رسالة مفتوحة إلى أبناء الشعب الليبي وجيشه الوطني

 بيان تضامني مع حركة الكرامة في ليبيا لاستعادة الدولة المدنية

 
رسالة مفتوحة إلى أبناء الشعب الليبي وجيشه الوطني
 
انطلق الشعب الليبي بثورته الشعبية بخطى سلمية الأدوات لولا اتجاه العنف الدموي للنظام الدكتاتوري المهزوم ولمن دفع باتجاه عسكرتها بقصدية استغلال غبار المعارك لإيقاع أفدح المآسي والكوارث وأكبر الخسائر والضحايا انتقاماً من الشعب! وبعد انتصار الثورة بفضل عزيمة الشعب ووحدته وتمسكه بأهدافه النبيلة في التحول باتجاه بناء دولة مدنية واختيار طريق الديموقراطية، لم يسلم الشعب من تلاعب قوى استغلت الظروف المرتبكة ونظمت نفسها بمجاميع مسلحة وباتت تفرض بلطجتها مستبيحة كل القيم الإنسانية السامية مغتصبة الأعراف والقيم العليا للشعب الليبي.. وأوغلت تلك القوى بالاعتداءات والتجاوزات التي تدنت وانحطت لمستويات خطيرة. فلم تكتفِ باغتصاب السلطات ومحاولتها تقطيع أوصال البلاد بل راحت تقوم بجرائم التصفية الوحشية لخيرة أبناء وبنات البلدات والمدن الليبية؛ لتفرض قسراً نهجها المتشدد المتطرف وهي تتخفى تحت مظلة تكفير الناس في وقت يعرف الليبيون أنفسهم بأنهم الأوضح في تمسكهم بقيمهم ومعرفتهم صحيح دينهم، حيث الاعتدال ورفض الغلو فيه كما ورد بكل النصوص المقدسة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة.. 
إنَّ تلك الجماعات والميليشيات المسلحة من تيارات التأسلم السياسي الدعية إنما تحمل خطاباً تضليلياً وتحاول أيضا بجبهة أخرى تسويق وجودها عبر حركة الأخوان المنافقين تلك الحركة السياسية التي ما دخلت بلداً إلا وأعملت فيه تخريباً وتدميراً وتضخيماً لأرضية الجريمة وحركات الإرهاب، إرهاب المجتمع وبلطجته بمقاصد ومآرب سياسية بحتة بذريعةٍ مخادعةٍ بادعاء كونهم حركة دعوية، وهم كما برهنت أفاعيلهم الأبعد عن الدين والمتدينين. وعليه فمعركة الشعب الليبي هي مع هذه الحركة الدخيلة  الغريبة على المجتمع وتبعا لذلك مع قوى الإرهاب التي استباحت كل شيء ولم تراعِ حرمة في أهلنا بليبيا. ومن هنا فقد تظاهر سلميا الليبيون الشرفاء وأخواتهم الشامخات بهم ضد قوى الظلام والتخلف والجريمة وناضلوا طوال سنوات الثورة كيما يعيدوا لليبيا استقرارها ويطبعوا المسيرة سلميا  للشروع بعمليات البناء.. إلا أنهم واجهوا أعمال البلطجة الإرهابية وجرائم الاختطاف والاغتصاب والاغتيال والتقتيل بمحاولة لإخضاعهم؛ ولكنهم قبل غيرهم يدركون أنه ما انحنى ليبي عندما تعلق الأمر بشرفه وكرامته ودفاعه عن وجوده وحقوقه..
فكان موعد الليبيين والليبيات مع حركة كرامة ليبيا بقيادة رجالاتها من طلائع جيش ليبيا الوطني؛ لكي يستردوا المبادرة ويعيدوا الأمن والأمان ويفرضوا سلطة القانون ويفكوا أسر أهاليهم في مدن ليبيا الجديدة الحرة من اختطاف قوى ميليشياوية مريضة دخيلة هجينة ومدعومة من أصابع تريد الضرر بشعب ليبيا. وليبدأ عهد بناء الدولة المدنية. 
إن حركة كرامة ليبيا، ليست انقلابا عسكريا بل ثورة كرامة شعبية تستجيب لنداء الشعب بعد أن فاض به واستنفد كل جهوده السلمية. ثورة شعب ليبيا ضد زمن العسكرة الميليشياوية وعبثها بالقيم واستباحتها الأعراف والأخلاق وللرد على استفحال جريمة الفساد ونهب الثروات بل المتاجرة بالإنسان الليبي الأمر الذي لا يمكن يوما أن يرضخ له ليبي كريم النفس عزيزها.
لقد أعلنت قيادة جيش ليبيا موقفها وتحملها مسؤولياتها الوطنية دفاعا عن الشعب وعن حقه في تقرير مصيره ورفض الخنوع لدعاة التشدد والتطرف والحروب العبثية التي يريدون إدخال شعب ليبيا في دواماتها خدمة لمآربهم الدنيئة ولمن وراءهم خلف الحدود. وهذا الإعلان النابع من القلوب المؤمنة بالشعب وقيمه السامية النبيلة يتضمن خطوة إنهاء الميليشيات الإجرامية المدعية للتأسلم الكاذب والمكفِّرة زورا وبهتانا للمجتمع الليبي المؤمن. وتاليا تريد حركة الكرامة ممارسة السلطة المدنية بعيدا عن سطوة الأخوان وقوى العسكرة الميليشياوية..
إن عملية الكرامة يجب أن تمضي إلى أمام بلا تردد وبلا قبول لكل المناورات. ويتطلب هذا الأمر ونجاحه الآتي:
1. انضمام كل قوى الجيش الوطني للحراك والانضباط في إطار قيادته الوطنية.
2. أن تتحلى القوى المخلصة لليبيا الحرة من عناصر ربما تورطت بالانضمام لأية ميليشيا بالانسحاب الفوري من تلك الميليشيات الإجرامية. إذ لا قوة عسكرية في ليبيا المدنية سوى الجيش الوطني الليبي.
3. أن تجد القيادة الوطنية الليبية وسائل التحالف الأممي المناسب إقليميا دوليا بما يعزز فرص النجاح بعيدا عن ضغوط المؤامرات المعروفة.
4. أن تلتف القوى الشعبية من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني حول حركة الكرامة فورا وتعلن التأييد التام وتنسق تنظيميا مع ثورة الجيش الوطني.
5. أن يتم السير بانضباط تام بخارطة طريق الانتقال إلى السلطة المدنية على وفق ما تقتضيه الظروف.
6. أن يتم استحداث لجان شعبية في المدن والمحلات لتأكيد صوت الشعب والتفافه حول الجيش الوطني بقيادة موحدة لا تنشغل بسجالات ترتيبات تنظيمية ليس وقتها.
   7. رفض كل المبادرات الآتية من تشكيلات الفساد السابق وكل القوى التي تدعي مدنيتها وهي مظلات لقوى التطرف. ورفض أية تدخلات أجنبية للتسوية بين الظالمين ممن أجرموا وبين ثورة الكرامة فلا حياد بين ثورة الكرامة والشعب الليبي وبين أعداء ليبيا وشعبها.
امضوا بصلابة ووضوح في خطواتكم ولا تخشوا التهديدات بجركم لحرب عبثية فأنتم أهل للدفاع عن وجودكم اليوم قبل الغد وقبل استفحال سرطان الأخوان المنافقين وميليشيات التطرف الضلالية.ولا تتراجعوا ولا تنخدعوا بالمراوغات. ولدينا الثقة الوطيدة بإدراككم كل تفاصيل الوضع وبصواب خطوات جهودكم الميمونة. وتأكدوا من أن المجتمع الدولي الأممي يؤكد تضامنه معكم ولا مصالحة مع المجرمين ولا مفاوضات مع الميليشيات التي استباحت الشعب وقيمه ولا مراوغات ولا مداهنات مع قوى الضلال.. 
بورك فيكم وثورتكم شعب ليبيا وجيشه الوطني الحر الأبي ومعكم في ثورتكم ومساركم لتطمين مطالب الشعب ببناء دولته المدنية الحرة المستقلة التي تخدم شعب ليبيا لا أعدائه.. وها هي بجواركم ثورة تشارككم الهدف ذاته وتصارع القوى الظلامية الضلالية ذاتها فالنصر لكم.. ونشد على أياديكم ونعلن تضامننا  الكامل مع جهود بناء وجودكم الوطني الديموقراطي سلميا لضبط الأوضاع بقوة وحزم وحسم ضد كل القوى العنفية.
 
أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان 
رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/23



كتابة تعليق لموضوع : رسالة مفتوحة إلى أبناء الشعب الليبي وجيشه الوطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net