صفحة الكاتب : محمد الدراجي

لآ اعلم...متى نتعض ونتعلم من أخطائنا.....؟
محمد الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السلام عليكم..

 

كثيرة هي الويلات والأحداث المؤلمه التي مرت وعصفت بهذا  البلد وشعبه .ومن يقرأ ويراجع مجريات هذا  التاريخ منذ عهد الأسلام وظهور الرسالة الأسلامية وماتلاها  من عهود متتالية ومن نتائج لحروب واحتلال أراضيه وتنوع صور الأحتلال واشكاله من الأحتلال العثماني والغربي وماسبقهما . يعرجنا التاريخ الى ثورات العهود الماضية وماتلاها من متغيرات للأنظمة الحاكمة من الحكم الملكي الى الجمهوري وماخلفته نتائج هذا التغيير سلبآ ام أيجابآ .والتي نتجت عنها افرازات لواقع مجتمعي متنوع بثقافته وتعدد مذاهبه وطوائفه .

لهذا كان الشعب العراقي هو المعادلة الصعبة منذ اقدم العصور .شعب عرف بكرمه وطيبته وحبه لأرضه.شعب يعشق الغيره الوطنية والتآخي وحب الآرض . شعب يأبى ان يعيش بذل وينأي بنفسه عن أيذاء غيره. كانت ولازالت فيه الأصاله العشائرية والقبلية والثقافة العائلية السليمة هي رسالة انسانية نقلت من جيل لآخر وليومنا هذا وهي عنوان للتعامل اليومي بين افراد المجتمع  . شعب مثقف ذو تطلعات علمية وادبية أنجب خيرة العلماء والآدباء ورجال الفقه .  و لو أردنا الغوص بأعماقه وتاريخه لوجدنا فيه كم هائل من صفات  طيبة نادرآ مانجدها في شعوب الأرض أجمع.. 

ولكن...مع متغيرات الأحداث مابعد 2003 وتنديس ألأرض الطاهرة بأقدام الأحتلال الأمريكي الذي أنجس كل ذره شريفة وطاهرة في هذا البلد ومن جاء ممتطيآ دبابة المحتل .تغيرت الكثير من المفاهيم التربوية والعائلية وحتى من الفهم الخاطئ لقيم الرسالة السماوية لاأقول (( للجميع )) ولكن أقول للبعض من فئة البشر..لا أعمم على الجميع .

ولكن..مانلاحظه اليوم..من فقدان الثقة بين اطياف هذا المجتمع وزوال تلك الروح الجميله للعراقي الشهم الغيور الذي كان ( يهز الآرض ) بهامته الكبيره.هذا العراقي الذي ضحى باأغلى شئ من أجل وطنه وعزته وكرامته....ونتسأل...ماسبب ذلك..هل هو الأحتلال وماخلفه..ام هو الوضع السياسي الذي فرضه علينا ساسة اليوم...؟

شتان مابين اليوم والأمس...

اين كانت تقاليد البيت الواحد...اين كانت علاقة الأ حترام العائلي المتبادل ..اين هي صلة ( الرحم والتراحم العائلي ) ....اين هو عطف الأخ لأخيه..اين هي مقومات تربية العائلة المتماسكه..اين هو حب الوطن..اين هي روح المواطنه وحب البلد...اين هي ثقافة أحترام الشارع وسالكيه والتي أصبحت ((عملة نادرة )) في هذا الواقع المرير..اين هي  روح الأسلام ومبادئه..والله..البعض منا ( بعيد كل البعد عن الأسلام  وتعاليمه )  بل تفننه في أدراكه  لمبادئ هذا الدين الحنيف حسب أهواءه وغرائزه  ..اين حب الجار لجاره...اين نحن من الحديث النبوي الشريف ( أحب لأخيك ماتحب لنفسك )...اين هي صفة الرجولة والشهامة التي كان يتحلى بها ( العراقي ابو الغيره )..ندعي..الشئ..ونحن منه براء..اصبحنا ندور في دوامه لا ندري متى واين سوف تنتهي..اصبحنا نعيش واقعنا اليومي                                 ( نركض..والعشّه..خباز)..الكل يقول..( يمعود..خلينه نعيش..منو أبو باجر...)..وهذا ما وصلنا اليه....انجرف البعض منا وراء من يدعي الطائفية ( اللعينه ) واعتبرنا من يهتف لذلك هو الحامي للمذهب الذي ننتمي اليه..اصبحنا..فقط..لاهثين ..راكضين وراء المال..وكم سنربح..( وشكد نستفاد .....!!!) عجبي...أهذا ماكنا نطمح اليه بعد التغيير...؟ أهذا تاريخ نبينا المصطفى ( علية الصلاة والسلام ) وآل بيته الأطهار...فوالله انهم براء من ذلك .

وصلنا الى حال..لانريد ان نسمع شئ...( لاعين تشوف..ولاقلب الي يحزن )... ( المهم نعيش اليوم.....وباجر الله كريم ) والباقي في جهنم وبئس المصير...اردنا التغيير...ولم نتعض من كل تجاربنا وتجارب غيرنا ممن سبقونا ..فهو نفس الشعب منذ الأزل...صفق وهتف للماضي بكل سيئاته ....ويصفق للحاضر..حتى لو كان أسوء..

لآنلوم..أحد..ولانلقي باللوم على من دنس أرضنا..ولانلوم...ساسة اليوم..فكثير من الدول أصابها أسوء حالات الغزو بل اسوء ماعندنا وابتلت شعوبها  وأغتصبت اراضيها..ولكنها اليوم في مصاف الدول المتحضرة لا اريد أن اذكر الأسماء فالتاريخ حاضر وليس ببعيد...دعونا أن نكون صريحين مع أنفسنا أولا.....الخطأ..نحن في داخلنا....كل شئ يعود الى حاله بل أحسن..ولكن النفس والذات من يصلحها.....؟ 

متى..نتعض...ومتى نتعلم..من أخطائنأ..لقد أصبحنا في أخر قائمة الشعوب..( النائمه) والقادم أسوء..اذا بقي الحال ..نفس الحال...

عذرآ لقساوة ماطرحته...ولكن تأبى الغيره العراقية أن نقول عكس ذلك...هذا هو واقع حال اليوم.

 

                                   بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى....( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) ..صدق الله العظيم

 

لكم تحياتي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/08



كتابة تعليق لموضوع : لآ اعلم...متى نتعض ونتعلم من أخطائنا.....؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net