صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

لماذا لم تنجح السياسة في العراق!
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تدب على ارض العراق حشرات تكلّم الشعب وتوخز جسد الوطن بمناشير أقدامها.
لعدة أسباب جنت السياسة بمحاورها الثلاث على نفسها، رئاسة الجمهورية أصبحت خبر كان بعد ان توعك قائدها، ورئاسة الوزراء قد دخلت ضمن مصطلح بالوكالة إضافة الى تشتيت مصالح الشعب وتسويفها بين مختلف الأحزاب والانتماءات أما البرلمان فهو الجريمة الكبرى بحق الشعب العراقي والذي لم يعمد الى مصادقة قانون واحد يخدم المواطن.
 التسول والفقر والإرهاب والتهميش تعتبر علامات لرؤساء دكتاتوريين ومن شأنهم ان يسحقوا المواطن دون تردد، لكن ان يقتتل الرؤساء فيما بينهم يعد صدمة غير متوقعة تستحق الوقوف عند اسبابها.
شهدنا تأسيس نظام حاكم بقيافة جديدة بعد 2003 وفق منهج ديمقراطي أسسه نظام استعماري (امريكا) هذا النظام هو مرآة تعكس واقع يعمل على التعايش السلمي بين مكونات الشعب اولا ومراعاة حقوقه ثانيا ،اضافة الى تهذيب النفس وانجرافها مع متغيرات الحياة المتخمة بالسعادة والراحة، طيلة خمس عقود مضت دمّر العراق ، ليس كرقعة وانما شعبا، ساد التخلف والتراجع والتقوقع  نتيجة تخلف حاكمه الهمجي (هدام)، ولأن الفرد ينظر من خلاله للعالم فإن نتاج هذا الواشي قد عكس صورة أفقه الضيق على شعبه وفصل ثوبه المرصع بالقتل والترهيب.
 ليس العراق بلد يستحق ان يساق بتلك الطريقة فما نراه هو محصول سنين طوال أحبطت مستقبل العراقيين جميعا، فليس هناك اي شخص يستطيع ان يقدم مبرر واحد يلخص ما حصل في العراق، الكل يسأل عن سبب جعل الحكام يسوقون الشعب بالسياط، الى الان لا نعلم ما نحن هل طارئون ام لاجئون ام اننا في حقل تجارب ؟، ذهب عفلقي الغجر هدام وجاءت بعده حكومات ديمقراطية تختلف اختلافا جذري عما كنا عليه و اصبح من السهل على المواطن ان يطالب بحقوقه دون خوف لكن ! هل استجاب الرؤساء لتلك المطالب؟، تغير الوضع في العراق من نظام تعسفي الى نظام طائفي اقليمي محاصصاتي نتيجة اهواء بول بريمر الذي خط دستور العراق، لكن مالم يعرفه بريمر هو ان العراق قد تجزأ وفقا للقومية والمذهب ليس شعباً، وانما سياسياً ، وقد عمل على التجزؤ النواب والوزراء والمدراء.
لم نرى اي وجوه جديدة ولم نلمس اي شخصية سياسية محنكة فقد عكست الصراعات العشائرية والثأر الشخصي بين السياسيين نتائجها المروعة على الشارع العراقي ، كالتفجيرات والإرهاب وبخس الحقوق، لم يستطع اي شخص تحقيق حلم عراقي واحد، ونظرا لكل ذلك الاضطهاد والتهميش من قبل السياسيين للشعب الا اننا رأين الانتفاضة المباركة حين اعلنت المراجع العظام دعوتها للجهاد ضد الإرهابيين، وهذه الدعوة المباركة صفعت السياسيين على وجوههم المزيفة حيث تكاتف الشعب بمختلف طوائفه في سبيل صد الارهاب بينما في البرلمان نشهد كل يوم اقتتال طائفي بين ممثلي السنة والشيعة والمسيح والحقيقة هم لا يمثلون اي من تلك الطوائف، لان الشعب قد تنزه عنهم وعن مهاتراتهم التي تحاول كل يوم زرع الطائفية بين صفوفه الا انهم لم ولن يفلحوا اطلاقا.
تحتاج الحكومة الجديدة بكافة تشكيلاتها ان ترسم مستقبل للعراقيين يختلف تماما عن سابقه وان تبتعد عن التعامل بمسميات الطوائف والقوميات ( سني شيعي صابئي مسيحي كردي)، كما وتعمل على تفعيل الدور المدني في اتخاذ بعض القرارات التي تهم الرأي العام ، الغاء التحزبية والمحسوبية والخصخصة والفسادين الاداري والمالي، وضع المواطن في موقعه الصحيح ودعمه ماديا ومعنويا ، الابتعاد عن التسويف والكذب والوعود الواهية التي سئمنا منها، تقليص البطالة والقضاء عليها وضم الكفاءات من الخريجين والحرفيين والمهنيين، وضع كل ذي تخصص في تخصصه وليس ادارة وزارة الصحة من قبل مهندس او ادارة وزارة التجارة من قبل دكتور بيطري( على سبيل المثال) ، الغاء فكرة بالوكالة التي تحتم على الوزير تسنم ثلاث وزارات كي لا يحدث فراغ اداري وتلكؤ في عمل كل منها، اعادة البنى التحتية وتفعيل الدور الرقابي في مؤسسات الدولة ومتابعة قضايا المواطن واقتلاع البيروقراطية من جذورها، اعادة كرامة العراقي بكافة تفرعاتها وإلباسه قيافته الحقيقية من خلال احتواءه والعمل المستمر على راحته ، اسعاف فوري لاي ازمة وعدم تركها لتتراكم فوق بعضها البعض لتصبح ضمن برنامج الأزمات الكبرى كالكهرباء والفيضانات ومشاكل طفح المياه الاسنة التي تحتاج لاعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي من الصفر، لا أظن من ان النقاط التي سردتها تعجيزية اطلاقا ، بل هي الأسس الحقيقة التي تسير عليها جميع شعوب العالم الا العراق، وهذا ما جعله فريسة سهلة لكل من لديه مصالح على ارضه بل وجعل العالم يقتنص ثغرات كبيرة متمثلة بالجهل والمراشقات بين السياسين وان الاحداث التي يشهدها البرلمان يوميا  هي ما ساعدت على خلق مناوئين للحكومة ومتحالفين مع الارهاب في سبيل ايجاد حلول سريعة للخلاص من هذا السياسي او ذاك.
اذا ما التفتت الحكومة الجديدة لهذه المقومات وعملت على تطبيقها فيجب ان تتنازل بكافة تشكيلاتها عن ادارة البلد وتجريد ساستها من مناصبهم ليعلنوا فشلهم وعدم مهنيتهم في ادارة العراق وبهذا سيتحتم على الشعب ان يرشح آخرين بدلاء عنهم ولو بالقوة لان تلك الحشود المليونية بإمكانها ان تصنع المعجزات.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/20



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لم تنجح السياسة في العراق!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net