صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

الكهرباء ولعبة القط والفأر
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لازالت الكهرباء, تشكل المعضلة الرئيسية, التي استعصت -كما يبدو- على الحل.
الكهرباء وقبل الانتخابات البرلمانية الفائتة, شهدت تحسن كبير, ووصل التجهيز الى 24 ساعة يوميا, الامر الذي دفع وزارة الكهرباء لإيقاف بعض الوحدات التوليدية عن العمل, حسب قول المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء.
هذا الحال وبُعَيد الانتخابات, تغير بصورة مناقضة تماما, فالكهرباء عادت الى شحتها, ووصلت ساعات التجهيز الى مستويات متدنية, وعاد الجدل واللغط حول الموضوع, بين سخط شعبي, وبين تبريرات المسؤولين, وكلا يلقي باللائمة على الوزارة الاخرى او المسؤول الاخر.
فوزارة الكهرباء عن نفسها, صرحت على لسان متحدثها بالقول "ان هناك جهات غير مسؤولة تحاول تعطيل هذه الخدمة عن المواطنين" الامر الذي حدى برئيس الوزراء نوري المالكي, بتوعد كل من يثبت له يد في تردي هذه الخدمة كائن من كان.
يستمر التردي, ويزداد تبرم المواطنين من الوضع, حتى وصل الناس الى قناعة, ان تحسن الكهرباء كان لأهداف انتخابية, وهو امر عجيب, كيف تتحسن الكهرباء وتستقر لأسابيع ثم فجأة تنحسر هذه الخدمة؟!
هنا يبرز الصراع القديم الجديد, مابين وزارة النفط ووزارة الكهرباء, فالكهرباء من جانبها القت باللائمة على وزارة النفط, لتلك الاخيرة في تزويد المحطات التوليدية بالوقود اللازم, الامر الذي بررته وزارة النفط, بان سوء الاوضاع الامنية في بعض مناطق العراق, هو من اسهم بشكل كبير في عدم امكانية تجهيز الوقود للمحطات, وهنا يبرز تساؤل اخر ولوزارة النفط تحديدا هذه المرة, أين كان الوضع الامني في ايام ماقبل الانتخابات؟!
هذا الجدل بين الوزارتين, دفع مرة اخرى بالسيد رئيس الوزراء نوري المالكي, بعقد اجتماع عاجل مع وزيري النفط والكهرباء, وكبار المسؤولين في تلكا الوزارتين, لحلحة الامور, ومعرفة الاسباب الحقيقة التي أدت الى تردي الخدمة, وبروز مشكلة الكهرباء الى السطح مرة اخرى.
بعد هذا الاجتماع لم يطرأ شئ, ولم نفهم او نعرف من المسبب في تردي الخدمة, ومن هو الملام على هذا الحال الذي وصلت اليه الكهرباء.
ويبدو ان الكهرباء اصبحت مشكلة عصية على الحل, وقف المسؤول العراقي وباعلى مستوياته عاجزا عن حلها.
الصيف في بداياتها, والناس تنتظر تحسن الكهرباء, لكن يبدو ان لا حلول سريعة في الافق, لتظل الكهرباء شحيحة, وتعيش حالة المطاردة الازلية بين القط والفأر, ابطالها وزارتي الكهرباء والنفط.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/15



كتابة تعليق لموضوع : الكهرباء ولعبة القط والفأر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net