صفحة الكاتب : علي محمود الكاتب

هل هو صلح بالقطعة ؟!
علي محمود الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعيش الشعب الفلسطيني هذه الأيام أحوال نفسية متضاربة ومتقلبة، أقل ما نستطيع وصفها به، بأنها مثل إنسان أجبر عل ابتلاع وجبة دسمة بيوم شديد الحرارة من أيام الصيف، قدمت له على مائدة من الريبة والحذر !
فلقد تحولت لدى شعبنا مشاعر الحزن والفرح والتفاؤل والتشاؤم الى مسألة نسبية ومرضية ، لان العقول ما زالت لا تصدق ان هناك صلح حقيقي بين حركتي فتح وحماس !
فلا غرابة ان قلنا ان جموع الشعب لا يهمها كثيراً تلك الاحتفاليات بالشاطئ أو بانوراما القبلات وتوزيع الابتسامات على شاشات التلفزة ، لأنه وحتى اللحظة لا جديد في الأمر ولم تظهر أيا من ايجابيات هذه الخطوة !
فالمواقع الالكترونية والصحف والغرف المظلمة غارقة في بحور من التنبؤات والتصريحات التي لا شواطئ لها ، فالجميع موقن أن الفرج مازال بعيداً والطريق صعبة وخاصة فيما يتعلق بسكان غزة الذين بات لديهم عقيدة ان ما يحدث ربما هو على قاعدة "سيب وانا أسيب" وأنا "عيل " اذا لزم الأمر ! 
وليس ببعيد أيضاً عن أحساس الشعب ، توقعات المجموع الوطني الذي يخشى ان يكون الفشل هذه المرة أيضاً ، حليف هذه الخطوة ، لكثرة الملفات الشائكة والمهمة والدسمة التي لم يتم التطرق لها ولم يعرف مصيرها  !
ومن هنا نستطيع ان نفهم هذا الحجم من التشاؤم الذي يعانيه الشعب بكل طوائفه ويجعلنا نطرح السؤال الهام  "لماذا كلما أقتربنا من الحلم بتحقيق الوحدة الوطنية ابتعدنا عنها أكثر"؟!
ربما الإجابة تكمن في باطن كثرة الاتفاقيات وأسباب عدم نجاحها طوال هذا الزمن من الانقسام ولماذا لم ينفذ أي من بنودها ولو لمرة واحده ، فالوطن يحتاج لتطبيق القانون قبل البحث عن قواسم مشتركة للاتفاق ، والوطن يحتاج منا العمل بضمير لنعيش فوق أرضه بسلام اجتماعي ورخاء أو حتى قد نقبل الحد الادني من الحياة الذي يكفل كرامتنا كبشر !
فالصلح وإنهاء الانقسام لا يجب ان يكون وكالعادة التي مورست بأعوام الانقسام المنصرمة، مجرد احتفالية هنا أوهناك وأوراق كثرت عليها أختام وتوقعيات المتحاورين ولقاءات وتساؤلات ومناظرات وتصريحات وتنبؤات بمن سيمسك الحكومة ومن هم  وزرائها ، فهذه كلها تفاصيل يفترض الا تكون الأساس في الأمر ، وإنما الصلح الحقيقي هو بالوقوف على جوهر المشكلة وحلها من جذورها ووفقاً للقانون ، فلا يجوز ان يكون الحل وفقاً لنظام "سيب وأنا أسيب" ، فاليوم يسمح هذا الطرف بإدخال جريدة القدس ويفرج عن بعض المعتقلين وبالمقابل يدخل الأخر الى الطرف الثاني جريدة الرسالة والسماح ببعض التسهيلات هنا أو هناك !
ورغم أننا وبالطبع نبارك الخطوة ولا نقلل من شأنها ومثلنا ربما هناك متفائلون كثر يرفعون أكفهم بالدعاء لرب الأرض والسموات ، أن تكون خطوة أولى على الطريق الصحيح ولكن ما يخشاه الجميع ان يكون هذا الصلح بمثابة اتفاق جديد غايته دحرجة الانقسام الى الأمام   والحفاظ على استمرارية  تفاصيله ، وليس تطبيقاً لخارطة طريق هدفها الاستراتيجي تحقيق الوحدة على أسس وطنية سليمة يكفلها القانون ! 
لقد حان الوقت ليبلغ المواطن سن الرشد السياسي والوطني ، وليصرخ في وجه قادته وفصائله ويطالبهم بنبذ الكراهية والحقد والتشرذم وأن يدعوهم للجلوس حول طاولة للحوار الوطني الجدي والشامل والذي لا يستثنى منه أحداً؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمود الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/23



كتابة تعليق لموضوع : هل هو صلح بالقطعة ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net