صفحة الكاتب : حيدر الفلوجي

ما هي أسباب سقوط الموصل بيد داعش الإرهابية (الحلقة الثالثة)
حيدر الفلوجي

 بسم الله الرحمن الرحيم

استطراداً واستكمالاً لما بدأنا به من نقاط حول أهم الأسباب التي أدت الى سقوط الموصل بيد مجاميع داعش الإرهابية وما تبعها من تداعيات أدت الى إشاعة الفوضى في العديد من محافظات الشمال والشمال الغربي، ومناطق الشمال الشرقي من بلدنا الحبيب، وقد تمخضت تلك الفوضى الى قتل المئات من العراقيين فضلاً عن ضحايا النساء والأطفال ، ناهيك عن حرق المزارع وتهديم البيوت وتفخيخها ثم تفجيرها، وتفخيخ الشوارع وما شاكل، والسؤال هو ما هي اهم الأسباب التي أدت الى سقوط الموصل وما تلاها؟
 
نبدأ بالإجابة بالرقم الذي وصلنا اليه في حلقتنا السابقة

- 12ان من الأسباب التي أدت الى سقوط الوصل هي مؤامرات الدول الإقليمية وذلك لإقصاء حكومة الشيعة المتمثلة بحكومة السيد نوري المالكي، والواقع ان تلك الحكومة هي ليست حكومة شيعية وإنما هي حكومة بعضها من الشيعة وعلى رأسها الامين العام لحزب الدعوة، الذي كسب العداء والكراهة من القريب والبعيد، لذلك فقد اجتمعت الإرادات لإقصاء نوري المالكي، ولم تكن هناك الا فرصة سقوط الموصل وكان سببها خيانة قادة الجيش وتواطئهم مع أعداء نوري المالكي .

- 13 استهتار بعض عناصر الجيش والشرطة الاتحادية المتواجدون في النقاط العسكرية والحواجز الموجودة في الطرقات العامة وغيرها، ما أدى الى نقمة الشعب وكراهيته لذلك الجيش الذي لا يمتلك عناصره لإدنى أساليب الاحترام ومحاسن الأخلاق ، فضلاً عن قيام بعض اصحاب المراتب من الضباط باستغلال مناصبهم لابتزاز الناس، والجنود، ما أدى الى زرع الكراهية بين الناس والجيش من جهة وبين الناس والشرطة الاتحادية من جهة اخرى .

- 14انتشار حالة الرشوة في صفوف الجيش خصوصاً عند قادته، وبالأخص عند حمايات المناطق والحواجز، وانتشار تجارة شراء وبيع بعض المواقع الاستراتيجية بين الضباط، وذلك لكي يتم تمرير المفخخات عبر تلك المواقع بالمبالغ الطائلة، وهنالك أساليب كثيرة تتم من خلالها الصفقات لبعض الضباط الكبار في تلك المواقع، ولذلك فإننا يومياً نسمع بانفجار هنا وانفجار هناك نتيجة لخيانة المسؤولين عن نقاط التفتيش، من جهة ونتيجة لتمرير بعض اصحاب الكتل للمفخخات اثناء مرور ارتالهم عبر تلك المعابر والحواجز. ما أدى ويؤدي الى ازدياد حالة النقمة على حكومة المالكي من قبل جميع الأطراف واهم تلك الأطراف هو الشعب المسكين،

- 15 ومن اهم أسباب سقوط الموصل ، هو عدم اجتثاث المجرمين الذين اجرموا بحق الشعب العراقي في العهود السابقة، وبدلاً من اجتثاث أولئك المجرمين، قامت الحكومة( الشيعية) بتكريمهم وذلك من خلال إعادتهم الى وظائفهم او إعطائهم المرتبات العالية أينما كانوا وأينما وُجدوا، وكانت ولا تزال مراتبات أولئك تصل الى الأردن وسوريا ومصر وغيرها، ومع ذلك فان هؤلاء المجرمين لم يتوقفوا عن اعلان حربهم للشعب العراقي، وكان ذلك التكريم هو تشجيع لهم ولغيرهم من الضباط للإساءة الى الشعب العراقي ،وإعلان محاربته طامحين بالمزيد.

 -16ان حالة استدعاء أصدقاء ومريدي واتباع الأحزاب والكتل وخصوصاً اتباع الحزب الحاكم ، والقيام بتوفير لتلك العناصر بعض الوظائف التي لا يستحقونها، وتوظيفهم بها ثم بعد ذلك بفترة يتم حصولهم على تقاعد يضمن لهم ولعوائلهم العيش السعيد أينما حلوا، لذلك فإننا نجد الكثيرين من أبناء تلك الأحزاب هم متواجدون في أوروبا وغيرها ولكنهم يمتلكون مرتباتهم التقاعدية نتيجةً الى استغلالهم للوضع العراقي ولضعف البلد من جهة واستغلال علاقاتهم مع مسؤولي الدولة من جهة اخرى، في الوقت الذي عملت تلك الأحزاب على تهميش مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي، وهم بذلك عملوا على تفضيل جماعة على اخرى وإيثار جماعة دون اخرى، زرعاً للفرقة والتجزئة بين أبناء الأمة، وإقصاء شريحة على اخرى، ما أدى الى تجزئة الكيان الواحد والمذهب الواحد والجماعة الواحدة الى جماعات قائمة على أساس المصالح الشخصية ، لا على أساس الدين والمباديء والقيم. ما أدى الى تلاشي جميع الفرقاء بعضهم عن الاخر. والتلاشي يستفيد منه العدو وهو ما أدى بالنتيجة الى تغلغل بعض المندسين الى مراكز القرار والتي تمكنهم من تمرير الكثير من القضايا التي أدت الى تبعثر البلد وضعفه.

نكمل في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى ، وللملاحظات وتذكيرنا ببعض الالتفاتات نرجو تعليقاتكم للفائدة
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الفلوجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/25



كتابة تعليق لموضوع : ما هي أسباب سقوط الموصل بيد داعش الإرهابية (الحلقة الثالثة)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net