صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

العلة علة والطبيب الله"!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العلة الحقيقية ليست بهذا الشخص أو ذاك , أو بهذا المذهب وغيره , العلة فينا جميعا , العيب فينا وبلا إستثناء!!
 
لماذا نحاول تنزيه أنفسنا ونجلس في قصور نفوسنا العاجية , وهي مشيدة من حجارة أمّارة السوء التي فينا!!
 
لماذا لا نواجه أنفسنا ونقول : لقد فشلنا على مدى عقد من الزمان , أن نحكم أنفسنا بأنفسنا , وتواكلنا على الآخرين لتحقيق مصالحهم بنا؟!
 
لماذا لا نعترف بعلتنا؟!
علينا أن نعي بأن نفوسنا وعقولنا ومداركنا معيوبة , ولا ينفع معها الترقيع , لأنه سيتسبب بإنبعاجات متوالية وشديدة , وقد تحقق ذلك بتفاعل عيوبنا.
 
فهناك عقلية ونفسية إقصائية إجتثاثية إمحاقية لا تعرف التفاعل المشترك , وإنما رؤيتها تتلخص بالمثل " لو ألعب لو أخرب الملعب" , و "طريقي أو لا طريق" , و "ويايه لو عليه" .
 
وفينا عاهة مروعة عجيبة عنوانها "إحباط بعضنا" , فلا تجدنا نشجع بعضنا أو نفخر ببعضنا , وإنما نبحث في بعضنا عما هو سلبي ومفرّق , ونأبى أن نرى بعيون الرضا والحق والمسؤولية والعدل, وهذا ينعكس في سلوكنا وخصوصا الذي نسميه سياسيا.
 
كما إننا نتميز بالإستحواذية , فردية حزبية وفئوية , ونستحضر الدين لتبرير ما نقترفه من الخطايا والآثام , لكي نخدع أنفسنا ونسوغ المزيد من الأعمال المقرفة.
 
ولا يمكننا أن نتفق على راية واحدة أو هدف مشترك , لأن الشك سيد آليات تفكيرنا فيما بيننا فقط , ونميل إلى التبعية للآخرين القادرين على تأهيلنا لنكون ضد بعضنا.
 
وبسبب ذلك وغيره قالوا فينا "عراقيون ما تصير إلْهم چارة" , وقد أثبتنا بالعمل الصريح صوابية هذا القول , وإلا كيف يمكننا تفسير هذا السلوك المضحك المبكي , الذي أوصلنا إلى قاع الوجيع القاسي , ونحن في القرن الحادي والعشرين , ولا يزال الكثير منا بعقلية لماذا لم يكن فلان الخليفة بدل فلان , وعلينا أن نقاتل بعضنا بسبب ذلك؟!
 
من المؤلم والمخزي أننا تحولنا إلى "نكتة" , إلى "مضحكة" , ومجتمعات الدنيا تنظر إلينا على أننا لا نستحق بلدا بحجم العراق , وبأننا أعداء الوطن والدين والديمقراطية والقيم الإنسانية , وعاجزين على العيش معا والعمل سوية , بل تصلح تسميتنا بالسراق والنهابة , الذين سرقوا وطنهم ونهبوا ما فيه وأودعوه في بنوك الدنيا , حتى صنعت السنوات العشرة الماضية عشرات البليونرية وملايين الفقراء والموتى والمهجرين داخليا وخارجيا , والكل يسبّح بحمد ربه الذي يتصوره كما تمليه عليه رؤاه!!
 
إنها المخازي والمآسي وناعورالقواسي المقنعة بما تسميه دين!! 
 
فهل سنرعوي ونستفيق ونمتلك شجاعة مواجهة النفس وإيقاظ الضمير؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/29



كتابة تعليق لموضوع : العلة علة والطبيب الله"!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net