صفحة الكاتب : نبيل القصاب

مدينة كركوك ... ومرحلة الأنتقال الى الأستقرار .
نبيل القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مدينة كركوك , مدينة التأخي والأخوة والوئام لجميع الأطياف العراقية , لها مكانة خاصة للكورد والتركمان شاء ماشاء وأبى من أبى . والتاريخ شاهد على ذلك , وتعرضت المدينة لشتى انواع التغيير الديموغرافي  والأضطهاد لسكان المدينة من الكورد والتركمان حصرا ً من قبل  الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية . وبالأخص خلال عقبة حكم نظام الدكتاتورية البعثية .
بعد احداث اسقاط وهزيمة الطاغية عام 2003 وتشكيل أول حكومة عراقية ومجلس النواب عبر صناديق الاقتراع , وكتابة الدستور بموافقة جميع الأطراف , بالطبع كان ولابد من وضع حد للقتال والحروب والثورات في العراق , واعادة العراق الى الساحة الدولية , وكانت على عاتق الحكومة ومجلس النواب في أول أختبار , اعادة الحقوق القومية والوطنية لجميع الأطياف , وحل المشاكل العالقة لسنوات طويلة بين الكورد والحكومة المركزية . وبالفعل تم تثبيت المواد الدستورية وبالذات المادة 140 لأيجاد الحلول الجذرية للمناطق الملتهبة بين أقليم كوردستان والحكومة المركزية .
منذ ذلك الحين بين مد وجز بين الطرفين , لم يتم تحقيق أية نتيجة أيجابية , ولم يتم تطبيق المواد الدستورية من اجل تهدئة الأوضاع بين الأطراف . والأسباب كثيرة منها تدخل دول الجوار , عدم جدية نية الحكومة المركزية في حل الأمور , عنجهية بعض الأطراف على حساب الأخرين , تدخل جهات خارجية من أجل مصالحهم , خلق الفتن القومية وخلق التوترات في تلك المناطق وبالأخص مدينة كركوك .
لو تركنا كل الامور جانبا ً وبحثنا الأمور الأجتماعية في مدينة كركوك , لايختلف أثنان في القول أن الكورد والتركمان عاشوا منذ الأزل أخوة وتعايشوا سوية تحت لهيب نار بابا كركر , رغم حلاوتها ومرها واحداث مأساوية حدثت ايام زمان , من جراء الفتن وتدخل الأخرين .  لكن أستمرت الحياة وتجاوزا وللطرفين ملايين الأحفاد , ولم يكن في يوم من الأيام التفرقة بين الكوردي والتركماني .ولو تم اضافة فقرة في استمارة الاحصاء في المدينة سنجد أن 50%  قومية الام كوردية والاب تركماني وبالعكس . وهذا اكبر دليل على التعايش السلمي في المدينة .  
المشكلة الرئيسية تكمن في التدخل الخارجي وعدم توافق أطراف الأختلاف , كان هناك تقارب في العديد من المحاولات ولكن بائت بالفشل جراء المصالح الشخصية والخوف على الكراسي . وانقسام قرارات الأطراف وتشعب الأتفاقات العلنية وغير العلنية . واتفاق بعض الأطراف مع أعداء قضية المدينة عنادا ً أو ضمن اتفاقات أنتخابية ومصالح شخصية , بالأضافة الى ضرب مصالح الأطراف الأخرى من أجل تأخير تطبيق الأتفاقيات وتنفيذ مواد الدستور على جميع الأطراف .
اعتقد لاحت في الأفق أتفاقات جديدة بين الأخوة الكورد والتركمان من أجل أيجاد الحلول المناسبة , وتنازل الأخوة الكورد عن بعض المتطلبات والمناصب للتركمان , خصوصا ً بعد أن قدم كل من السيد عبدالرحمن مصطفى , محافظ كركوك , والسيد رزكار علي , رئيس مجلس المحافظة , أستقالتهما وتعيين  السيد نجم الدين كريم , محافظا ً جديدا ً , والسيد حسن توران , رئيسا ً لمجلس المحافظة . كخطوة جيدة من اجل اعادة الثقة وتقسيم المناصب بين الأطراف , والأعتراف بوجود القومية التركمانية وعدم تهميش دورهم في المدينة .
في نفس الوقت نثمن جهود السيد المحافظ المستقيل والسيد رئيس مجلس المحافظة , حيث حاولوا بكل الطرق استقرار اوضاع المدينة  ,  لكن التغيير كان من متطلبات الحلول المناسبة في المدينة , ونقدر أن نقول أن تأثير الثورات العربية في المنطقة وأحداث مدينة السليمانية ,ومدن العراق   , كانت للمدينة تأثيرا ً أيجابيا ً على السادة المسؤولين في أعادة ترتيب الأوراق .
من أجل عدم أعطاء الفرصة لأعداء المدينة , وخلق التوترات , نتمنى الأستقرار والتعايش الأخوي لجميع الأطراف , والجلوس حول طاولة مجلس المحافظة والعمل يدا ً بيد من أجل كركوك وأهالي كركوك , ووضع الخلافات جانبا ً وأزاحة الحقد من القلوب . والتوقف عن الحملات الأعلامية بين الأطراف وتبادل الآتهامات , وعلى جميع الأطراف توحيد كلمتهم وبالآخص الأخوة التركمان , عليهم ترتيب البيت التركماني وأيجاد قيادة حكيمة , لآن هناك تهميش بين الأطراف , وعدم الآعتراف بين الأطراف , وشخصيات قديمة بعقول قديمة . لآن مدينة كركوك بحاجة الى النهضة والعمران والتطوير من كافة النواحي . وبحاجة الى الاستقرار والأمان , ويكفي ماحدث خلال قرن من الزمان من فتل وترهيب وأضطهاد وأعتقال وتهجير وتغيير الهوية .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل القصاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/04



كتابة تعليق لموضوع : مدينة كركوك ... ومرحلة الأنتقال الى الأستقرار .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net