صفحة الكاتب : زين هجيرة

أقصوصة ضيف منتصف الليل
زين هجيرة

  يقال أن كل ما يحدث في الظلام ظلم

و ما يعطى تحت الطاولة إثم
و ما يدخل من النافذة شؤم
لم يكن سليم يعرف أن الليالي الطوال التي يمضيها مع رفاقه في المقهى ستقلب حياته راسا على عقب و يدفع ثمنها غاليا جدا..
تعود على السهر مع أصدقائه في نفس المقهى الموجود في الحي الذي يسكن فيه مع أسرته الصغيرة ..زوجته و ابنته التي لا يتجاوز سنها العامين ...
كلما انهى عمله مر على السوق ليقتني لزوجته و ابنته ما تحتاجانه ثم يدخل الى بيته منهكا فيغير ملابسه و يأخذ قسطا من الراحة منبها زوجته ألا تزعجه . فيغط في النوم الى ان يسمع مزمار سيارة احد الرفاق فيقفز من سريره يغير ثيابه مرة اخرى و يخرج ليعود منتصف الليل او قرب طلوع الفجر و كانت هذه احب العادات الى نفسه منذ ولادة ابنته 'هبة' و كان الصغيرة تعوض وجوده بجنب امها.
يخرج سليم مع رفاقه ليمضي ساعات و ساعات في لعب الورق و اللهو و تجاذب الحديث مع رفاقه عن ذكريات الطفولة في الحي العتيق احيانا و ذكريات الدراسة و شقاوة الشباب احيانا اخرى............
كلما تملك الزوجة الخوف هتفت له فيرد انه سياتي بعد ربع ساعة لكنه لا ياتي الا بعد منتصف الليل و يكون قد تعب من الحكايات و اللعب...و استمرت حياتهما على هذه الحال حتى اصبح كلما خرج غلق جواله حتى لا يسمع صوت زوجته و هي تتوسل اليه كي يرجع الى المنزل.
و في ليلة ظلماء رن هاتف الزوجة ففرحت ظنا انه سليم لكن لا الرقم رقمه و لا الصوت صوته -من أنت؟
فرد صاحب الهاتف .-اعذريني سيدتي كنت أظنك أختي.
غلقت الهاتف هي الاخرى و بقيت تنتظر عودة الزوج الشبح و تعود سليم على رفاقه و الخروج معهم حتى ايقنت الزوجة انه قد يستغني عنها و ابنتهما و لن يستغني عن رفاقه مهما كان.
و تعودت هي كذلك على صوت صاحب رنة منتصف الليل فيكلمها عن وحدته و عن زوجته التي تكاد تسكن مع والديها و تكلمه هي على وحدتها و ما تعانيه من عدم اهتمام زوجها بها...
مرت الايام و الاسابيع فالشهور حتى اصبحت الزوجة لا تستطيع هي الاخرى الاستغناء عن ذلك الصوت الملائكي(الشيطاني) الذي يؤنسها و ملا عليها فراغا كانت تظنه ابديا....
تطورت العلاقة بين زوجة سليم و صاحب الصوت الملائكي الى مواعيد غرامية و لقاءات في المنتزهات ..و اذا كان سليم 'يخون' في الظلام فالزوجة تخون في وضح النهار..........
لكن في احدى الليالي بينما سليم مع رفاقه كعادته يلهو و يمرح سمعت الزوجة دقات خفيفة على الباب بدل رنات الهاتف التي تعودت عليها ...انتابها الخوف قليلا ثم ذهبت نحو الباب و بصوت خافت : -من الطارق؟
رد الطارق و بنفس الطريقة:- افتحي الم تعرفيني؟
و بكل هدوء فتحت زوجة سليم للرجل الذي لم يعد غريبا فدخل و كانه صاحب المنزل رحبت به ثم ذهبت الى المطبخ لتحضير القهوة ..
وضعت القهوة امام ضيف منتصف الليل و بدءا يتسامران و يقهقهان متاكدين ان لن يزعجهما احد. و بينما هما كذلك سمعا صوت مفتاح في الباب..........انه سليم...........سليم الذي فضل رفاقه عن زوجته و ابنتهما...
الجزائر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زين هجيرة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/18



كتابة تعليق لموضوع : أقصوصة ضيف منتصف الليل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net