صفحة الكاتب : وجيه عباس

كل عام وأنت بخير...سيدي ياحسين
وجيه عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

صباح الخير سيدي ياحسين، في هذا اليوم الذي خرجت فيه الى دنيا الامتحان، حملتك الصدّيقة فاطمة ووهبتك الى يديّ علي "ابو الايتام" ليكتمل وجودك الكبير، ان تكون يتيما بين يدي علي أفضل من ان يكون لك الف اب لايحسنون سوى ان يسقطوا اسماءهم على شهادة مولدك، في هذا اليوم انتظرت هطول المطر، واعلم ياسيدي الحسين انك تحب المطر، كيف يمكن لمن تحمله ايادي فاطمة وعلي ومحمد الغريب ص واله ان لايحب المطر!؟ في هذا اليوم والملائكة تناغيك مسّتك اكف محمد العظيم ص واله لأنك منه وهو منك.

كل 3 شعبان وأنت بخير ايها الطفل السماوي الذي ربّته السماء لتحط به الى مهد فاطمة، وفاطمة بضعة النبي وانت بضعتها..ودمعتها...أتيقن ان جمال الكون كان يهز مهدك الصغير أيها الصاعد الى حيث سدرة المنتهى ...بدمك، ايها الطفل المحمّدي الذي لم يكن كمثله طفل...هل رأيت طفلا يامولاي أمه الزهراء وابوه علي واخوه الحسن وجده سيد الأولين والآخرين ص واله مثلك؟.

أريد أن أفرح بميلادك العظيم لأنه مولد أمة، الأمة التي جهلته واحتفلت بذبحه عطشانا على مقربة من الفرات...اريد ان اتنفس هذا اليوم في الزمان والمكان، كيف لي أن اهنيء الزهراء بمولدك وعلي بحملك بين يديه ومحمد ص واله بدمعته وهو يعلم ان راس سبطه سوف تحمله أمته على رمح طويل الى الشام...اريد ان اطرق ابواب بني هاشم واقول لهم: وُلد الحسين هذا الصباح.

ليديك الصغيرتين وهما تبحثان عن اصابع الزهراء، وعينيك عن وجه ابيك المظلوم، ولهاتك عن مهجة اخيك العظيم...وعن تكبيرة محمد الغريب ص واله في أذنيك اللتين طهرتا من سماع الظالمين، أردت أن اقبّل الارض التي سوف تحبو عليها قرب مسجد جدك، كما قبّلت الارض التي رويتها بفيض دمك العلوي..بيديك الصغيرتين اللتين حملتا طهر العالم وهي تنطق بالألم..أريد أن أعيد ذاكرتي الى طفولتك الشهيدة بين الطفولات..ايها المحمول كرها لان أمك تعلم أنك مذبوح من القفا...ياحامل ثقل ال الرسول وانت تسير بهم الى مثواهم الاخير في كربلاء...اعلم وانت طفل أنك كنت بانتظار زينب لتتربى بين يديك الغريبتين ياسيدي.

ياسيدي الحسين: لماذا نبكي حتى في يوم ميلادك الجميل، انت يامن ملأت بيت علي بالفرحة الغالبة، وملأت قلوب محبيك بالدمعة الساكبة، ايها الصحابي الذي دفع أجور صحبته للنبي ص واله بدمه، وصحبة امه بالبكاء، وصحبة أبيه بالغربة،وصحبة أخيه الحسن بالصبر وصحبة نفسه العباس بالوفاء ورفقة زينب بالأنين، وصحبة يتاماك بحول الله وقوته، ايها الكبير وانت تهزك المهود والكبير وانت تنام في اللحود.

كل عام وانت بألف خير ياصديق العراقيين، يانافذة الغيب التي يلجؤون اليها لينظروا السموات، اقسم عليك بهذا اليوم الذي فتحت فيه عينيك على العالم، ان تكون صوت العراقيين لله ان يرحمنا بيومك فقد اتعبتنا الجراح ...رفقا بالعراقيين وأنت اعلم بهم من أنفسهم...لقد تعبنا ياابا عبدالله...بحق طفلك الرضيع اشفع لنا عند الله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجيه عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/02



كتابة تعليق لموضوع : كل عام وأنت بخير...سيدي ياحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net