صفحة الكاتب : علي محمد عباس

الـى عـاشـــــق الـبيـد
علي محمد عباس

 
أسرجْ ، فديتُكَ ، يا مَنْ داءُكَ السفـرُ... وجـــدَّ سيـراً فقــد أودى بـك القـــدرُ
وارحلْ بليلٍ فما في الأوفقِ من أملٍ ....  يُندي الفؤادَ كما يُندي الثـرى المطـرُ
يا راحـلاً عشقتــهُ البيـــدُ يحـرســـهُ .... حُلـمُ الـرجـالِ ويحـدو ركبَــهُ الحــذرُ
قــدِ اتخــذتَ نجـومَ الليـلِ بوصلـــةً .... فهـي الدليــلُ وبالأسفـــارِ تُستـشــــرُ
طـوّعـتَ أعسرهـا بالصبـرِ معتصمٌ .... إذ دانَ طوعاً ، وذا فخـرٌ ، لكَ العسرُ
فـقـلبُــك الفجـــرُ إنْ هبّـت نســائمُــهُ .... وعينُــكَ الليــلُ بـل أطيـافهــا السحـرُ
وسيفُـكَ الصبـرُ حين البـأسِ تشهـرهُ .... ومَـنْ تـقـلّــدَ سـيفَ الصبــرِ منتصــرُ
يـا قـاطـعَ البيــدِ فيـكَ الصمتُ فلسفةٌ .... لا يعــرفُ الصمـتَ إلاّ مَنْ لـهُ بصــرُ
فصمتُـكَ الفصــلُ لو تُغشيـكَ نائبـــةٌ ....  وخيـرُ مـا يُـرتجـى من صامـتٍ خبـر
يـا قـاطـعَ البيــدِ هــلاّ زدتنـي عِبـراً ..... فـالــرأيُ أنـتَ وأنـتَ النّصحُ والعِبـرُ
أفـضْ علـيّ فمـا فـي العـلـمِ منقصـةٌ ..... قـدْ يُـخـطِـأُ الـرأيَ بعـد الجهـدِ مدّكـرُ
غـضـضتَ طـرفـاً عـنِ اللوّامِ متقـيـاً ....  بالحلـمِ طـوراً وطـوراً سيفُـكَ النّظـــرُ
فالـبـغـثُ ديدنُهُـــم قـــولٌ بلا عـمــلٍ .....  يُـغـريـكَ منطقُهُــم والفعــلُ مُـحـتـقــرُ
أعـرضْ فديتُكَ إنّ النّاسَ في صخبٍ ......  وارحـلْ بليـلٍ عسـى يُغنيكهـــا السفـرُ
فالـقـلـبُ يُنبـــاُني أنّ الـرحيــلَ غـــداً ..... قـدْ يُـدركُ الـقـلبُ مـالا يُـدرِكُ البصـرُ
قـضّيـتَ عـمـرَكَ أسـفــاراً بـلا مـلـلٍ .... لا تـجــزعـنَّ فـإنّ المُـنـتـهى ظـفـــــرُ
# # #
يـا قأطـعَ البيــــدِ إنّ القـلـبَ مُستعــرُ .... فـلْتـعـرجَـنّ عـسـى فـي ربعِـنـا خـبــرُ
نـاجِ الـفـراتَ تُجـبْ أمـواجُـهُ شجنـاً  ....  هــو الـحـبـيـبُ ويحلـو عـنــدهُ السـمـرُ
وطفْ بـروحِكَ حولَ الـبيتِ مُعتمـراً ..... كمـا يطــوفُ بـبـيــتِ الـلــــهِ مُعـتـمــرُ
والثـمْ ثـراهـا ففيها الـروحُ قدْ سكنتْ  .... فـهـي َ الخلــودُ وعيشي بعــدهـا كـــدرُ
منهـا الـكـرامـةُ قـدْ عشنــا لهـا وبهـا .... لنـا الشمــوسُ مـرافٍ والعـــدا الـحفــرُ
أنـا ابنُ قومٍ صهيـلُ الخيـلِ يطـربُهُـم....  والمشـرفيّــــةُ معقـــــودٌ بهــــا القــــدرُ
خيــلٌ مطهّمــةٌ لــمْ تـكـبُ مــن سـفــرٍ ..... فكيــفَ يكبــو جــــوادٌ عمــرُهُ السـفـــرُ
مـنّــا (عـليٌّ) ومـنّــا نخبـــةٌ شَـهِــدَتْ .... لهـا المطاعـنُ ، إنْ قِيـلَ انفـروا نفـروا
نِـعْــمَ السـيـوفُ بـريقــاً سيفُ حيدرةٍ .... بـهِ المنـايــا سـجـــالٌ ، وِردُهـا شــررُ
لـلــــهِ درُّكَ قـتّـــــالاً لـــهُ ركـعَــــتْ .... سـاحـاتُ مجــدٍ بهـا الأعداءُ قد قُبِـروا
فـي كــلِّ وادٍ لـكَ الآثـــارُ شــاهـــدةٌ ....  مـجـــداً بنيـتَ ويحكــي مجـدَكَ الأثـــرُ
يا صـولـةَ العُـربِ في عينيـكَ بارقــةُ .... هـيَ العـروبــةُ والتـأريـخُ والـعـصـــرُ
لا زلــتَ قطبـاً إليكَ النّـاسُ مرجعهُـمْ ....  فـي كـلِّ أمــرٍ فأنـتَ الـرأيُ والنّـظــرُ
بـلْ قـمــةٌ أنـتَ لا يـرقــى لهــا أحــدٌ ..... لا تُـدْركــنَّ فعنـــكَ السّـــيـلُ ينحـــدرُ
فـإنْ نطقـتَ نسجـتَ الــدرَّ فـي صـورٍ ..... كأنّـمــا اكتنــزتْ في صــدرِكَ الــدررُ
أو شـئتَ صـيّـرتهـا كالصّاعقـاتِ لظىَ ..... لا يـتـقـي هـولَهــــا زيـــدٌ ولا عـمـــرُ
فـإنْ سكنـتَ فأنـتَ الليــلُ إنْ سكـنــتْ.....  فيـــهِ الجــوارحُ إلاّ النّجــــمُ والقمـــرُ
وإنْ غضبــتَ فسيــلٌ جــارفٌ عـــرِمٌ .....إذا تـــلاطــــمَ لا يُـبـقــــي ولا يـــــذرُ
مــا ذلَّ عــزمَـكَ مفـتـــونٌ ولا سـقــطٌ..... أو نــالَ مـنـــكَ سـقـيـــمٌ لا ولا أشــــرُ
ومــا التـفــتَّ لأضـغــــانٍ ولا إحـــــنٍ ..... فـقـدْ سـمـوتَ وأنـتَ الصّــارمُ القــــدرُ
أنــا ابـنُ قـــومٍ إذا حـطّـوا رحـالَهُــمُ ..... مجـداً أقـامــوا بــهِ الأجيــالُ تـفـتـخــرُ
( إنْ عاهدوا صدقوا ، أو جاوروا حفظوا)....  هــمُ الكـرامُ وإنْ يُستنصروا نصـروا
هــمُ الأبـــاةُ إذا مـــا الـنّــاسُ ذلّـهـُـــمُ  ....  حـبُّ الـحيـاةِ فهم بـاعـوا ومـا خسـروا
مــا ذلّـهــمْ أبـــداً مــوتٌ ولا بـخـلــوا ..... إنّ الـطـريقَ علـى أجسادِهِـم وعــروا
لانـتْ لصـولتِهِـم صـمُّ الصخـورِ فإنْ....  شــدّوا لـحـربٍ فـذاكَ الـيـومُ مُسـتَطَـرُ
هــمُ السـيــولُ إذا مــا حـــالَ دونـهــمُ .....ســدٌّ تـدكــدكَ مــنْ هــــولٍ إذا زأروا
مــا كـلّ صـارمُهــم يـومـاً ولا وهنتْ ..... أكـفُّـهــم أو ثـنـاهــا الـعـيُّ والـضــررُ
سـارتْ جـحـافـلُهــا والخيـلُ مشـرعـةٌ .....  تـطـوي البــواديَ لا خـوفٌ ولا حــذرُ
فـكـم عـلـونــا رؤوسَ الكفـرِ في قُضُبٍ .... فأيـن كســرى وأيـن الـرومُ والـتـتــــرُ
للـسـلـمِ إنْ جـنـحَ الأعـداءُ قـد جـنحـوا ....  وإنْ تـمــادَوْا عـلـى أشـلاءِهـم عـبـروا
قـد أوقـعــوهـم ونـارُ الـحـربِ تلقمُهُـم .....أنّـى يـفـرّوا تـحــلْ مـن دونِهــم سـقـــرُ
تـأريخُهــــم بـــدمٍ تسمــو صـحـائفُـــــهُ .....والـمـجــدُ تـروي بــهِ الآثــارُ والصـورُ
مـخـلّـدون وفـي الـفـردوسِ مـقـعـدُهُـم .... فــازوا فـكان لـهـم فــوقَ الـذرى ســرُرُ
# # #

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمد عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/13



كتابة تعليق لموضوع : الـى عـاشـــــق الـبيـد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net