ملحق بحث اسرار وخبايا التطويب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نظرا لورود اسئلة كثيرة من بعض الاخوة المسيحيين في مسألة حق البابوات ان يقوموا بـ (التطويب) ومنح مرتبة (القداسة) لبعض رجالات الله الموتى. وطلبوا مني دليلا من الكتاب المقدس على نفي حق البابا ان يقوم بذلك . ولعل اغرب الاسئلة التي وردت في ذلك هي سؤال من أخ يطلق على نفسه سمير اشميني يقول فيه : 

 

(طريقة معالجة موضوع التطويب تدل على انك مسلم حيث ان تأثير بيعة الغدير وتنصيب علي بن ابي طالب تركت اثرا في طرحك للموضوع، ولغرض الايمان بما جئتي به وتصديقه أتمنى ان تضعي لنا جوابا من الكتاب المقدس ينفي فيه ان يكون لغبطته الحق في تطويب ومنح مرتبة القديس ).

 

أخي الطيب سمير الاشميني أن كثيرا من الشكوك تفتح للانسان آفاقا من المعرفة وتلفت هذه الشكوك نظره إلى ما غمض من معميات المسائل وتكون دليلا هاديا له لحل مستعصيات القضايا. وشكك في محله ولكنه يدل على جهلٍ بما في كتابك المقدس. وإليك الجواب . 

أولا : التطويب ــ التنصيب ــ لا يتم إلا في حياة الشخص لكي يستفاد الناس من علمه وقدراته التي يتفوق ويتميز بها على اقرانه المعاصرين له ويمتد ذلك بعد وفاته فيكون مقدسا لانه تم تطويبه بنص مقدس على يد شخصية مقدسة. ولا يتم تطويب ــ تنصيب ــ الشخص وهو ميّت وهذا ما نراه جليا واضحا في كل الكتب المقدسة. 

 

الثاني : أن طلب التطويب ــ تنصيب الشخص لمرتبة معينة ــ يتم من قبل نبي فقط فينظر الرب في طلبه فينزل بذلك نصا تتكفل السماء بحفظه من التحريف لكي يكون شاهدا على الناس ولذلك نرى أن موسى في العهد القديم قد طلب في اواخر أيامه مساعدا ووصيا يخلفه من بعده في امته لكي لا تكون حسب وصف التوراة (غنما من دون راع) ونرى ذلك جليا واضحا في التوراة حيث جاء في سفر التثنية الإصحاح 34: 9 : ((فكلم موسى الرب قائلا. ليوكل الرب اله أرواح جميع البشر رجلا على الجماعة يخرج أمامهم ويدخل أمامهم ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها)). 

هل رايت اخي الطيب كيف ان الطلب جاء من نبي عظيم كبير عالمي الدعوة . 

فماذا كان جواب الرب ؟ 

نقرأ في التوراة في نفس الاصحاح : ((فقال الرب لموسى ــــ سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكم سلطانا فلا يصلوا إليكما ــــ خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح وضع يدك عليه وأوقفه قدام كل الجماعة وأوصه أمام أعينهم. واجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كل جماعة بني إسرائيل)). 

إذن من النصين المقدسين ـــــ اللذان تكفل الرب بحفظهما ــــــ نفهم أن نبيا عظيما ـــ موسى ـــ طلب من ربا كبيرا ـــ الله ـــــ ان يعين وصيا يخلفه في امته من بعده لكي لا تبقى الامة مثل غنم من دون راع . 

ومن النصين نفهم أيضا أن الرب استجاب لموسى وعين شخصا ليحل محله في حال غيابه وقال له : (خذ يشوع بن نون). 

تعال معي اخي سمير لنرى هل فعل موسى ما امر به ربه . 

نقرا في نهاية الفصل من نفس الاصحاح قوله : ((ففعل موسى كما أمره الرب. ـــ وجمع الجموع من أصحابه وسط تلك الصحراء القاحلة عند غدير مرشوم وصعد على مكان عال ــ فاخذ يشوع وأوقفه قدام كل الجماعة ووضع يديه عليه وأوصاه كما تكلم الرب)). 

ومن هذا النص (وأوصاه) نفهم ان هناك وصية والوصية لا يتم إيصالها إلا في حياة الشخص فهل من المنطق ان يقوم البابوات بالوصية للاموات زاعمين ان قطرات من دمهم ، او قطعة من جلدهم كافية لحضور روح الشخص لرسمه قديسا . ثم كيف حصلوا على قطعة من جلد البابا الميت ؟ أليس هذا انتهاكا لجثمان ميت!!

 

ثم تعال معي يا أيها الاشميني لنرى مزايا هذا الرجل وصفاته الذي اختاره الرب ونصّبه موسى خليفة من بعده : ((كان الوصي رجل بأس في الحروب خليفة موسى في النبوءات وكان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه شديد الانتقام على الاعداء رجعت له الشمس إلى الوراء على يده)) سفر يشوع بن سيراخ 46 

 

إذن يا اخي فقد تبين لك اني لم اكتب بحث التطويب بوحي من واقعة الغدير ابدا ، بل لأن التطويب جرى يوم (27/4/2014) فهي مناسبة حيّة لا تزال ماثلة امام الناس في التلفزيون والاعلام ولابد من بيان حقيقة هذا التطويب واسراره ورفع الزيف الذي احاط به .

ثم يستمر النص يا اخ سمير فيقول بأن امة موسى انقلبت على وصيه يشوع من بعده وابعدوه عن منصبه الذي وضعه فيه الرب متجاوزين على احكام الرب وهالكين بالروح في سقيفتهم المشؤومة. فنرى ذلك واضحا جليا في نص نحميا حيث يقول : ((وأبوا الاستماع ولم يذكروا عجائبك التي صنعت معهم وصلّبوا رقابهم وعند تمردهم أقاموا رئيسا ليرجعوا إلى عبوديتهم)). نحميا 9 : 17. 

 

وقد تسألني أيضا أيها الاشميني : من اين جئت بكلمة (سقيفة) ؟ أليس كذلك . 

 

فاقول لك ان هذا ما كان يطلقه اليهود على (المكان) الذي يجتمعون فيه فالسقيفة هي مكان اجتماعهم المفضل كما نرى ذلك واضحا جليا في تفسير القمص بيشوي كامل | سيرة حياة حامل الصليب كاهن كنيسة مارجرجس سبورتنج فيقول : (( كان الكنيس في ذلك الوقت عباره عن سقيفه مبني صغير من الطوب الاحمر دون طلاء والسقف من قطع الخيام التي تستخدم في السرداقات)). وهي التي يتم فيها سيامة الكهنة إلى هذا اليوم وتم استعارتها في المسيحية ايضا لرشم الكهنة أيضا وهو النص الذي ذكرته آنفا. 

والان قل لي يا أخ سمير أشميني هل كان كتابة بحث (التطويب) بوحي من الاسلام كما رميتني بذلك ، ام أن ذلك موجود أيضا في الكتاب المقدس لابل اشد وضوحا مما جاء في القرآن حول بيعة الغدير حيث أن الكتاب المقدس يتعرض دائما للتفصيلات المملة لان أتباعه (( بغوا هم وآباؤنا، وصلبوا رقابهم ولم يسمعوا لوصاياك)). سفر نحميا 9: 16

وها أنتم اليوم يا اخي سمير تُصلّبون رقابكم كما فعل آبائكم وتُغمضون اعينكم عن الحقيقة الواضحة ولا تسمعون الوصايا. 

فما هو جاوابك اخي الطيب ؟ 

الجواب طبعا رأيته اليوم وقد حذف اسمه من صفحتي وانا كلي يقين انه لا يستطيع ترك صفحتي لانها توفر له راحة قلبية من خلال طرحها للحقائق التي تطلبها فطرته التي فطره الرب عليها ، وانا كلي يقين انه سوف يعود ليدخل تحت إسم آخر.

الموضوع السابق في ظل شجن بغداد تألقت روح الأصدقاء بالفرح والوفاء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat