صفحة الكاتب : منى الشمري

تفتيت أزمة..داخل جرح عميق
منى الشمري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


لو أمعنا النظر في ثنايا الأحداث التاريخية الكبرى، لوجدنا أن الأزمة على مر العصور، تتوسط المراحل المهمة في حياة الشعوب، فبين كل مرحلة ومرحلة جديدة، ثمة أزمة تحرك الأذهان، وتشعل الصراع، وتحفز الإبداع، وتطرق فضاءات تمهد السبيل إلى مرحلة جديدة.
أصبح تاريخ القرن السابق على سبيل المثال، يشكل سلسلة من أزمات تتخللها مراحل قصيرة من الحلول المؤقتة، من خلالها نشأت أفكار جدية من اجل دراسة وتحليل الأزمة، ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر، وتأخير الأزمة اللاحقة أن تعذر تعطيلها.
كما قال: الراوي(شيرمهورن) إن الأزمة الإدارية إنما هي مشكلة غير متوقعة قد تؤدي إلى كارثة، إن لم يجر حلها بصورة سريعة.
في وقتنا الراهن- جرت أحداث غير متوقع حدوثها، تؤثر على اتساع ونمو تراكم الأزمات بكل أنواعها، غالبا ما تستبطن بوادر أزمة أخرى تجر المراحل فيه تغييرا مقبلا أخر، وتوضب الموارد المتنوعة، وشدة منافسة سياسية خاصة؛ ويكمن حدثه في طول حياة الأزمات، وهذا في ظل الأنظمة الدكتاتورية.
إن المواقف والأحداث، التي طالما تؤدي تأثيرها تغيرات ايجابية، وجادة في النتائج، حدثت لمدة تطول أو تقصر لسبب معين، يتبعها تأثر الكيان وتحوله، حسب السيطرة والمركزية الشديدة، وتعارض الأهداف والمصالح، وبذلك يتم تنفيذ الشريعة بصورة يستنتج منها أزمة، هدفها خلق الحجج ورسم مخيلة يضعها المواطن؛ قبعة على رأسه، لمنع الجهر والعلن في التخطيط ما أراد القائمون على الواقع السياسي والإداري، من تفادي مصير التقهقر والهلاك على اقل تقدير، بعد أن أصبح في التلكؤ قائلا، وفي الاعوجاج فاعلا.
بعدما اجتمع الواقع السياسي الراهن، على فك حزمة مؤلفة بأقراص(الكذب، الطائفية) واتخاذ القرارات بشكل عشوائي، هدفها طول مدة الحكم ما هو عليه، وتسكين المواطن بطرقهم الخاصة، وعدم إعطائهم مفتاح التطور والتغيير نحو الأفضل، ووضع ملفات قضايا وأحلام المواطن على طاولة المكتب السياسي كثريا كلما ضاق منها كسرت.
يعود ذلك إلى عدم وجود أنظمة حوافز ناجحة، وعدم توفير الوصف الوظيفي الجيد للمهام والواجبات، اي انه أصبح في وضعه التابع للتلكؤ والحجج، قرين يصاحب سياسة عراقية منحلا، حينذاك سيكون أعباء ثقيلة يحملها المواطن، لحين فك الصراع القائم، وصراخ المجردين.
فالطاولة تحمل زعزعة سياسة، متخلخلة غير نزيهة، بيد ما تفكك الأزمنة والحلول، ويتم تشكيل حكومة معززة، ناطقة من أطراف غير منسجمة، سيكون حينها واقع سياسي خالية من الحس الثقافي، يصعب حينذاك إلى ابسط حل ممكن حاملا جرح عميق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منى الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/04



كتابة تعليق لموضوع : تفتيت أزمة..داخل جرح عميق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net