صفحة الكاتب : علي محمد عباس

الـصدرُ الـنّحيل
علي محمد عباس

ألا تاللـــهِ معــدنُـكَ الأصيـــلُ ... فلــمْ يمسسْـكَ منْ صـدأٍ يحــولُ

مضتْ تسعونَ حولاً عاجفـاتٌ ... يُتـابــعُ ليلَهــــا صُبـــحٌ هـزيــلُ
وذي التسعينَ قدْ جثمتْ كطودٍ ... غضــوناً في جبينِـــكَ لا تـزولُ
تـورّثـتَ المكـارمَ عـنْ جــدودٍ ... لهــمْ في الجـودِ مــلكٌ لا يـزولُ
فما استجديتَ دهرَكَ في رغيفٍ ... ولا يـرضـى بـــذا إلاّ الـذلـيــلُ
هـيَ الأيّامُ لـمْ تـخـدعْـكَ يـوماً ... فــديـدنُهـــا صعـــودٌ أو نـزولُ
ولـمْ يأمنْـكَ طيبُ العيـشِ فيهـا ... إذا مـا طـابَ يـعـقـبُــهُ المحـولُ
لــويتَ عنـانَـهــا حتّـى تجلّـتْ ... وما أغــراكَ زخــرفُهـا الجميلُ
إذا ما أقبلتْ أعـرضـتَ زهـداً ... ومـا زهــدتْ بهـــا إلاّ القـلـيـلُ
عصمتَ النّفـسَ عنْ شهواتِ دهرٍ... كـريــمٌ مـاجـــدٌ قـــرمٌ جـلـيــلُ 
فنعـمَ الحصـنُ أنـتَ فـلا أُبـالي ... إذا مـا ضــاقَ بـي حمــلٌ ثقيـلُ 
لقــدْ حصّـنتني وأقمتَ عـودي ... إذا مــا مـالَ تـعـصمُهُ الأصـولُ
إذا ما ضقتُ ذرعاً كنتَ عَوْني ...كـأنّ فــــؤادَكَ الظـــلُّ الظّـلـيــلُ
لقدْ أرخصتَ روحَكَ لي فراشاً ... وإنّ وسـادتـي الصّـدرُ النّـحيــلُ
فكــمْ روّى فــؤادي منكَ فيضٌ ...هــوَ العــذبُ الفـراتُ السلسبيـــلُ
لقــدْ أورثتنـي صبـراً جميـــلاً ... وهـلْ في غيـرِ ذا يسمـو السليـلُ
أمــا والـلــهِ مـا عـــزّ الذليــلُ ... ولاذُلَّ الـعــزيـــزُ ولا الأصـيــلُ
أبـتْ أرواحُـنــــا إلاّ سـمــــوّاً ... فنحـنُ الخـلـــدُ والخـلـــدُ الدّليـــلُ
(ألسنا خيـرَ مَنْ رَكِبَ المطايا) ... وفـيـنــا الســـادةُ الغـرُّ الفحـــولُ
لنـا التأريـخُ يشهــدُ والبـوادي ...وحـزنُ الأرضِ يشـهـدُ والسهـولُ
وضـربُ الهامِ والسمرُ العوالي ...شهـودٌ ، في سـواعِـدِنـا ، عـدولُ
أرقـنــــا دونَ عـزّتِـنــا دمـاءاً ... فصيــلاً كـانَ يـتـبـعـــهُ فصيــلُ
ركبنــا الخيــلَ في كــرٍّ وفــرٍّ ... فـذلّــتْ دونَ سطـوتِنــا الخيـــولُ
وفي يافــا حصـونـاً قـدْ أقمنـا ... بهــا قـدْ ذُلّـتِ الـتّـتـــرُ المغـــولُ
فـزلـزلنا الحـزونَ بحـدِّ سيفٍ ...ينـوءُ لضـربِـهِ الصّخـرُ الصّقيـلُ
فمـا وهـنـتْ ذوابلُنــا لحــربٍ ... يخــوضُ غمـارَهــا جيـلٌ فجيــلُ
وإنّــا نســلُ قـــومٍ هـمْ ليــوثٌ ...إذا بطشـــوا فإنّـهــــمُ الـسـيــــولُ 
# # #
أرابَ الـنّـفــسَ ليـلٌ لا يـزولُ ... وطيـفُ الأمــسِ تحجبـهُ الطّـلــولُ
أداوي الـجــرحَ بالآمـالِ حيناً ... وأحـيـانـــاً يـحــولُ الـمسـتـحـيـــلُ
فقــدْ ألقــتْ بكلكلِهــــا الليالـي ...علـى صــدري ومـا فتئـتْ تجـــولُ
أمـا واللــهِ مـا ذلّـتنـي يومـــاً ... ولـي في الـعــــزِّ صــرحٌ لا يميــلُ
عـراقـيٌّ وذا أصلــي وديـنـي ... وهــلْ في غيـرِ ذا نـســبٌ مـثـيـــلُ
كفـى أبنــاءُ جلـدتِـنــا رُقـــاداً ... فقــدْ بلــغَ الـزُبــا السـيــلُ الوبيــــلُ
لبئـسَ القــومُ قــومٌ لم يفيقــوا ... فـخـيـرُهـــمُ تـقـلّـبُـــــهُ الـفـصــــولُ
عـقـائــدُهــمْ غُـثــاءٌ ليـسَ إلاّ ... متـى مــا مــالَ دهـرُهــــمُ يميــــلوا
إذا عـاشـرتَهـمْ ولّـيـتَ منهــمْ ... فـــراراً حيثمــــا وَسِــــعَ الـرّحـيـلُ
فـإنْ نطقــوا فـقــرآنٌ كـريــمٌ ... ومـنْ أفعـالِهــــمْ يـنـــدى الـرّذيـــلُ
يـرَوْنَ النّـاسَ سَقْطاً من متاعٍ ...إلـيـهــــمْ صـــارَ أمـرُهُـــمُ يـــؤولُ
إذا أمثـالهــمْ صـاروا أصـولاً! ...فــلا سَـلِمــتْ فـــروعٌ أو أصــــولُ
فمنهــمْ عـاهــرٌ فـــظٌّ غليـــظٌ ...ومـنـهــــمْ خـائـــرٌ خـــاوٍ خــــذولُ
يـرى فـي نفسـهِ قـرمـاً جليـلاً ... وبـاقــي الـنّــاسِ كـلِّهُــــمُ ذيــــــولُ
عليـمٌ ليـسَ يُـدرَكُ أو يُـجارى! ...حكيــــمٌ لا تُـجـاريــــهِ الـعـقـــــولُ!
ولوْ محّـصـتَهمْ لَجَـزِعْتَ منهمْ ... فـســـيّـانُ الـبـهـيـمــــةُ والـجـهــولُ
# # #
ألا يـا هنـــدُ أرّقـنـي الـرحيــلُ ...وذا طبــــعُ القضــــا غــدراً يكيـــلُ
فما عشـقَ الفــؤادُ سـواكِ يوماً ... وإنّـــي دونَ حـبِّــــــكمُ قـتـيـــــــلُ
ففي عينيـكِ قـدْ أودعـتُ قلبــي ... فـرفـقـــاً يـا مــلاكُ فـــذا دخـيـــلُ
فـلـنْ أنسـى مـروجــاً ناعساتٍ ... يُـغــازلُ زهـرَهـــا صبٌّ نـحـيـــلُ
يُـعــاتبُ دهـرَهُ حينــاً وحينــــاً ... يُـواسـي القـلــبَ في دمــعٍ يسـيــلُ
فـكنّــا زهـرتيـنِ نطــوفُ فيهـا ... ونـمــرحُ حيـثُ يلثمُـنـــا الأصيــلُ
وكـمْ آوتْ يــدي يــدَهـا بـرفـقٍ ... وعـانـقَ قـلـبَـــهــا قـلـبـي العـليــلُ
وضمّـتْ عينُهــا عيني وعينـي ...لعـيـنَـيْـهـــــا تَـــــوَدُّ وتـسـتـمـيـــلُ
وكمْ غنّتْ طيورُ الـروضِ لحناً ...فـذبـنــــا والطيــورُ لهــــا هـديـــلُ
نــودّعُ روضنــا بأنـيــنِ قـلــبٍ ...إذا مــا لاحَ فـي الشّـمــسِ الـذبــولُ
فيا هـنـدُ اصبـري لفـراقِ صبٍّ ...طـــواهُ الـبـيـــنُ والليـــلُ الطـويــلُ
فشــوقـي آهــــةٌ منّـي اليـكــــم ...سـنـاهـــا فـي الحشــا نـارٌ أكــــولُ
الى أرضي يُـنازعـني اشتيــاقٌ ...كـمـــا يـشـتـــاقُ لــلأمِّ الـفـصـيــلُ
إذا مـا زفَّ طـيـرٌ في صـبــاحٍ ...أحـمـلُــــهُ السّـــلامَ فــــذا رســــولُ
فـحبُّ الأرضِ، يا أملي، وأهلي ...وحـبُّـــكِ لـيــسَ يـنسـخُـــهُ بـديـــلُ
الـيــكـم شــدّنـي نسـبٌ أصيــلُ ...كـمـا نُـسِـبَـتْ الـى أرضي النّخيــلُ
# # #

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمد عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/10



كتابة تعليق لموضوع : الـصدرُ الـنّحيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net