صفحة الكاتب : ابواحمد الكعبي

المرجع النجفي ( دام ظله ) يستنهض الهمم دفاعاً عن الحقوق
ابواحمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كنتُ أرى مقاطعه الفيديوية تنتشرُ في وسائل التواصل الإجتماعي "تويتر، واتسب، يوتيوب.."، وأرى عناوينها التي كانت تؤرقني وتوقدُ
ناراً في قلبي لا تخمد! والسؤال الذي يتردد في مخيلتي دائماً "لماذا تحدث المرجع النجفي بهذه الصراحة؟!".
أعودُ وأقول؛ كنتُ أتحاشى أن أضغط على تلك الروابط لأسمع كلام وبيان "المرجع النجفي"! بل في كثيرٍ من الأحيان كنتُ أغض الطرف عن ذلك، مع السيل الجارف لمقاطعه وسلسلة أجوبته الكتابية!
وكغيري؛ انجذبتُ بقصدٍ أو عن غير قصد -أو ربما جرفني التيار- للإستماع لمقاطعه التي تنشر في تلك الوسائل، فشدني أكثر فأكثر حتى تطور الأمر من مشاهدة دقائق معدودة الى ذهاب اليه والأستماع اليه مباشرة للوقوف على حقيقة الموقف
لقد استمعتُ إليهِ عن قربٍ لأرى ما يقوله، حتى توضح لي الأمر
وبعد كل ذلك؛ ولا أخفي سراً على أحدٍ؛ أستطيع القول أنه -أي المرجع النجفي دام ظله- بالفعلِ فتنة! بل إن هذه الكلمة قليلةٌ في حقه، ولا أعلم إن كانت هناك كلمة أقوى في معاجم اللغة تصف حال هذا الرجل العظيم أم لا!
وحتى لا تذهب بالقارئ المذاهب؛ فالفتنة التي أعنيها هي الفتنة المحمودة التي تفرّق الحق عن الباطل، تلك الفتنة التي شرعها الله تعالى وقام بها الأنبياء والأوصياء عليهم السلام في كل دعوةٍ للدين، حتى تفرّقت الأمم الواحدة وأصبحت في نزاعٍ أبدي.
فالله عز وجل أرسلَ الرسل والأنبياء ليكونوا فتنةً للناس، وليميز الخير عن الشر، فهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام جاء في مجتمعٍ متوحد يسوده الإستقرار، ليحدث تلك الفتنة التي أدت إلى التناحر فيما بينهم.
وكذلك الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقيامه بمثل ذلك الدور يقول الإمام الصادق عليه السلام "تمنوا الفتنة، فإن فيها هلاك الجبابرة، وطهارة الأرض من الفسقة" [أمالي الطوسي ج٢ ص٣٠١].
كما أن الناسَ في فتنةٍ واختبارٍ دائم وهي سنةٌ إلهية، فالله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"[العنكبوت ٢]. فتأتي الآية التي بعدها لتؤكد ذلك فتقول: "وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"[العنكبوت ٣].
إذاً؛ فهل يقول قائل أن ما قام به الأنبياء والأوصياء عليهم السلام غيرُ صحيحٍ وما كان يجبُ عليهم فعل ذلك من تمزيقٍ لوحدة الصف والمجتمع؟! على أن إقامة الحق مطلوبٌ شرعي حتى وإن أدى لتصدع الصفوف! إلا إذا كانوا يروا غير ذلك!
إن من يطلق تلك الكلمات على عواهنها وينسبها للشيخ النجفي تارةً ولفلانٍ تارةً أخرى ليخيف الناس منهم، إنما يدل على قصرٍ في فهمه للنصوص الدينية، وإلا ما كان ليردد كلمة الفتنة لو كان يعرف شمولية معناها وما جاءت به روايات أهل البيت عليهم السلام عن ذلك.
ولا أجدُ تفسيراً لاتباع الناس لتلك الأصوات النشاز؛ سوى أن الغالبية العظمى منهم -الناس- لا تعلم المعنى الحقيقي للمرجعية، ويتصورون أنها ذات معنى منوط به الأحكام ليس ألا ، لذلك ينفرون من أي شيءٍ يرتبط بها، ويؤجرون عقولهم لتلك العمائم الخاوية التي باتت تشوه صورة الدين المحمدي الأصيل دون رادع.
نعم إننا نقول بضرسٍ قاطع، إن الشيخ بشير النجفي مد الله بعمره الشريف فتنة كما تقولون أنتم، ايها الجهله ولكنه ذو فتنةٍ محمودة، صَدَحَ ولا زال يصدحُ بالحق ليقضي على الباطل المتفشي بين أوساط الموالين، كما كان دأب الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وكذلك هو حال مراجعنا العظام العدول -الجامعين للشرائط-.
لذلك؛ فقد سئم الجميع من تلك التصرفات الطفولية السامرية والبترية على حدٍ سواء؛ من إقصاءهم لمن يخالفهم، ورميهم بشتى الإتهامات والإفتراءات. لأن هناك من بات يؤشر على مواطن الخلل وباتوا لا يألون جهداً بمناسبةٍ أو من غير مناسبةٍ من التعريض بسماحة الشيخ النجفي دام ظله أو من يتبع هذا المنهج، حتى وإن كانت كلماتهم تتحدث عن مرض التوحد!
أخيراً، إن الحق أحق أن يتبع، ولو أنكم عرفتم الحق جيداً لما وقعتم في هذا اللبس والإضطراب. يقول الإمام علي عليه السلام "أعرف الحق تعرف أهله، وأعرف الباطل تعرف أهله". غير أن البعض وللأسف الشديد لا يملكون سوى الكذب وبهتان الآخرين ووصفهم بالعمالة عندما تعجزون عن مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل، رغم أنكم تصدحون ليلَ نهارٍ بمصطلحات الحوار والموعظة الحسنة وما إلى ذلك من كلماتٍ رنانة؛ ظاهرها الحُسْن، وباطنها الخُبث. فانتبهوا من "قطرة الحق على صخرة الباطل"، فإنها سوف تجرفكم وأحلامكم إلى وادٍ سحيق
حفظ الله المرجع الديني الكبير الشيخ بشير النجفي والحمد لله رب العالمين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابواحمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/23



كتابة تعليق لموضوع : المرجع النجفي ( دام ظله ) يستنهض الهمم دفاعاً عن الحقوق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net