صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

أجمل ما في الدنيا...
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحب والرغيف والحرية ...
جواب الأخت سهام الحويطات المحترم
والتي تشاركني في الرأي بأن الرجال قد ظلموا المرأة وركنوها...
وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم، قال تعالى: (وأمَا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى ) النازعات/40-41 .
 (وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ من الجاهلين) يوسف/30.
يا أختي سهام وأنا أقول الحقيقة واقع أكثر الرجال  ,وأنا منذ 31 سنة في أوربا وزرت أكثر بلدان العالم  والعربية كلها والإسلامية كذلك وحتى الصين .. واجهت الكثير من الرجال من بلداننا الإسلامية والعربية , وشاهدة أفعالهم وهم تحت وطئت الخوف ؛للأسف يخافون على سمعتهم في الداخل ولكن لا يخافون الله والله أولى أن يخافوه ويهابوه .. وأنا أرى أن المرأة في بلداننا منهن الكثير تحت وطئت الظلم . وأنا لا أزكي الأوربيين وغيرهم من دول العالم المتقدم ..لأن حياتهم هي كما يعشونها ..وأن المرأة عندهم أكثر ظلماً ومنهم يتخذونها للخلاعة والدعارة وفي الحقيقة هي كما أقول ! ولكن تتواجد بعض الأقلية الفقيرة ومن فقراء العوائل الوسط لهم حياة معتدلة  ,,ولكني أقول لرجالنا لماذا تظلمون المرأة التي وهبها الله سبحانه وتعالى منزلة وأكرمها فوق تكريم الإنسان لأن الله سبحانه وتعالى وضع الجنة تحت أقدام الأمهات ..وجعل فيها النغم والعطاس والصبر وأغرى بها الرجال لأنه وعد الرجال بحور العين ..وأن النساء هن حور العين .. ولو قرأتِ القرآن الكريم لوجدتِ أكثر الآيات  تعطي للمرأة منزلة الجمال والأمل ويصفها بالحور ومنها  : " فيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ ... قوله تعالى:" قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ" أي أن أنهن يقصرن نظرهن إلا على ... ويتبقى: أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من الحور العين و ( النساء الجميلات ) ولم يرد مثل هذا للنساء.. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا ! ... فقد وصف الله تعالى حور الجنة بأحسن الأوصاف , وحلاَّهن بأحسن الحلى , وشوّق الخطاب إليهن حتى كأنهم يرونهن رؤية العين...
إننا لو التفتنا إلى تأثر الإنسان بالجمال وبروحه لرأينا أن أثرى جمالية هي في أكرم الموجودات … في الإنسان الذي قال الله تعالى عنه : ( لقد كرمنا بني آدم ) ، وفي الجانب الأرق والذي أودع فيه جمالاً يسكن إليه شغاف قلوب الرجال ، وأدع في الرجال ما يسكن إليها شغاف قلوب النساء ، إلا أن الجمال الذي أودعه تبارك وتعالى في النساء جمالاً مختلفاً يهتم به النساء قبل الرجال في إثارة قلوب الرجال وتسكين قلوبهم ، بل وامتلاكها ، وقد وقال تعالى عن تأثير ذلك الجمال الذي لدى النساء عندما أودعه في أحد عباده… في يوسف الصديق (عليه السلام) : ( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه .. قد شغفها حُبَّاً ) أي حفر عميقاً في قلبها .. وشغاف القلب هو سويداؤه .. ولم يتحدث القرآن أو كتب اللغة أو كتب تراث العرب في الشعر والخطابة عن الشغاف في حب الإنسان لغير المرأة .. بمعنى أن الشغاف هو أعمق تأثر بالجمال .. وهو المرأة . يا أختي سهام الحويطات وقد يثير الجمالُ - البالغ الكثافة – في المرأة العشقَ لذلك الجمال ولصاحبه … فبتعشقه الرجل ويتمنى امتلاكه ليحتفظ بقد أسته .. ويملأ شغاف قلبه – عبر الزواج – بذلك الجمال .. والمادة التي تُعنى بترجمة ذلك الجمال إلى قوالب لفظية يتغنى بها عشاق الجمال هي الشعر ، وبالدقة : الغزل . إذ من البديهي أن يكون هذا الجمال أكثر تأثيراً في عشاق الجمال وأهل الإبداع في الحديث عنه … إنهم الشعراء .. ولذلك تطفح دواوينهم بأروع ما يقال في( الغزل ) .. بعضهم يهتم بجمال المرأة كمصدر للجمال .. وبعضهم يهتم بها كمصدر للغريزة والإباحية .
بل حتى العرفاء يصورون عشقهم لله وذوبانهم في حبه يتمثلون كعشقهم للمرأة ولجمالها .. ولذلك نجد كل مفردات شعراء الغرام والعشاق لدى شعراء العرفان والتصوف كتعبير عن عميق ولههم وعشقهم لله سبحانه وتعالى .
فالغزل هو إفراز عن حب أو تخيل حب ، ليس فيه مالا يقره الإسلام ، إذا كان خالياً من المجون أو الإخلال بالآداب العامة أو التشهير بامرأة معروفة من بنات المسلمين .
ويعقب بعض السلف الصالح ذلك بقوله:" وما أدري لماذا يكون موقف الرجل المسلم من المرأة وحبه لها والتغزل بها مختلفاً عن موقف نبيه الكريم الذي جعل حبه له (واحداً من ثلاث) وفي تسميته لأم المؤمنين عائشة بـ (الحميراء) نغمة هي من جرس الغزل .. ولو كان هذا الحب للمرأة وإفرازاته الوجدانية مكروهاً في الدين لما قال سيد شباب أهل الجنة ، الحسين بن علي (عليه السلام) لمن لامه في حبه امرأته :
لعمرك إنني لأحب داراً ** تحل بها سكينة والربابُ
أحبها وأبذل جل مالي ** وليس للائمي عندي عتابُ .
وقال أخر:
تشكّى المحبون الصّبابة لَيْتني
تحملت ما يلقون من بينهم وحدْي .
وفي دواوين الشعراء من ( فقهاء المسلمين والكتابين والفلاسفة من القدماء و من المتأخرين أجود أنواع هذا الغزل .. بل يحتفظ تاريخنا الأدبي لعروة بن أُذينة – وهو من فقهاء المدينة بلامية لا تزال حتى اليوم من أروع هذا الغزل الغض الذي قل نظيره في شعرنا العرب والفرس والأتراك وفي الأوردو وأن دواوينهم لا تعد ولا تحصى ...  وأعود وأقول للرجال لماذا ظلم المرأة إذن؟؟؟ عندما تكون في الخطبة وفي شبابها تكون حورا تفضلها حتى على من ولدتك ! وبعدما تضع لك طفل أو طفلين تفكر بالأخرى أو تنظر لبنت الجار!!! إذن تمتع بها وعاشرها كرياحنة  وحوراً كما وصفى المولى عز ذكره ..سوف تجعل من حياة جنة وتجعل من الأولاد عنصراً مثقف يخدم الجامعة ..ولا تهرب لتقضي وحدك سهرة مع الراقصات وغيرهن.... ولماذا لا تجعل حبيبتك هي زوجتك.. ويكون قلبك يخفق لها عندما ترى الحبيب. وتشعر بالسعادة عندما تقابل الصديق!لماذا هذا الظلم؟...
وشكراً للأخت سهام  وأهديك هذا البيت لعمر الخيام المترجم:
القلب قد أضناه عشق الجمال ..... والصدر قد ضاق بما لا يقال
أولي بهذا القلب أن يخفقــــــا ..... وفي ضرام الحب أن يحرقا
والمعنى في قلب الشاعر ولا أريد أن أطيل عليكم  لأن هذه الأبيات لها عدة معاني ومنها ارتباطه بحب الله .. وقالوا بعض الشعراء ونعم ما قالوا :
ومَنْ كان من طول الهوى ذاق سُلْوَةً
فإنِّيَ من ليْلى لها غيرُ ذائقِ
وأكثر شيء نِلتـُهُ من وصالها
أَمانِيُّ لم تصدُق كلَمْعةِ بارقِ
أو عمى القلب عن رؤية غير المحبوب ، وصَمَمهُ عن سماع العذل فيه،
أو الحضور الدائم ، كما قال الشاعر:
يا مقيماً في خاطري وجَناني
وبعيداً عن ناظري وعِياني
أنت روحي إن كنتُ لستُ أراها
فهي أدنى إليّ من كُلِّ دانِ
وقال آخر:
خيالك في عيني، وذكراك في فمي
ونجواك في قلبي، فأيْن تغيبُ ؟..
وفي نهاية المطاف الحب الأول هو  الحب الحقيقي هو أن تحب الشخص الوحيد القادر على أن يجعلك تعيسا أو سعيداً !! وبعدها تحب زوجتك وتجعلها حبيبتك والعشق الذي تتغزل بها  خالص شكري وأعتذر عن هذه الإطالة .المحب المربي السيد صباح بهبهاني
behbahani@t-online.de


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/01



كتابة تعليق لموضوع : أجمل ما في الدنيا...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net