صفحة الكاتب : رفعت نافع الكناني

مدينة سامراء الخط الفاصل بين الحرب والسلام !!
رفعت نافع الكناني

        حبا الله هذة المدينة المقدسة بنعمة السلام والمحبة والتأخي بين اهلها وعوائلها وعشائرها منذ مئات السنين لوجود نعمة الضريح المقدس للامامين المعصومين علي الهادي والحسن العسكري عليهم السلام وبيت الامام الهادي علية السلام الذي يعتبر رمز مهم من الرموز الاسلامية والتي تذكرنا بوجود الامام المهدي المنتظر عج ، اضافة لذلك تشرفت هذة المدينة المقدسة في فترة من الفترات بأنها مقر للحوزة الدينية للمذهب الجعفري الاثنى عشر وما تضمنتة من مدارس دينية وفقهية عديدة على مر الزمن . وما تحملة من مكانة تاريخية مميزة باعتبارها مقرعاصمة الخلافة العباسية في زمن الخليفة المعتصم باللة . اذن سامراء بوصلة وقبلة مميزة للمسلمين لايمكن الغاء دورها ومكانتها وهيبتها الى قيام الساعة .

      وهناك ميزة تتفرد بها هذة المدينة وهي ان بعض العوائل  والبيوتات والعشائر تنحدر باصولها وجذورها لنسب آل البيت الطاهرعليهم السلام ، مثل البو عباس والبو نيسان والبوبدري وغيرهم . وقد كان شرف خدمة المرقدين الشريفين  وادارة اعمال الحضرة وحمايتها تداور من قبل هذة العشائر والبيوتات بصورة متناوبة  منذ زمن بعيد . كما ان هذة المدينة المقدسة تلقت طوال تاريخ سلطة حزب البعث وخاصة منذ اغتصاب صدام للسلطة من البكر انواع من التهميش ومحاولة الغاء دورها ومكانتها بالنسبة للعراقيين والمسلمين عندما جعل من تكريت المدينة الصغيرة التابعة لها محافظة تتبعها سامراء رغم تاريخها وأرثها ، وما لحق برجالها من سياسيين وعلماء دين وقادة عسكريين من اعتقال وقتل وتشريد وتهميش على مستوى الحزب والدولة . 

عمل صدام بعد هزيمتة في حرب الخليج الثانية والخروج المذل من الكويت وما تبعها من انتفاضة شعبنا المكافح على نظامة الدكتاتوري بانتهاج سياسة خبيثة من خلال حملتة الايمانية المشبوهة ، والتي عمل وخطط للاسس والركائز التي اخترق بها سماحة الاسلام ونبل اهدافة وقدسية غاياتة ، بتأسيس وزرع بؤر مخابراتية وفرق لبث الفرقة والانقسام من خلال نوع من رجال دين دربوا وتسلموا مواقع قيادية وهامة في اجهزة المخابرات والامن القومي وخلايا الفرق الخاصة التي تنفذ المهمات النوعية . وكانت النتيجة الايغال في سياسة التفرقة العنصرية وبث سموم الفرقة بين العراقيين على أسس مذهبية وطائفية ، وممارسة انواع التظليل والتهميش والابادة لالوف من الشباب العراقي بتهم باطلة .


بعد اسقاط النظام في 2003 وما تبع ذلك من احداث ومتغيرات كبيرة ، وما اتصف بة العراقيون من خلق رفيع وشجاعة الفرسان من خلال العفو عن مجرمي النظام السابق وازلامة وجلاوزتة وعدم التعرض لهم ومحاسبتهم بناءا على توجية ونداء المرجعية الرشيدة متمثلة بالمرجع الاعلى السيد علي السيستاني . هذا الموقف المتسامح اغرى واغوى اعوان النظام السابق وبعض الجماعات الارهابية الدينية بالبدء باعمالهم الاجرامية والطائفية ضد العراقيين بحملة دموية لم يشهد لها تاريخ العراق ... وكان نتيجة ذلك العمل الاجرامي الشنيع بالاعتداء على مقام الامامين المعصومين علي الهادي والحسن العسكري وما تبع ذلك من بوادر لحرب اهلية لاتبقي  ولاتذر لولا الموقف التاريخي لمرجعية السيستاني الرشيدة باطفاء تلك الفتنة القذرة .

تمادى الارهاب بمختلف مسمياتة ( بعث ، ضباط مجرمين ، قادة مهزومين ، صداميين ، رجال دين طائفيين ، قتلة محترفين ، شذاذ الافاق ... الخ ) تفننوا باجرامهم ودمويتهم  بحق العراقيين عامة والمكون الشيعي الاكبر خاصة  . وكانت أخر جرائمهم محاولة اقتحام سامراء والوصول للمرقدين الشريفين لغرض تدميرهما ، وكان لصمود جيشنا الباسل وحراس المرقدين والدعم السريع الفعال من قواتنا الساندة وموقف البعض من اهل سامراء وعشائرها الاثر في لجم هذة الهجمة الغادرة التي ان حققت هدفها لبعض الوقت لاسامح اللة ، تبدأ الفتنة ولاتنتهي الى على بحردماء هائج مائج من الثرثار الى شط العرب  !

    ليكن الدرس مفيدا لكل الذين ارادوا ويريدوا تدنيس سامراء ومراقدها بان هذة المدينة الحد الفاصل بين الحرب والسلام بالنسبة للعراقيين والمسلمين في شتى بقاع العالم ، وما تمثلة من مكانة طاهرة ومقدسة وفريدة . ودعاء خاص بل نداء لاهلنا في سامراء وعشائرها الشرفاء بان الامانة تفرض عليكم قبل غيركم ان تكونوا كما كنتم على مدى التاريخ الامناء الاوفياء لهذة القدسية لمدينتكم وما تتمتع بة من مكانة مشرفة فريدة على مستوى العالم ولتكن مرابعكم مضيافة عامرة زاهرة مشرقة مزدهرة كما كانت على مر الزمن . اطردوا القتلة والمنافقين بزي رجال الدين الذين ارتدوا البدلة العسكرية القذرة الملطخة بدماء العراقيين وكانوا كالاقزام الممسوخة تتراقص على مسارح الجريمة في ساحات الغدر والخيانة والتي بانت وتوضحت غاياتهم ومراميهم وما خطط لهم من فعل اجرامي لايمر مهما كانت التضحيات  . 
 


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رفعت نافع الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/20



كتابة تعليق لموضوع : مدينة سامراء الخط الفاصل بين الحرب والسلام !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net