صفحة الكاتب : ابواحمد الكعبي

السيد الحكيم خارطة طريق مضيئة لا يخطئها السمع و البصر
ابواحمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تطل علينا ذكرى استشهاد رجل السماحة السيد محمد باقر الحكيم -أعلى الله درجاته- فمن هو السيد محمد باقر الحكيم؟ و لماذا يجب أن يكُتب عنه؟ ويُستذكر رحيله أنه ذلك الانسان الذي اذا اردنا ان نتحدث عنه ولو بكلمة واحدة فأن أفضل الكلمات هو أن عمة السماحة و العطاء و النبع – لا عمة الغطرسة و التكبر و البلع فلم يعشش حياته كطاقة تجريدية تعيش ذاتية الموقع ولم يعش أنسانيته كطموح يرضي العنفوان.

بل كان منذ ان انطلق في حياة يعيش الحركة الأنسانية عريضة عريضة حتى ولو لم تكن طويلة و أن كانت كذلك لأن الاشخاص الكبار يحملون الروح الانسانية و لا يفكرون في طول الحياة بل في عرضها الذي يجعل حياتهم و هي تتحرك تختصر الساحة كلها لتكون متنوعة في ابعادها بحيث تملأ الساحة في كل مرحلة من مراحل العمر سواء كن ذلك العمر عريضاً أم طويلاً أن فهم السيد محمد باقر الحكيم لا يتجمد على أعادة ذكرى استشهاده بل مقياسه الحقيقي أستكمال مشواره الطويل في عنفوان أنسانيته الذي بده بتواضع و سماحة و تقوى وورع و زهد و نزاهة.

و مضى به يوم رحيله ولم يكتمل بعد. كان تفاعله مع ما يقول من أبلغ عوامل التأثير في الاخرين من جملة ما تميز به -عليه الرحمة- هو تأثيره في من يتحدث معه فأذا تحدث عبر مناسبة مصيبة الحسين -عليه السلام- أو استشهاده كان يجهش بالبكاء كان يتحدث و يبكي ليس فقط لأنه يستوحي فكراً و نظرية من حياة الأمام الحسين؟ انما كان يتفاعل في عمق قلبه بغزارة مشاعره لذلك كان يُحدث مثل ذلك التأثير في الاخرين. ما أروع ما يكون هذا الانسان في هذا المضمار الذي يجعله و من موقع وعيه يفهم الاخرين و يفهم محنتهم و يتناول أهتماماتهم من زاوية التأثير عليهم مما جعل من زائريه و سائليه يتطلعون أليه أنه المنقذ الذي يملك القدرة على التشخيص و الكفأة بأجراء الحلول .

لم يكن عليه الرحمة يوماً دكتاتورياً و لا مستبداً و لا متعالياً كان يجلس من حيث وجد مكانه يتعاطى مع جميع الأمور بعفوية و بساطة يسعى إلى حسم الأمور بدون أشكالية و لا تعقيد كان يبحث عن الداء و معرفته كي يضع له وصفة صحيحة تقوم على رصد أصول ذلك الداء داء الاستبداد و التعالي و القمع وحب السيطرة لدى المستبد مما يُكون شذوذا نفسيا بمختلف الدرجات بالقياس بالحالة الطبيعية للأنسان السوي نفسياً و المتكيف أجتماعياً .كان عليه الرحمة يمتاز بالقدرة على بناء العلاقات الاجتماعية مع الاخرين. وهذا ما ظهر جلياً في تشييعه و وداعه إلى مثواه الأخير ذلك اليوم المشهود الذي لم تشهد له القطيف نظيراً في تاريخها .

فالمستبد و المتغطرس المتعالي يفقد كل هذا التوازن حارماً غيره ممن يستبد بهم . أن الأستبداد و التكبر و الأنتفاخ ظاهرة تعويضية تتوفر في الشخصية المستبدة و المنتفخة و المتعالية بشكل خاص في الاشخاص فاقدي الثقة بأنفسهم الذين لم ينجحوا ابداً في تكوين شخصياتهم تكويناً متكاملاً و مستقراً .

لم يكن السيد الحكيم قدس سره ولم يُعرف عنه أنه مثل صراعاً من أجل السيطرة و المصالح الشخصية و أنما الحت عليه نفسه و بشكل واضح و جلي الانعتاق من هذه الظاهرة المقيتة فكان يذهب جاهداً إلى تضيقها و تعزيزها و تطعيمها و اعطائها بعداً شرعياً يتلاءم مع واقع القادة من أهل البيت -عليهم السلام- وتعالميهم الشريفة ولم يرفع عليه الرحمة في يوم من الأيام عصا القبيلة القائمة على العصبية المقيتة الذي سعى الأسلام و ائمة اهل البيت -عليهم السلام- إلى نسفها من حيث المبدأ .

قد بينت تجربته هذه عبر مجموعة من المنطوقات انه واحد من الرجال الجديرين بالأحترام كفاعلين و ليس مجرد منفعلين مما يمكن تسميتهم بالرجال الأفداد في عقلنة تجربتهم و ممارساتهم مع المجتمع كي يتحقق هذا الابداع في بنية سليمة و مستقيمة لا يشبها أي انفلات او تمييع هذا ما أحببت أن اشير ليه ضمن مراحل حياته عليه الرحمة و الرضون في هذه العجالة تاركاً التفاصيل الى منفسح أخر من الزمن و العصر .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابواحمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/02



كتابة تعليق لموضوع : السيد الحكيم خارطة طريق مضيئة لا يخطئها السمع و البصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net