صفحة الكاتب : زهير الفتلاوي

السوداني في مجلس العموم البريطاني: داعش ترتكب مجازر ومذابح ممنهجة
زهير الفتلاوي

اكد وزير حقوق الانسان المهندس محمد شياع السوداني ان تنظيم (داعش) يرتكب مجازر ومذابح ممنهجة بحق المواطنين العراقيين، موضحا ان ما يتم الترويج له من ان ما يحدث في بعض المحافظات العراقية هو (ثورة) ما هو الا كذبة كبرى، مشيرا الى ان العراقيين فقدوا الثقة بالمجتمع الدولي وبقدرته على مساعدتهم لمواجهة هذه الوحشية الارهابية, وشرح الوزير السوداني في كلمة له ألقاها في مجلس العموم البريطاني حول تحدي الإرهاب يوم الأربعاء  الموافق 25 حزيران 2014 بالتفصيل الانتهاكات والجرائم التي تمارسها عصابات داعش الإرهابية في العراق وتجاوزاتها على الانسانية التي فاقت التصور ، معربا عن أمله ان يفي المجتمع الدولي بالتزاماته بمساندة العراق بمواجهة التحديات.

 وفيما يأتي ابرز ما ورد فيها:

 "إن التحديات التي قد واجهناها والتي ما نزال نواجهها  كثيرة، وكما تعلمون فان التحدي الرئيسي الذي نواجهه هو الإرهاب ، فبين الأعوام 2004 و 2013، ذهب ضحية الارهاب 70 الف عراقي وجرح 250 الف عراقي وفي الأسابيع الاخيرة ازدادت هذه الاعداد  بشكل مأساوي، وللأسف العراقيون فقدوا الثقة بالمجتمع الدولي وبقدرته على مساعدتهم لمواجهة هذه الوحشية الارهابية، فعندما قام الإرهابيون بقتل المدنيين في مركز التسوق في كينيا في العام الماضي، كان هناك استياء دولي على هذا الفعل، حيث ذهب ضحيته ما يزيد عن 50 شخصاً بسبب هذه المأساة، لكننا في العراق نعاني من اعمال وحشية واحدة تلو الأخرى وبصورة منتظمة، إذ أن قنبلة واحدة تقتل مئات من العراقيين الأبرياء ضمنهم النساء والأطفال، والأن قامت "داعش" بغزو البلد والسيطرة على المدن وأصبحت الأزمة أشد، كما أعلنت "داعش" عن قيام ما يسمى دولتها الأسلامية، وهذا خطر شديد ليس على العراق أو المنطقة فحسب وأنما على العالم بأسره، كما أنه يمثل تهديداً للمملكة المتحدة. فمنذ حادثة 7/7 (مقتل لي ركبي) والهجمات الأخرى تواجهون مشاكل التطرف في بلدكم وهناك مئات المتطرفين البريطانيين يقاتلون الأن مع "داعش" وعندما يعودون الى هذا البلد فسيكون عليكم مواجهة هذا التهديد، ولا يزال هناك بعض وسائل الأعلام الذي يغذي هذا المفهوم المزيف على أنها (ثورة) وهذه كذبة كبيرة لأنها تعطي فكرة خاطئة تماماً الى العامة، فمنذ 10/ حزيران / يونيو الى اليوم، أرتكبت "داعش" جرائم مروعة ضد الأنسانية، منها جريمة قتل 1700 عراقي من مختلف الطوائف والمجتمعات بدم بارد قتل العديد منهم على أسس طائفية. وغيرهم من الذين قتلوا لأنهم قاوموا هذه العصابات الأرهابية، وقد بدأت أعمال القتل بمقتل 12 أماما سنيا من الجوامع السنية المحلية بسبب رفضهم دعم "داعش"، وحيث تم قتل أمام الجامع الكبير في الموصل (الشيخ محمد المنصوري) والتمثيل بجثته بسبب رفضه القسم على مبايعة "داعش"، بعدها تم قتل عدد من العلماء السنة من قبل "داعش" ، ورأينا كيف أن "داعش" كانت فخورة بنشر صور العمل الوحشي على مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الأنترنت بما يعزز جرائمهم ضد الأنسانية، وفي حادثة أخرى، قاموا بفتح السجن المحلي في الموصل الذي يضم 2000 سجين. وتم أختيار 900 سجين قتل وحرق 530 سجين منهم بناءاً على أسس طائفية. ولا نزال نجهل مصير المتبقي من ال 900 سجين، وان هناك 15 شخصا نجوا من هذه المجزرة وهم شهود على الجريمة، حيث بقوا على قيد الحياة لأن جثث القتلى حالت بينهم وبين رصاص "داعش"، كما أننا نرى أن الأغتصاب أُستخدم كسلاح في الحرب، وقد قام كل من (ويليام هوكو وأنجلينا جولي) بتعزيز الوعي حول هذه المسألة، لأن "داعش" تستخدم الأغتصاب بشكل مأساوي مُعطيةً تبرير ديني مريض حيث يتم اجبار الفتيات على القيام بهذا الفعل من جنود داعش وقد افادت التقارير بانتحار اربع نساء تم اغتصابهن بهذه الطريقة من قبل مجرمي داعش.

 ان العراق بلد غني بإرثه وثقافاته الدينية فهو موطن للعديد من الحضارات والآثار القديمة وقد طالبت اليونسكو في بيان لها بحماية هذه المواقع التاريخية من الدمار، وقد قامت داعش بتدمير العديد من هذه المواقع القديمة والمخطوطات وقامت بسرقة الكثير من الاثار من المتاحف، في الموصل حيث شاهدنا إحراق كنيسة قديمة وقامت داعش بفرض الجزية على المسيحيين وكما تم نهب القرى التي يقطنها التركمان كل هذه الجرائم أجبرت ما يقارب مليون مواطن عراقي على ترك منازلهم والنزوح الى اقليم كردستان او الى مناطق اخرى في العراق، فهل بالامكان تسمية ما يحدث هذا بالثورة؟، فقد تم قتل العراقيين مرة على يد داعش ومرة اخرى سيقتلون على يد الاكاذيب والمعلومات المضللة التي يتم قبولها وتعزيزها.

 انا اخاطب الضمير الانساني الان. ان داعش تقوم الان بابادة واذا لم يتم ايقافهم فستحدث ابادة جماعية على كل الاصعدة ليس فقط للشيعة وانما للمسيحيين والاقليات الاخرى في العراق وحتى السنة الذين لا يتوافقون معهم. حيث تم قتل 21 شيخ عشيرة سني في كلا من راوة وعانة في محافظة الانبار، وهناك المرأة الشجاعة السيدة امية الجبوري من مجلس صلاح الدين والتي قاتلت وبشجاعة فائقة داعش واستشهدت والقائمة طويلة من ابناء السنة الذين يقاتلون ضد داعش والارهاب بجانب الحكومة العراقية وهناك مسالة اخرى هي ان اولئك الذين يقومون باشاعة فكرة ان ما يحدث هو ثورة هم ضباط المخابرات السابقين في نظام صدام المقبور ومن ضمنهم عزت الدوري اليد اليمنى لصدام وحزب العودة وتنظيم النقشبندية هم في الصف ذاته مع داعش ويرتكبون جرائمهم ضد الانسانية، وهنالك ايضا تنظيمات اخرى بأجندات سياسية ودينية وارهابية ممن يرون في انعدام الاستقرار فرصة لتنفيذ اجندتهم (الاخوان) ، ان تلك الجماعات يتم استخدامها وتمويلها من قبل قوى اقليمية. تذكروا بأن العراق بلد ديمقراطي في منطقة لا تشيع فيها الديمقراطية, حيث يوجد العديد من الحكام في المنطقة لديهم مصالح في إفشال الديمقراطية الدستورية العراقية, لان بعظهم يرى ان عراق ناجح ومسالم وديمقراطي يمثل خطراً كبيرا عليهم أكثر من العنف وعدم الاستقرار والفوضى في العراق، ولكل من يتمنى رؤية مستقبل ديمقراطي ومستقر للعراقيين فأنه يجب عليه معارضة هذا والعمل معآ لهزم التهديد الارهابي.

 لذلك اطلب منكم مساندة العراق, واطلب من المجتمع الدولي ان يفي بالتزاماته تجاه العراق، سيما ان العراقيين يتحاورون لتشكيل حكومتهم الجديدة والتي ستكون مقبولة لكل الشركاء في داخل العراق, و ستعقد الجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد في الاول من تموز، عندما سيحصل هذا اطلب منكم جميعاً دعم القيادة السياسية الجديدة ومساعدتنا لهزم الارهابيين وحماية مستقبل العراق"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/28



كتابة تعليق لموضوع : السوداني في مجلس العموم البريطاني: داعش ترتكب مجازر ومذابح ممنهجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net