صفحة الكاتب : سيف الدلي

من قصص الحصار ............ مقعد في التاتا
سيف الدلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من منا لا يتذكر (التاتا ) وهي وسيلة نقل دخلت للعراق بعد احتلال الكويت سنة 1990 ، كانت هذه الوسيله من اكثر الوسائل شيوعا لنقل الركاب وخصوصا محدودي الدخل وهو حال اغلب العراقيين خلال فترة الحصار ، كانت هذه السياره تنقل 200 شخص على اقل تقدير رغم سعتها التي لا تتجاوز ال50 شخصا والمتبقي واقفين في ممرات السياره ... عند الابواب.... في حضن السائق واحيانا على اكتاف السِكن اي ( جابي الاجره ) ، كانت رحلة التاتا طويله جدا بحيث تحصل فيها حالات تعارف وصداقات وزيجات في احيان اخر ، وما يميز سائق هذه الحافله انه من الممكن ان يقف الى قطه تسير في الشارع املا بان تركب هي الاخرى في هذه الحافله ويصبح العدد 201 بدلا من 200 ، ورغم كل هذه المتاعب والشعور بالاهانه الا اننا لم نشعر يوما بفقدان الامان ولن نخاف ان ياتي احدهم ويفجر نفسه بيننا فقد كنا نثق باخينا العراقي بانه يخاف علينا مثل خوفنا عليه لان ما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا .
قصتي تبدء في احدى صباحات ايام الحصار سنة 1998 وانا متوجه الى كليتي وصعدت من منطقة كراج البياع متوجها الى باب المعظم وهي رحله تستغرق بالعاده ثلث ساعه ولكن في التاتا قد تصل مدة الرحله الى الساعه والنصف .
عموما و في هذه السياره العجيبه ( التاتا) صعد رجل كبير في السن انيق على اناقة الخمسينات والستينات وانت تنظر اليه والى ملبسه واناقته تعرف جيدا ان هذا الرجل كان يوما ( استاذ جامعي او مدرس ومربي فاضل او قد يكون دبلوماسيا سابقا ) ولكن الحصار هو من كسر ظهره كما كسر ظهور الكثيرين، وصعد هذا الرجل من محطه قرب كراج البياع متجها الى باب المعظم وفعلا ظل هذا الرجل واقفا يُدفع به يمينيا وشمالا صعودا الى اعلى السقف ونزولا الى ارض الممر في الحافله ، يضرب كتفه كل من هب ودب ولم يقف له احدا ليجلسه في مقعده ، لم يتحرك احد ساكنا لهذا الرجل الذي تحترمه من اول نظرة الى عينيه ، وقبل وصول السياره الى محطة باب المعظم وقف شاب وقال له : اجلس يا عمي ، فضحك الرجل وقال بصوت مرتفع بعد ان تذوق طعم الالم والحسره والتعب والاجهاد والذل : كلكم تريدون ان يترك صدام حسين كرسي الحكم وانتم لم تستغنوا على كرسي في تاتا .
هذه القصه كنت انا شاهد عليها وعلى تفاصيلها رجلا نطق الحق دون خوف ، رجلا كان من الممكن ان يعدم على هذه الكلمه ولكنه قالها مؤمنا بها وها انا اقولها عندما اجد ساستنا مازالوا متمسكين بالكرسي رغم فشلهم فلا تعتبوا على صدام ان تمسك في كرسي حكم العراق لانكم لا تختلفون عنه كثيرا في حبكم للكرسي كما كان حب الاخرين في كرسي التاتا ، والحليم تكفيه الاشاره


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف الدلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/22



كتابة تعليق لموضوع : من قصص الحصار ............ مقعد في التاتا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : Zaid ، في 2014/05/22 .

و هذا الشي هو حقيقي جدا لانه لا يوجد شخص مستعد ان يتنازل عن هكذا منصب منتفع منه او بالاحرى المقعد ( الكرسي ) و في حقبة زمنية في نفس الوطن العراق كان البلرمان موجود ايضا و كان راتب الشهري للعضو البرلماني هو نفس الراتب الشهري للمدرس غير انه لا يحق لعضو البرلمان السفر و لا يوجد له تقاعد بعد انتهاء عضويته في البرلمان وانا متاكد لو ان الزمن دار و اصبح نفس الشي اليوم لتنحت كل الشخصيات عن كراسيها و توجهوا الي التجارة العامه .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net