صفحة الكاتب : احمد شرار

لن تمحى ذكراك سيدي.
احمد شرار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تمر قبل أيام علينا ذكرى استشهاده، ولاتزال ذكرى هذا اليوم المشؤوم عالقة في ذهني، لم تمحى على الاطلاق، لقد كنت حينها في لندن، لم أبتهج بإشراقة الشمس ذلك اليوم، ولم أرى الابتسامة على وجه ذلك العجوز الذي اعتاد أن يحيني صباحا حين أخرج الى مكان عملي وأمر به لأخذ جرائد ذلك اليوم، لقد كان كئيبا، لا أعرف ما هو الحال في العراق لكن الألم كان يعتصر قلبي، لقد كان احساسي بوقوع خطب خطير لم يخطئ، أنطوى اليوم بذلك الخبر المحزن المفجع.

عرفت حينها ان العراق خسر أحد رجالاته الذين لن يتكرروا في تأريخه مرة أخرى فمن هو؟

محمد باقر محسن الحكيم الطبطبائي (8 تموز 1939 -29 آب 2003) هو محمد باقر ابن السيد محسن الحكيم المرجع الديني الشيعي الكبير.

وهو أيضا مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والتي تعد من قوى المعارضة العراقية التي عملت ضد النظام البائد، يعد من أبرز القادة الشيعة في العراق.

ولد عام 1939 م في النجف. اغتيل في 29 آب 2003 أثر عملية تفجير سيارة مفخخة في النجف بعد خروجه من ضريح الأمام علي حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة. وراح ضحية ذلك التفجير ما يقارب من 83 شخص.

شارك السيد محمد باقر الصدر في مراجعة كتابيه (فلسفتنا، واقتصادنا) وقد وصفه الامام الصدر في مقدمة كتاب اقتصادنا بـ "العضد المفدى".

صدرت له كتب في مجالات مختلفة على الصعيد العلمي والسياسي وعدد كبير من الأبحاث والكراسات، هذا ما ذكر الموسوعة العالمية الحرة(الويكيبيديا) عن السيد شهيد المحراب.

هل هذا يكفي؟

كلا وألف كلا، فشهيد المحراب لم يكن شخصا عاديا أو قائدا ذو أتجاه سياسي أو ديني متطرف، بل يمثل أنسانا وابا وقائدا قبل أن يكون مفكرا وقائدا أسس لأقوى مؤسسة حاربت الظلم بكافة أشكاله وتصدت بشجاعة للنظام البائد.

ولشدة ما كان يمثله من خطر على المنظومة البعثية الحاكمة في العراق أنذاك تعرض أتباعه الى شتى أنواع التعذيب والاقصاء والقتل، بل أن وجود أي من كتبه عند أي شخص تكون بمثابة ورقة الإدانة التي تؤدي الى اعدامه.

فهل هناك أخطر من فكر وشخصية شهيد المحراب، حوربت بمثل هذه القسوة لما لها من صوت مسموع لدى المستضعفين والمظلومين.

لمحبيه هناك مقولة، أرددها دائما من كل وجداني، لن تمحى ذكراك سيدي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد شرار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/05



كتابة تعليق لموضوع : لن تمحى ذكراك سيدي.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net