صفحة الكاتب : كريم الانصاري

تركة السيستاني ؛ ماذا لو رحل السيستاني والكل راحل؟
كريم الانصاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


ما الموروث الذي يمكن أن يخلّفه هذا الرجل؟ هل من إشارة سرمدية وخلود يبقيه حيّاً في الضمير الإنساني؟

أيكون مدرسةً أو ظاهرةً ؟ أم حاله كأغلب نظائره يعيش ويذهب وينتهي الأمر؟

السيستاني لم يبن صرح مرحلة اُصولية أو فقهية أو تفسيرية، ولم نر له نتاجاً علمياً مطبوعاً، مع حديثٍ عن صعوبة بيانه التدريسي.. ومتابعاته ومطالعاته الواسعة وإحاطته بمجريات الأحداث لاتعدّ مائزاً فائقاً.

أمّا زهده وتواضعه ودماثة خلقه فهي صفات غالب علمائناومراجعنا.

أنا أدنو من غلق هذا الملف كوني لم أحصل على إشارة سرمدية تبقي هذا الرجل حيّاً في الذهن البشري،وقع بصري المتأمّل -في دفتر مدوناتي -على مكتوبة بخطّ الثلث كنت قد رسمتهافي سالف الأيام ،محتواهاقوله تبارك وتعالى\"ومن يؤت الحكمة فقد اُوتي خيراً كثيرا\" حينها استيقظت من غفلتي وصرخت : وجدتُ ضالّتي ..بالله عليكم كيف وجدتها؟

أقول: حينما ينطق السيستاني فهل تلحظون في نطقه سوى الدعوة إلى الحبّ والسلام والوحدة ونبذ العنف ،مقرونةً بالنصح وصالح الابتهال؟!

ينطق فيتكلم بلغة القوم ، فيُلزِم، سعياًمنه لتشييد اُسس الحق والعدل. يصمت وإذا بصمته تُبنى مشاريع لفهم هذا السكوت واستيعابه وتأويله ، والقلق إذ يساور هذا وذاك تتشبّث التبريرات للنأي عن دائرة الاعتراض السيستاني .

نعم ، فهذا الرجل إذا نطق ففي نطقه السكون ، وإذا صمت ففي صمته الحركة . يغادر السيستاني وإذا برحيله تعمّ الفتنة وتضطرب الأوضاع.. يعود وإذا بنار الفتنة تخمدوتنطفىء. يوافق السيستاني على اللقاء بهذا أو يرفض اللقاء بذاك ، فتغدو الموافقة والرفض ملاك الرضى وعدمه، ميزان التزكية وعدمه.

بيان السيستاني له طعمٌ آخر. ثبوت هلال العيد لدى السيستاني له مذاقه الخاص. مباركة السيستاني ،إجازته ، ..... لها مائزها. بالله عليكم فهل لمصداق الحكمة والحكيم تفسير آخر؟! وهل الحكمة إلّا العقل والتدبير وإدارة اُمور العباد بمايرضي الله ورسوله وأولياءه الطاهرين؟! وهل فوق الحكمة والخيرالكثير شيء يفوقهما؟! وهل سرمدية وخلود أرفع من سرمدية وخلود الحكمة؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم الانصاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/09



كتابة تعليق لموضوع : تركة السيستاني ؛ ماذا لو رحل السيستاني والكل راحل؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net