صفحة الكاتب : برهان إبراهيم كريم

وهل من أجوبة على هذه التساؤلات؟
برهان إبراهيم كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يتعامل بعض العرب والمسلمين  في الشريعة والتاريخ والسياسة بما لا يرضي الله رب العالمين. وكأن تعاملهم نوع من الذكاء يفوق خبرة السابقين من الحكماء والساسة  ورجال الفكر والعلماء. وكم نتمنى على السادة العلماء من رجال الدين والساسة العرب والمسؤولين أن يتكرموا علينا بتوضيح هذه الأمور التي باتت تحيير العقول, بحيث باتت لا تستوعب بعض فتاوى رجال الدين, وخطط السياسيين التكتيكية والاستراتيجية, وتحركاتهم العربية والإقليمية والدولية, وتصريحاتهم وخطاباتهم في المحافل العربية والدولية. وليعذرن عقولنا  عن عدم الفهم هذا, ربما لأنها متخلفة أو أنها قاصرة عن فهم  واستيعاب جهودهم وتصريحاتهم وفتاويهم. أو لأن اعلامنا العربي والاسلامي العتيد شوه وزيف وحور الكثير من الأحداث والوقائع بجهود بعض شخصياته في برامجهم المثيرة للفتنة والجدل لأن مقتضيات تحقيقهم الشهرة وحصد الكثير من الأموال يكون بجعل الأحداث عصية على الفهم: وأهم  الأسئلة المحيرة هي:

·       لماذا يتفاخر بعض المسؤولين العرب والمسلمين بعلاقتهم  الوطيدة بالولايات المتحدة الأمريكية, ووصفها بالعلاقة الاستراتيجية والمستقرة والثابتة؟

·       ولماذا يتزلف البعض لصداقة الولايات المتحدة الأميركية, أو يتسول دعمها ومساندتها  لمساعدته في حل قضايا  عربية أو إسلامية, أو أمور تخص أوطانهم ومواطنيهم؟ وهل نسي هؤلاء دماء العرب والمسلمين ودماء أبناء وطنهم الذين قتلوا على أيدي القوات الأميركية, أو بالسلاح والمساعدات المالية الذي قدمته واشنطن للجيش الإسرائيلي؟

·       ولماذا يتسول البعض الدعم والصداقة ممن استعمروا وطنه لقرون أو عدة عقود؟

·       وهل  من هدف نافع ومفيد لتأجيج الصراع العربي _العربي, والصراع الاسلامي _الاسلامي؟ أم أن هذا التأجيج الهدف منه طمس الصراع العربي الصهيوني, وتسهيل تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية وخطة التطبيع مع الكيان الصهيوني؟

·       ولماذا غفر البعض من العرب والمسلمين  للولايات المتحدة الأميركية ذنوب اعترافها بإسرائيل, ودعمها لإسرائيل بالمال والعتاد والسلاح, وجريمة تأييدها لإسرائيل في كل اعتداءاتها وعدوانها على العرب والمسلمين. وصفحوا عن عدوانها على الصومال واحتلالها لأفغانستان والعراق, بينما لم يغفروا للروس ذنب اعترافهم  بإسرائيل, مع أنهم وقفوا مع العرب, وقدموا لهم  مختلف أنواع الدعم وخاصة الدعم بالسلاح والذخيرة والعتاد. ودعموا مواقفهم  في المحافل الدولية طيلة أكثر من 7عقود؟

·       ولماذا تصرف على أجهزة الاعلام الرسمية والخاصة ملاين الدولارات لإنتاج برامج ترفيهية وتهريج وهرج ومرج  ومسلسلات متنوعة لإضاعة الوقت ليتم عرضها خلال ليالي شهر  رمضان من كل عام, بينما قوانين بعض الولايات في الولايات المتحدة الأميركية  تغلق الخانات وتحظر بيع الخمور في ليلة ويوم ميلاد المسيح احتراماً لمناسبة ميلاد المسيح عليه السلام ؟ علماً بأن شهر رمضان الكريم هو شهر عبادات وطاعات, والله هو من فرضه على العباد. وتعظيم شعائر الله من تقوى القلوب.

·       ولماذا  تتطوع بعض الأنظمة العربية والإسلامية للمشاركة في الحرب الأميركية على الإرهاب, وفق التعريف والتصنيف الاميركي والاسرائيلي والغربي للإرهاب؟

·       ولماذا هذا الكرم الحاتمي من بعض الانظمة العربية والاسلامية لخدمة واشنطن, وحتى  إصدارها قرارات بتصنيف بعض الحركات الاسلامية  والاحزاب العربية والاسلامية على أنها منظمات إرهابية. بينما هي تلتزم  الصمت عن الإرهاب الإسرائيلي الذي يمارس على العرب والمسلمين  والمقدسات الإسلامية, ولا تتخذ القرارات بتصنيف بعض الاحزاب والمنظمات الصهيونية وقادة إسرائيل على أنها إرهابية وإرهابيين؟

·       وأليست دعوات بعض الأنظمة العربية والاسلامية  للمسؤولين الإيرانيين لزيارة بلدانهم , وزيارات مسؤولين عرب وإسلاميين لإيران دليل على بطلان ادعاءاتهم  التي يروجونها بأن مصدر الخطر الذي يهدد العالم العربي هو ايران وليست إسرائيل؟

·       وكيف تمكنت  الصهيونية من تحقيق مقررات مؤتمر بازل الذي عقد في سويسرا عام 1897م القاضية بإقامة كيان صهيوني في الارجنتين أو اوغندا أو سيناء أو فلسطين لتجميع اليهود من جميع انحاء العالم فيه, حيث أقامت  خلال نصف قرن على انعقاده كياناً لليهود في فلسطين. بينما عقد العرب والمسلمون أكثر من ألف مؤتمر رسمي وشعبي  وحزبي وخطابي, و25 مؤتمر قمة عربية, ومثيلها من مؤتمرات القمة الإسلامية خلال أكثر من نصف قرن, ولكنهم لم يحققوا  من شيء على أرض الواقع, سوى  قرقعة إعلامية فقط ووعود لم ينفذ منها شيء. كما أن قرارات وتوصيات هذه المؤتمرات انتهى مصيرها لتكون حبيسة الملفات ودروج المكاتب؟

·       ثم كيف استطاعت إسرائيل أن تفرض نفسها على دول العالم على أنها دولة ديمقراطية, وأن ديمقراطيتها فريدة ومتميزة حتى عن الديمقراطيات الغربية والأميركية. بينما ما يزال العالم العربي والاسلامي متهم بمعاداته لقيم الحرية والديمقراطية, وشعوبه تشكوا من استمرارية أنظمته الديكتاتورية  واجهزتها القمعية والأمنية وتزوير الأصوات في الانتخابات, وعدم الالتزام بالدستور والقوانين النافذة منذ فجر الاستقلال؟

·       ولماذا  تعيش البرلمانات في معظم دول الغرب والشرق ولاياتها الدستورية بأمان وتجسد قيم الديمقراطية, وتعطي الاستقرار السياسي  أبعاده, وتشجع على الاستثمار, وتنشط الاقتصاد,  وتوفر الأمن والأمان وتحمي امن بلادها القومي ,بينما معظم البرلمانات العربية تتعرض للحل وإعادة إجراء الانتخابات كل عام أو عامين, وحتى إن عمرت فإنها لا تشجع سوى النزعات الطائفية والإقليمية  والقبلية والعشائرية؟

·       ولماذا يصرف من اموال على الاعلام العربي يفوق أضعاف مضاعفة مما تصرفه المنظمات الصهيونية العالمية وإسرائيل, ومع ذلك لم تثمر جهوده سوى عن جهود هزيلة ومتواضعة لا تقاس بما حققه الاعلام الصهيوني ؟ علماً بأن وسائطنا الاعلامية وحشودها من الاعلاميين أضخم وأكثر عدداً وعدة من إعلام  الصهيونية وإسرائيل.

·       ولماذا ينتهج بعض الزعماء والساسة ورجال الدين وحتى بعض العسكريين الخطاب التحريضي الطائفي  أو المذهبي أو العشائري منذ الاحتلال الأميركي للعراق وحتى الآن؟ وهل من يتكرم  ويذكرنا بأية إنجازات حققها هذا الخطاب عبر التاريخ؟

·       ولماذا  هذا الفرح والطرب والسرور من سائط الاعلام العربي والاسلامي و بعض الفضائيات وهم يتنافسون  لزيادة أعداد من يقتل  أو يهجر من العرب والمسلمين؟

·       وهل من فائدة من أنهماك بعض وسائط الاعلام العربي والاسلامي من نقلهم أخبار عمليات التدمير والتفجير والذبح  والقتل التي يتهمون فيها الانظمة والحركات الاسلامية المتطرفة سوى التحريض على أعمال القتل والثأر, ومنح واشنطن و دول الشرق والغرب حق اتهام المسلمين بالإرهاب واتهام الدين الاسلامي بأنه دين إرهابي. والتبرير لهم بحق مطاردة  واضطهاد العرب والمسلمين في بلدانهم على أنهم إرهابيين؟

·       وألا يحز في النفوس أن نسمع  مسؤول أو سياسي عربي أو مسلم, يقول:  نحن  متفهمين للمواقف والمعايير  الأوروبية  والغربية والأميركية. بينما هو يتوسل منهم تفهمه لمواقفه, حين يتابع كلامه قائلاً : ونتمنى عليهم أن يقوموا بتفهم موقفنا؟

·       ولماذا تحور وتزييف وسائط الاعلام العربية والاسلامية  الحرب الكونية على العروبة والعرب والاسلام والمسلمين إلى أنها حرب كونية على العالم يشنها العرب والمسلمين؟

·       وما مدى صحة فتاوي بعض العلماء بجواز استعانة العرب والمسلمين بحلف الناتو وغيره من القوى الأجنبية على أبناء جلدتهم, مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستعن على قومه حين هجروه من مكة وآذوه بالإمبراطورية الفارسية أو البيزنطية؟

·       وما هي الحكمة  من تهزيل  كل من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وعدم الالتزام بميثاقيهما لحل الخلافات العربية _العربية أو الإسلامية_ الإسلامية, واللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لحل  الخلافات  الداخلية والعربية والاسلامية؟

·       ولماذا تقاتل وتسميت بعض الانظمة العربية والاسلامية  لنزع أسلحة دول عربية وإسلامية؟  وهل من مستفيد من نزع الاسلحة غير كل من واشنطن وإسرائيل؟

·       ولماذا جاءت ثمار ما يسمى بالربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن بما هو غير المرجو والمتوقع. حيث الشكوى من فقدان الأمن وعودة العسكر للحكم من جديد, وتصاعد نشاط الارهاب, وثنائهم  على دول ليس فيها من دساتير أو انتخابات ؟

هذه الأسئلة نضعها بتصرف السادة العلماء ورجال الدين والساسة  الكرام من العرب والمسلمين كي يتكرموا بالإجابة عليها مشكورين غير مأمورين, ليرشدونا بأجوبتهم إلى الطريق الصحيح وأجرهم على الله الذي سيجزيهم حسن الثواب, لينقذونا من حالة الضياع, ويجنبوننا السير على طريق خاطئ يتحملون جزء من وزره يوم لا ينفع مال ولا بنون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


برهان إبراهيم كريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/24



كتابة تعليق لموضوع : وهل من أجوبة على هذه التساؤلات؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net