحاد في مجابهة الاعداء الغزاة الطامعين . لقد رأى الامام السيستاني من واجبه حفظ الدين والشريعة وحفظ الكرامة والوطن ورعاية الامة والانسانية وصونها من الضياع والدمار , أن ينادي الشعب العراقي بحمل السلاح لمن كان قادرا على حمل السلاح ليدافع عن بيضة الاسلام والمسلمين ويحمي الارض والعرض والوطن من دنس هؤلاء الغزاة الطامعين الدواعش .. ليخرجهم من ارض الوطن بدمائه وحياته وكل ما اوتي من قوة كما قال تعالى ( وأعدّوا لهم مااستطعتم من قوة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الامير الخرسان

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/30



كتابة تعليق لموضوع : نداء المرجعية ومؤامرات المنافقين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net