صفحة الكاتب : سعد الحمداني

مع الدكتور هاشم العقابي بهدوء
سعد الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قرأت لك المقال الاخير كما اقرأ لك ما تكتبه كثيرا لأنني لا أملك عقد الاختلاف مع الاخرين حتى وان كانت توجهاتي تختلف معهم من الناحية الفكرية او العقدية او حتى السياسية بل بكل نهم احاور حتى الافكار البعيدة عن النقاش والحوار من اجل معرفة الاخر كيف يفكر وماذا يريد قد أصل معه الى نقطة مشتركة وان كانت واحدة وليست نقاطا متعددة كما يحلو للبعض تسميتها بنقاط الاشتراك حتى يتسنى لهم الجلوس والتواصل مع مخالفيهم .
كنت اعلم انك لن تتنازل عن ثقافتك ولا عن قلمك وان تكتب تلك السطور لتعبر عن موقفك الثقافي وتخرج من شرنقة الاجندات التي تمارسها بعض الفضائيات العراقية وغير العراقية فهناك العديد من وسائل الاعلام تسقط في حضيض المهاترات والتسابق على تسقيط هذا الطرف او ذاك من اجل هدف ترجوه دولة او منظمة مشبوهة أو مؤسسة او حزب وليس حتما في كل شيء ان يكون المال هو الهدف من ذلك، فقناة مثل البغدادية قد تكون انحنت للمال كما وصفتها انت او قد تكون لديها اجندة وهدف واحد تم رسمه من قبل دوائر عالمية ومخابرات خليجية وعربية اخرى من اجل اسقاط شخص بعينه او حزب بعينه ولا يعنيني الدفاع عنهم لأنهم اقدر بذلك مني وما يعنيني هو العراق ووحدته ، ولكن الهدف الذي ترسم له البغدادية اكبر من اموال السيد عمار الحكيم او أي حزب سياسي آخر لمخطط ما بعد المالكي ودورهم في العراق هذا من جانب.
اما الجانب الاخر هو الاسلوب الذي تتحرك به هذه القناة فأنت تعرفه جيدا وقد كنت ضيفهم عشية الانتخاب العام وتناولت بالتحليل فتوى المرجع سماحة الشيخ النجفي حفظه الله لتلطم من خلالها وجه المالكي وتعتبر ان الامر يسير الى التغيير ويندفع بقوة نحو ازاحة المالكي وحكمه وقد كنت تجاري مقدم البرنامج على ذلك وتؤيده في الكثير مما قاله وان كان خارج نطاق المهنية حتى تطوعت أنت باعطاء النصح الى القوائم الاخرى بترشيحهم شخصا الى رئاسة الوزراء سواء للتيار الصدري او لتيار الحكيم وعملت على تثبيت أمر للمالكي بأن يحسب لائتلافه انه رشح شخصا الى رئاسة الوزراء ،، ولكنك سكتت على ما قامت به القناة من عرض تراجيدي ومغرض لفتوى الشيخ المرجع عن تأييده لطرف دون آخر مع اني اقدر أنك وقعت في فخ عرض الفتوى في هذا الوقت فاعترضت على ذلك في مقالتك تلك وكان الأوْلى ان ترد على ذلك العرض المسرحي في حينه .
ومع ذلك أتساءل عزيزي الدكتور هاشم هل تتفق معي أن شخص مثل المالكي وقفت وتعاضدت وتكالبت ضده كل القوى السياسية ووسائل الاعلام يضاف الى ذلك الثقل الاكبر وهي فتوى المرجعية المحصورة بشخص واحد وليس جميعهم  ، مع كل هذا الكم الهجومي لكنه نال موقعا وسط الجماهير العراقية وكما تشير النتائج الاولية الى حصد أعلى الاصوات في القوائم جميعا حتى وان لم يحقق الاغلبية المطلقة لكنه صمد بقوة واثبتت الوقائع ان له مكانة في اوساط الشعب العراقي سواء اتفقنا او اختلفنا على ولايته الثالثة.
نعم عزيزي السيد العقابي  حالة الضحك على الشعب الجريح التي وصفتها في مقالتك هي واردة ليس الان وانما منذ زمن المعارضة وللاسف ما زالت مستمرة الى اليوم مع بعض الوعي الذي أفقد سيطرة اجنداتهم على عقول الناس فكان هذا الوعي واضحا رغم حصولهم على الافتاء المدفوع من قبل نجل سماحة الشيخ نفسه وهذه الفتوى لم تكن  محض الصدف او انها خاصعة فعلا الى دراسة الواقع الخدماتي المرير او الامني او السياسي وانما وفقا لتوصيات وتقارير نجله الشيخ علي وبعض من معه من طلاب المرجع ممن هم ينتمون حصرا الى مؤسسة التبليغ التابعة للمجلس الاعلى ، أليست مهزلة ان يكون مصادرة الوعي العراقي وعقل المواطن وفقا لتلك المماحكات أو خاضعا الى من لديه حسابات وخلافات مع هذه الجهة او تلك، ان تشخيصك لحالة تلاعب المجلس ولفتوى المرجع كانت وعيا ثقافيا يحاول أي اعلامي الخروج به من فخ يرسم له وانت تعلم ان هذا البرنامج يصنع الافخاخ دائما وقليل ممن ينتبه لذلك فيخرج منه بأقل الخسائر ان لم يكن طلاقا مع تلك القناة وفي الوقت نفسه اريد تسجيل ملاحظتي انني لست ضد البرامج الاستقصائية الهادفة لتصحيح الاوضاع وارشاد المواطن ولكن يجب ان تكون بمهنية حقيقية  عالية غير مغلّفة بأجندات مسبّقة ومرسومة.
احترم فيك موقف المثقف الذي يحافظ على قلمه وسمعته الثقافية امام القارئ والتاريخ معا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/02



كتابة تعليق لموضوع : مع الدكتور هاشم العقابي بهدوء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net