صفحة الكاتب : اسعد الحلفي

حقائق مُبهمة
اسعد الحلفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سُئل احد وكلاء الاستخبارات الامريكية (C-I-A) في مطلع التسعينيات ، هل استطعتم ان تتغلغلوا او تؤثروا على افكار ومعتقدات المسلمين؟
فكان الجواب صادماً!!
قال:
نعم استطعنا .. إلّا الشيعة!!
قيل له لماذا؟ فقال: لأنهم يرجعون لمراجعهم في النجف وقُم في كُلِّ صغيرة وكبيرة ، وان اتباعهم لا يأخذون الفتاوى إلّا عن طريق مراجعهم ((المجتهدون الجامعون للشرائط))

فالقصة بدأت عندما دخل الاستعمار الى بلاد الاسلام وتفاجئوا بقوة كبيرة لم يستطيعوا دحرها وهي علماء الشيعة (مراجعهم) واستطاعوا ان يؤثروا بسرعة في باقي مذاهب المسلمين ولكنهم فشلوا في التأثير على مذهب التشيع فعملوا على التخطيط بصبرٍ وبنفسٍ طويل لتفتيت هذا المذهب واليكم تلك الحقائق:
تقول الجاسوسة البريطانية (مسل بيل) في مذكراتها: \"اننا وجدنا إن الذين حاربونا في العراق ابان الحرب العالمية الاولى كانوا هم السبب وراء فشلنا ، وكان محركهم العلماء! وقد رأينا ان القضاء على هذه المقاومة لا يتم إلّا عبر فصل الشعب عن العلماء بحيث لا يتبع الشعب قادته\"
لذلك فالاعداء ومن معهم من المنافقين عملوا على محورين اساسيين يهدفان لتمزيق التشيع:
اولاً: زرع فقهاء (مراجع) وهميين ودعمهم بالخفاء.
الثاني: زرع رجال دين يدعون انهم نواب خاصون (اوصياء الامام المهدي).

وهذان المحوران تصب اهدافهما فيما يلي:
1: تمزيق التشيع.
2: ابعاد العامة من الناس عن مراجعهم الحقيقيين.
3: اجهاض الثقافة المهدوية.

فعندما وضعوا هذه الاسس ووضعوا لها الاهداف المطلوبة ، بعدها اخذوا يفكرون في الطريق وفي الادواة وفي السُبل التي يجب سلوكها لتحقيق كُلّ ذلك!
لذلك اخذوا يخططون للمرحلة الثانية وهي المرحلة التنفيذية، فعملوا عليها بجهدٍ جهيد فصنعوا اعداءً للتشيع من خارج المذهب ليشتتوا بذلك انتباه الناس واشغالهم بالعدوا الخارجي عن الالتفات للعدو الداخلي وكذلك يساعدهم على زرع الخلاف داخل المذهب وتشتيت الرؤى، فصنعوا المذهب الوهابي والتنظيمات الشاذة الاخرى ، والكل يعرف نتائج هذه المذاهب التكفيرية المنحرفة وهي غنية عن التعريف، ولكن الذي غفلنا عنه هو العدو الداخلي الذي زرعوه فينا بشكل مباشر او غير مباشر بعلمه او دون علمه ، ولكن الحقيقة ان اولئك الخصوم قد خدموا المشروع الشيطاني في تحطيم المذهب ونخره من الداخل، فبدأت ظاهرة محاربة المرجعية العليا في مطلع القرن الماضي مع انحسار الدولة العثمانية واشتد بروز هذه الظاهرة في النصف الثاني من القرن العشرين، فالكل يعلم ان هناك حوزة عريقة في النجف الاشرف وعمرها اكثر من الف سنة ومنذ ذلك الحين وهي تسير على نهجٍ واحد وسيرة واحدة وحتى لو اختلفت اراء العلماء في الفقه او بعض المعارف فان ذلك لا يصنع بينهم ثغورا او نزاعاً عدوانياً ولا احدٌ يمكر بالاخر بل كان الاختلاف في الاراء محفزا للتجديد والتطور في المعارف والرؤى وكانوا على درجات متفاوته من الورع والتقوى ولا يتصدى احدٌ للمرجعية إلّا بعد ان يحصل على اجازة الاجتهاد من مجتهد اخر مشهود له بالاجتهاد من مجتهد اخر معروف وهكذا (مفهوم مبسط)
ولكن في النصف الثاني من القرن العشرين برز هناك مدعون بالاجتهاد وادعوا انهم مجتهدون وانهم اهلا للمرجعية وقيادة الناس! والادهى من ذلك انهم قد نهجوا منهجاً شاذاً وغريباً وعدائياً للحوزة العلمية الشريفة في النجف الاشرف والتي عمرها اكثر من الف عام..
فهؤلاء قد اتخذوا منهجاً باطلاً حيث الطعن والاتهام في بعض العلماء الذين هم في ذلك الوقت يمثلون المرجعية والمرجعية هي نيابة عامة عن المعصوم والذي هو امامنا وسيدنا صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) والمرجع الحق النائب عن الامام (عج) هو حجة الامام علينا
حيث قال فيهم :
\"واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانهم حجتى عليكم وانا حجة الله\"
وعليه فان الطاعن في المرجع فهو في الحقيقة طاعن في الامام والمتهم للمرجع فهم متهم للامام (عج) والمحارب للمرجع فهو محارب للامام (عج)، لان الراد على المرجعية هو كالراد على المعصوم والراد على المعصوم هو كالراد على الله عزوجل، حيث قال فيهم الامام الصادق عليه السلام:
((فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فانما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله))
وبالله عليكم انّ الذي يطعن في الامام ويتهم الامام ويرد على الامام هل يكون هذا مؤمناً!! هل يكون مرضياً عند الامام (عج) ام هل سيكون ضالاً منحرفاً مُتبرأ منه!!
كما ان اولئك المدعون قد البسوا انفسهم لباس غيرهم واعطوا انفسهم حقاً ليس لهم وانتحلوا منزلةً ليسوا اهلاً لها!!
حيث ادعوا المرجعية (اي انهم ادعوا النيابة العامة) ونحن نعرف تاريخ المدعين للنيابة كذبا وزورا ماذا حل بهم من امثال الشلمغاني!!
فالشلمغاني ادعى النيابة (البابية) وصدر في حقه كتابا من الناحية المقدسة بالبرائة منه!! وهؤلاء قد فعلوا ذات الفعل وادعوا ما ليس لهم وخالفوا النهج الذي خطه الامام وادعوا المرجعية وهم لا يملكون الاجتهاد ولم يكتفوا بذلك حتى اخذوا يسقّطون العلماء لترتفع رايتهم .. فطعنوا فيهم واتهموهم وشقوا الصف الشيعي وشتتوا شملهُ وزرعوا البغضاء والضغينة في قلوب الضعفاء من الناس وغرسوا في نفوسهم التعصب والتجريء على العلماء وتبنوا مدرسةً للمنحرفين فانتجوا كل منحرف تعاني الامة اليوم من ضلاله وانحرافه وابرزهم الصرخي واليعقوبي والحيدري وووو،
فكان ذلك النهج مأوى كُلِّ حاقدٍ على علماء المذهب ففتح لهم الباب ليصبوا جمّ حقدهم وبغضهم على الحوزة العلمية، فكرّس البعض اقلامهم لمحاربة المرجعية العليا من امثال محمد رضا النعماني وعباس الزيدي وعادل رؤوف وغيرهم ممن جندوا انفسهم للشيطان وكتبوا في المرجعية مالم يتجرأ عن كتابته حتى اليهود وكُلُّ ذلك زوراً وبهتاناً!! وكُلّ ذلك ينطوي تحت مشروع هدم التشيع من خلال تسقيط العلماء والطعن فيهم وتشويه صورهم امام العالم، وهذا دليلٌ كافٍ على ضلالهم واتباعهم للشيطان وخُطُوات الشيطان، والبعض الاخر جندته عين الشيطان لتنفيذ المشروعين معاً مشروع اجهاض الثقافة المهدوية وإفساد العقيدة ومشروع هدم مقام المرجعية في نفوس الناس وفصل الناس عن مراجعهم ، ومن ابرز اولئك في وقتنا الحالي هو احمد اسماعيل گاطع الذي ادعى انه هو اليماني وهو الامام الثالث عشر وهو ابن الامام المهدي ومدعيات كثيرة ما انزل الله بها من سلطان ولا اعرف كيف اتبعه بعض المغفلين واضلهم بهذه الاباطيل التي يعرف بطلانها حتى اصحاب المعرفة السطحية!!.. وان شاء الله سوف نخصص مقالات عديدة في هذا الجانب لفضح هذا الدعي المنحرف، واختم كلامي هذا برواية تُبين لنا شناعة فعل هؤلاء فلقد جاء في الخبر الشريف عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: ((من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز و جل يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمتي))
فماذا سيكون عذرهم يوم ينادى بهم ((وقفوهم انهم مسؤولون)).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد الحلفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/17



كتابة تعليق لموضوع : حقائق مُبهمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net