صفحة الكاتب : وداد فاخر

حساب الشعب بعد انحسار المحنة مع البعث الداعشي وخونة الشعب
وداد فاخر
لا نريد أن نكرر ونعيد ونضع أمام الناس ما شاهدوه وقرؤوه ويعرفوه ، فما نريد ان نقوله ليس بجديد على الجميع ، وتاريخ العراق القريب والبعيد شاهد على ذلك . وهم دائما يمارسون نفس الفعل رغم تبدل الشخوص وتغير الزمان لكن ما بالقلب من سواد لا تنظفه أطنان من محلول الكلور ، ولا كل منظفات الكون . 
عرفنا دناءة البعث وقذارته وتفاهته وعمالته يوم كنا صبيانا صغارا بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 ، ويعرف هذا الحزب الفاشي عن نفسه بكل وضوح وصراحة في دستور حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يقول " البعث العربي الاشتراكي* حركة قوميـة شعبية انقلابية تناضل في سبيل الوحدة العربية والحرية الاشتراكية " . أي ان حزب العفالقة الفاشست يعرف بوضوح عن نفسه بانه " حركة قوميـة شعبية انقلابية " ، ولذا لا نحتاج لإثبات ما حصل الان في الموصل او ما حصل سابقا من تآمر أو انقلاب توجه بانقلابين فاشيين أولهما انقلابه على الحكم الوطني الجمهوري الذي كان يقوده الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم يوم 8 شباط / فبراير الأسود بالتعاون والتعاضد مع الحركة الكردية ، او ما سمي وقتها بـ " ثورة أيلول " ، والتي أرسلت مؤيدة أول برقية لـ " عروس الثورات " التي عرف العراقيون مباشرة عدم عذريتها والتي افتض بكارتها اليانكي الأمريكي بموجب اعتراف واضح وصريح من احد كبار قادتها وهو " علي صالح السعدي " الذي صرح قائلا : " لقد جئنا للسلطة بقطار أمريكي " . وثاني الانقلابين جاء عن طريق تفاهم مسبق بين حزب العفالقة وبين مساعد مدير المخابرات وقتها عبد الرزاق النايف وقائد الحرس الجمهوري عبد الرحمن الداوود زمن الرئيس السابق للجمهورية عبد الرحمن محمد عارف ، والذي اطلق عليه تسمية " انقلاب الزيل العسكري يوم 17 تموز / يوليو 1968 " عندما امتطى مجموعة من الشقاة المعروفين زيل عسكري وبملابس عسكرية يتقدمهم شقي معروف هو صدام حسين ، واخيه برزان وسعدون شاكر و صلاح عمر العلي و جعفر الجعفري وبمساعدة من آمر كتيبة الدبابات في الحرس الجمهوري سعدون غيدان حيث تمت السيطرة وعلى طريقة الشقاوات وقطاع الطرق واللصوص المحترفين على القصر الجمهوري ، ومن ثم على السلطة في شراكة مع عبد الرزاق النايف وعبد الرحمن الداود ، وبتخطيط من السفارة البريطانية حيث كان البكر والمجاميع البعثية تقوم بزيارات ليلية لها ، فقد بدل البعث رداءه الأمريكي الذي جاء به للسلطة في جمهوريته الأولى بالرداء البريطاني في جمهوريته الثانية. 
وكعادة الاكراد فقد عادوا في محاولة غزل جديدة مع البعث ، ولان بعض الاحزاب الكردية لا تتعدى في ممارساتها اليومية والسياسية حتى مع شعبها الكردي عما يمارسه حزب البعث ولا يختلف عنه شيئا الا بالاسم لذلك فهناك تزاوج واضح وجلي بين البعث وبعض الاحزاب الكردية . 
وما نريد ان نتوصل اليه إن بعض الاحزاب الكردية تعرف تماما إن معظم التنظيمات الارهابية التي تشكلت بعد سقوط نظام العهر الطائفي الفاشي هي تشكيلات بعثية مغطاة بمسحة دينية وبحواضن طائفية عروبية ، وهي ذات الاطراف التي اذاقت الشعب الكردي الويلات وقبرت ابناءه في مقابرها الجماعية ، وقامت برش مدينة حلبجة بالغازات السامة ، لكنها وضمن نظرية " عدو عدوي صديقي " تسير الهوينا مع وكلاء البعث والناطقين باسمه ، وتحتضنهم اربيل علانية وتهربهم من مطارها " الدولي " ، كما حصل مع طارق الهاشمي ، وسعد اللافي ومجموعة شقاوات البعث وضباط مخابراته الذين نزعوا الزيتوني وارتدوا الجبة والعمامة لتحتضنهم اربيل بحنان الأم الرؤوم كونها متفاهمة مع الكل وتنتظر مشروعهم التقسيمي للعراق واخذ شمال الوطن حصة لها . 
السؤال أين داعش من كل هذا؟ 
ولأننا أثبتنا ان حزب البعث هو حزب انقلابي ومتلون ، فقد تحالف داخل السجون الأمريكية مع الأمريكان ، وتمت مؤالفة سريعة بين المخابرات الأمريكية وحزب البعث ، وشكلوا حينها في سوريا تنظيماتهم الاسلامووية ، وبدأت عملياتهم التي استهدفت الشعب العراقي بالذات وكل من تعاون مع الدولة الجديدة من كافة الاديان والمذاهب والقوميات ، ولكن ضمن ابتعاد كامل عما يسمى بـ " اقليم كردستان " ، وهو الشرط المبدئي الرصين . 
 
إذن من هي داعش وهل حقيقة ماطرحته المعارضة السورية؟
لاحظنا وبعد سقوط نظام البعث الفاشي ان معظم القيادات البعثية البارزة لجأت الى سوريا رغم الخلاف السابق بين شقي الحزب خاصة زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد ، ونجزم انه لو كان الأسد الأب حيا لما استقبل أي من تلكم القيادات التافهة والعفنة ، ولكان الموقف الرسمي السوري غير ذاك الذي اتخذته القيادة السورية وخاصة حاشية الرئيس بشار الاسد ما قبل انشقاق البعض منهم ووقوفه موقف المعارض . ثم حدث انشقاق جديد داخل حزب البعث واصبح هناك بعثان للبعث العراقي ، واحد يتبع محمد يونس الاحمد ، وآخر يتبع عزت الدوري وقبل مدة انشق عبد الباقي السعدون عن جماعة عزت الدوري وشكل بعثا خاصا به . 
والذي يهمنا ماذا فعل البعثان ، وماذا قدم لهما النظام البعثي السوري آنذاك ؟ 
وكلنا نعرف إن بداية العمليات الإرهابية جاءتنا عبر الحدود السورية ما سمي وقتها بتنظيم "التوحيد والجهاد" التابع لتنظيم القاعدة  وبعد أن تم تنصيب ارهابي غارق حتى قدميه بدماء الابرياء وهو الارهابي المجرم أحمد فاضل نزال الخلايلة " ابو مصعب الزرقاوي " أسس ما سمي بـ " قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين " التي اندمجت مع تنظيم" الجهاد والتوحيد " وبعد مقتل الزرقاوي تحول الأمر بحيث استلم ضباط البعث وعصاباته قيادة القاعدة في العراق وتسلم ضابط مخابرات بعثي سابق اسمه حامد الزاوي او من تسمى بـ " ابو عمر البغدادي " وبعد مقتله تسلم ضابط مخابرات سابق كان إمام لمسجد بسامراء يدعى " ابراهيم عواد ابراهيم السامرائي " أو بموجب كنيتة التي اصبحت مودة جديدة عند الارهابيين وتسمى بـ " ابو بكر البغدادي " . ونشطوا اكثر فيها خاصة ما يأتيهم من ارهابيين عن الطريق السوري بـ  " حيث كانت هناك مساجد معينه في مدينة حماة خاصة يوجد فيها شيخ معين يأتيه المغفل المغسول الدماغ من بلد عربي ما " وفي البداية استغلوا جهل وفقر البعض من البسطاء خاصة من دول المغرب العربي واليمن الذي لا زال البعض من مواطنيهم نقصد هنا دول المغرب العربي ، وحتى مثقفيهم متأكدين ان هناك مخلوق شيعي غريب بذيل وبخلقة غريبة تختلف كما صوروا له عن خلقة بني ادم من السنة . هذا غير حشو مخه بترهات طائفية يدخل التكفير وعدم الاعتراف بنبي امة الاسلام وان لديهم قرآن خاص غير قرآننا هذا يقصد قرآن اهل السنة ،لذلك أجاب كاتب السطور احد هؤلاء بأن لديه قرآن مطبوع بالسعودية ولك الحق ان تحضر في أي وقت وتراه . 
وظلت دائرة العنف تدور وزادها اوارا الاقتتال الطائفي يوم اشعلوا عمدا الحرب الطائفية بتفجير ضريح العسكريين بسامراء . اذن نحن امام مجاميع بعثية حزبية تدعي في الظاهر لبوسها لباس الدين ، عملت بكل همة على تفتيت المجتمع العراقي وتشتيته ، ساعد على ذلك الاطماع الكردية في الاستحواذ على اراض جديدة توجد فقط وفق مخيلتهم الانفصالية الغير طبيعية . والا فكان من الافضل بدل القبول بالنظام الفيدرالي الحديث منذ البدء عن دولة كردية او كونفدرالية او الحديث عن انفصال نهائي وكما نعتقد ان جميع العراقيين يهللون ويصفقون له وهو حق مشروع ضمن حق الشعوب بتقرير المصير لا عن طريق التآمر وسرقات النفط وطعن الشعب العراقي من الخلف ، رغم اننا نعرف ان هذه الهدنة المفبركة ماهي الا اطماع باراض اخرى سوف تعقد الوضع بالمنطقة لعوامل عديدة سوف تفرزها الايام ولا مجال لشرحها هنا بعد ان استغل الاكراد الوضع العراقي الحالي واحتلوا بدون تفكير اراض عراقية تخضع لمادة تم اقرارها في الدستور العراقي هي المادة 140 .
وبعد استفحال الازمة السورية اثر الحرب الكونية التي شنت على سوريا التي اكلت بسهولة طعم " المقاومة العراقية " لتقع بنفس المطب ولتسير الامور من سئ الى اسوأ ، وتفقد الحكومة السيطرة على مدن كبيرة استولت عليها مجاميع ارهابية قادمة من خلف الحدود السورية وخاصة بعد تشكيل السعودية " جبهة نصرة أهل الشام " التي سميت بعد ذلك اختصارا بـ   "جبهة النصرة " ، وهذا ما دعى النظام السوري للم شمل ما سمي بـ " دولة الشام الاسلامية " ، تحت مسمى " دولة العراق والشام الاسلامية " باسم مختصر " داعش " للوقوف بوجه جبهة النصرة في نهاية عام 2011 ، وهو بداية الصراع بين التنظيمين الارهابيين لان زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني رفض الاندماج بدولة ابو بكر البغدادي لصعوبة هذه المعادلة كون التنظيمين يعودان لدولتين مختلفتين قطر والسعودية والدعم السياسي سوري وهو تناقض جدا غريب ومريب . والدليل على قوة تنظيم داعش على الارض انها رفضت توسلات زعيم القاعدة وتعليماته ايمن الظواهري بالعودة لبيت الطاعة القاعدي . 
وقد قال احد مقاتلي هذه التنظيمات العرب الذي سقط في قبضه جهاز مكافحه الإرهاب في العراق  مؤخرا حين سأله المحققون إن كان في (داعش) او( القاعدة) او (النقشبنديه) او غيرها  فأجاب : نحن لا نعلم فبين كل حين وآخر يطلب منا ان ننتقل من   تنظيم  لآخر ونخضع لقياده جبهة الى أخرى .
يبقى ان نأكد بان تنظيم داعش لم يدخل للان في أي معركة او مماحكة ضد قوات النظام السوري ، ولم يتقدم للتمدد في الاراضي السورية وظل متمسكا بمواقع قريبة من الحدود السورية العراقية ، وفي مواقع نفطية ، وضمت قياداته العسكرية كل ضباط البعث السابقين 1 .  والاغرب من كل ذلك ان ماحدثت من تفجيرات داخل لبنان كان من قام بها هي جبهة النصرة فقط ولم تقوم داعش باي عمل او تفجير داخل سوريا او لينان .. إذن ؟؟؟؟ 
 
ما نريد قوله هل لعبة احتلال الموصل لعبة اقليمية دولية كان الغرض منها ربط المثلث السني العراقي بدير الزور والرقة " إمارة داعش " او دولة داعش المقبلة ؟ .
وكما نرى إن هناك تسويات كان من المفترض ان تقوم بها الاطراف الدولية وتقف على راسها الولايات المتحدة الأمريكية بالنيابة عن السعودية وقطر وداعش واخواتها لاقامة دولة على شكل امارة عنصرية تتسمى باسم الاسلام حدودها من الداخل السوري حتى المثلث السني العراقي ، وبذا تحل ضمنيا حجة يتداولها العرب والمسلمون حول وجود الدولة الصهيونية العنصرية . وبهذا سوف تزال جميع الحجج بوجود دويلة عنصرية اخرى وباسم وصورة اسلامية مقابل الدويلة الصهيونية العنصرية !!! ، ويظل للنظام السوري دمشق والساحل وما حصل عليها من مدن ان كان بالقتال أو من خلال التسويات .
ويؤكد هذا التوجه ما طرحه صدام حسين اثناء التحضير للحرب على نظامه من قبل امريكا حيث اعطى اكثر من تنازل مرة حول اعطاء النفط لامريكا ومرة اخرى اعلن من خلال وسطاء عن استعداده للاعتراف باسرائيل ، ولكون حزب البعث يريد العودة باي شكل من الاشكال للسلطة فلا مانع لديه من تقاسم السلطة مع الشيطان لو تمكن من ذلك ، لذلك فداعش اصلا هي تشكيل بعثي صرف وبقيادات بعثية . ويحرص ابو بكر وقياداته التي تم قتل بعضها او التي لا زالت ضمن تشكيلاتة تتحرز من ضم أي من الدواعش ضمن قياداته العليا . 
يبقى بالاخير دور الشعب ، وما أفرزته المؤامرة الأخيرة من وقائع تدفع كل أبناء العراق الغيارى من شرفاء العراقيين لكي يشمروا عن سواعدهم لتصفية الحساب مع من خانوهم وطعنوهم من الخلف وسيكون للشعب حساب خاص مع البعث وازلامه ومن استمروا بالتعاون معه ، ولا تراجع عن هذا القرار الشعبي مطلقا .
 
 
1 - صناعة الموت - هذه داعش وهؤلاء قادتها - معلومات تنشر لأول مرة 2014
https://www.youtube.com/watch?v=2zC6XnoYcbc
 
 
* ناشط في مجال مكافحة الإرهاب
   www.alsaymar.org 
alsaymarnews@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وداد فاخر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/15



كتابة تعليق لموضوع : حساب الشعب بعد انحسار المحنة مع البعث الداعشي وخونة الشعب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net